تضاربت الأنباء حول مقتل الطالبة السعودية المبتعثة في لندن ناهد المانع، غير أن شرطة مدينة كوليشتسر البريطانية رجحت أن يكون السبب يرجع لدوافع عنصرية دينية بعد علمها بأن الطالبة المقتولة كانت ترتدي الحجاب لحظة طعنها في الرأس والصدر على بعد 400 متر من جامعة إيسكس البريطانية. ويقول جارها سين برجم، إنها دائما كانت تلبس حجابها وتغطي رأسها إضافة للعباية التي تميزها عن غيرها، مبينا أنها كانت لطيفة مع جيرانها وتحييهم عندما كانت تمر بالجوار، فيما علق أحد أساتذتها في معهد اللغة في جامعة إيسكس أنها كانت من المبتعثات اللاتي كن على خلق وقد أتت للدراسة وتطوير لغتها الإنجليزية، وأنه لا يصدق مقتلها حتى اللحظة. بدورها ذكرت فايزة مغال الناشطة في مجموعة تقيس الهجمات ضد المسلمين، أن النساء المحجبات هن الهدف الرئيسي الذي يتم الاعتداء والتلفظ عليهن في الشوارع. وفي ذات السياق أفردت الصحافة الإنجليزية في صفحاتها الأولى خبر مقتل المبتعثة من جامعة الجوف ناهد المانع وقالت البي بي سي في عنوان عريض جريمة قتل كوليشستر: الكراهية الدينية على الخط الأول للتحقيق، وتعرضت لملابسات القتل بآلة حادة ومعتبرة أن الحادث ربما له دوافع دينية في المقام الأول، لكن ليس هناك أدلة توضح هذا الجانب. وعنونت صحيفة الغارديان صفحتها الألى ب «المرأة المقتولة التي هوجمت في ملعب الكرة ربما بسبب لبسها المسلم»، مبرزة حديث الضابط دي سي تريسي هاوكينج الذي قال: «إن اللبس الإسلامي قد يكون أحد الدوافع الرئيسية وراء عملية القتل، وإن هذا الأمر هو واحد من الخيوط التي يتتبعها المحققون في هذا الشأن»، كما عرضت الصحيفة تصريح سفير خادم الحرمين الشريفين في لندن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز الذي عبر فيه عن تعاطفه الشديد مع القتيلة وذويها وأن الحادثة ستتلقى عناية شخصية منه، مبينة أنه قبل ثلاثة أشهر قتل إنجليزي بالطعن حتى الموت في حديقة القلعة بالمدينة وأن هناك رابطا بين الحادثتين، ونشرت الصحيفة أرقاما دعت من لديه معلومات حيال الموضوع الاتصال على مراكز الشرطة للمساعدة في القبض على المجرمين. بدورها قالت صحيفة المترو البريطانية وفي صفحتها الرئيسية التي خصصتها للجريمة المروعة تحت عنوان «مقتل طالبة لكونها مسلمة». من جهتها، أعلنت جامعت إيسكس البريطانية أنها ستعقد اجتماعا اليوم الجمعة عند الثانية ظهرا لتوضيح ملابسات الحادث وما وصلت إليه التحقيقات في هذا الشأن ودعت الطلاب للحضور. ويرى العديد من الطلاب ضرورة الحضور بأكبر عدد ممكن للاجتماع لحث الجامعة والشرطة على اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية الطلاب المسلمين والتأكد من أن الجامعة والمباني التابعة لها وسكن الطلاب آمنة، وأن حضور الطلاب سيشكل ضغطا على الجامعة والشرطة لأخذ الحيطة والحذر من أي مشاكل قد يواجهها الطلاب المسلمون في المستقبل. إلى ذلك بين ل «عكاظ» إبراهيم الزيد خال المبتعثة القتيلة، أن ما يثار حول قصة قتلها في مواقع التواصل الاجتماعي، وما تعرضت له من اتهامات غير صحيح. وأضاف «خافوا الله، ابنة أختي ملتزمة وعلى قدر عال من الأخلاق، وحاصلة على درجة الماجستير، وابتعثت منذ أشهر لإعداد الدكتوراة، وكانت تخطط لزيارة الجوف في عيد الأضحى المقبل، ولكن سبقها القدر وكانت على تواصل يومي مع أمها وأخواتها في الجوال يوميا». وأصدرت جامعة الجوف بيانا قالت فيه: «بناء على ما تلقته الجامعة من استفسارات عديدة حول حادثة المبتعثة ناهد بنت ناصر المانع، فإنها توضح للرأي العام بأن جميع شؤون المبتعثين من جامعة الجوف وغيرها من الجامعات السعودية هي من اختصاصات سفارات وملحقيات المملكة في دول الابتعاث، ومع ذلك فإن مدير الجامعة الدكتور إسماعيل البشري يتابع شخصيا مع السفارة السعودية والملحقية الثقافية في بريطانيا تطورات حادثة مقتل المبتعثة ناهد المانع، وكلا الجهتين تقومان بجهود كبيرة واهتمام بالغ ومعتاد في جميع شؤون المواطنين السعوديين في الخارج، وفي قضية المبتعثة ناهد الزيد رحمها الله رحمة واسعة».