عبر عدد من سيدات المجتمع الجداوي المهتمات بالحراك الاجتماعي والثقافي عن بالغ سعادتهن بإدراج جدة التاريخية في قائمة التراث العالمي، متطلعات في الوقت نفسه إلى تكريس المزيد من الجهود والبرامج لرفع سقف توعية سكان المنطقة للحفاظ على البيوت وخاصة الواجهات الخارجية، وأكدن أهمية إيجاد مراكز ثقافية وسوق للحرفيات كعوامل جذب لزوار المنطقة التاريخية من داخل وخارج المملكة. فقد عبرت عبير أبو سليمان أحد مؤسسي مجموعة قلب جدة لإحياء المنطقة التاريخية، عن تطلعها إلى مزيد من الجهود التثقيفية لرفع وعي سكان المنطقة التاريخية تجاه الحفاظ على بيوتها وهويتها التراثية، وأضافت «نأمل أن تقام مراكز ثقافية لطلاب الجامعات عبر عقد ورش عمل تدريبية تتعلق بالخط العربي والتصميم المعماري التراثي للاطلاع على أفكار الطلاب بما يساهم في إثراء المنطقة التاريخية»، مؤكدة «سوف نبذل كل المساعي والمجهودات للحفاظ على المنطقة التاريخية وفقا للمعايير الدولية لليونسكو». وتقول سيدة الأعمال في قطاع الأعمال الحرفية داليا العبدلي «نأمل مزيدا من اهتمام الملاك بالمباني في منطقة البلد والعمل على الصيانة الدائمة لمنازلها التاريخية، خاصة أن المنطقة تشهد تسهيلات ملموسة من قبل الدولة ممثلة في أمانة محافظة جدة، إضافة إلى ابتكار فعاليات وأنشطة وإنشاء متاحف ومقاه شعبية من شأنها التعبير عن تراث المنطقة، وإيجاد فرص عمل للشباب، وهذه جميعها تمثل عوامل جذب للسياح من داخل وخارج المملكة مع أهمية إيجاد سوق دائم للصناعات الحرفية يضم منتجات الحرفيات التي تعكس الهوية الاجتماعية والثقافية للتراث الحجازي». أما المحاضرة في قسم الفنون الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز فاطمة عمران، فتؤكد أن الاعتراف بمدينة جدة كمدينة تاريخية عالمية من أكبر الانجازات التي تحققت في هذ العام، وتضيف: «لا بد من العمل بجدية ومشاركة جميع قطاعات الوطن العامة والخاصة، حتى الأهالي في الحفاظ على هذا الاعتراف العالمي، وذلك بالعمل الفعلي الجاد وفق خطط مدروسة وبإشراف مختصين عالميين في الحفاظ على المدن التاريخية واستثمارها سياحيا على الوجه الأكمل، ومن أهم النقاط الإبقاء على السكان المحليين ودعمهم لعمليات الإصلاح والترميم والتأكيد على الهوية التاريخية للمدينة بعدم السماح بعمليات التحديث والتطوير التي تؤثر عليها، فضلا عن مشاركة المجتمع في الحفاظ على هذه المنطقة الجميلة من خلال إسناد المهام المتعلقة بالعادات والتقاليد وترسيخ القيمة التاريخية لما يملكونه، وتقترح عمران أن تشرف شركة كبرى على ترميم المنازل وإصلاحها للحفاظ على هويتها المعمارية. من جانبها تأمل شابة الأعمال في قطاع الضيافة الحجازية علا رجب، في إقامة مهرجانات تثقيفية في المنطقة التاريخية على مدار العام خاصة في ظل النجاح الكبير الذي حققه مهرجان (كنا كده) حيث تجد الأسر في المنطقة التاريخية فرصة لتعريف الأجيال بالموروثات الشعبية والمهن القديمة، كما أن المهرجان الدائم يوجد فرص عمل للشباب ويفتح آفاق أوسع للاستثمار.