اتجه عدد كبير من لاعبي الاتفاق السابقين بعد اعتزالهم الكرة إلى الانخراط في سلك التدريب، مفضلين تحقيق مكاسب أخرى بعد أن نجحوا مع فريقهم في تحقيق العديد من البطولات المحلية والخليجية والعربية في حقبة الثمانينات الميلادية، ولعل من أبرزهم: خالد الحوار، وعمر باخشوين، وفيصل البدين، وسلمان حمدان، وسمير هلال. وبعد أن تقلدت تلك الأسماء العديد من المناصب التدريبية في مختلف الدرجات بنادي الاتفاق، حققوا خلالها نتائج جيدة، فضل هؤلاء خوض تجربة تدريبية في مكان آخر، وربما كان النهضة (الجار التقليدي للاتفاق) القاسم المشترك رغم حجم المنافسة التاريخية بين الفريقين، حيث تولى مدير الاحتراف بالاتفاق خالد الحوار الإشراف الفني على النهضة، ثم تلاه سلمان حمدان في الدرجة الثانية، ثم أتى من بعده البدين وكان قاب قوسين أو أدنى من الصعود مع الفريق إلى الدرجة الأولى، ليأتي هلال ويكمل مسيرتهم بعد أن وقعت معه الإدارة النهضاوية هذا الموسم عقدا تدريبيا لتولي زمام الأمور الفنية بالفريق في دوري ركاء لأندية الدرجة الأولى بعد هبوطه الموسم الماضي من دوري جميل. هلال: مهمة صعبة واعترف، سمير هلال بعد توقيعه للنهضة، أن مهمته لن تكون سهلة كما يتصورها البعض رغم نجاحه في الموسم الماضي بتحقيق إنجاز الصعود مع فريق الخليج إلى دوري عبداللطيف جميل، مبينا، أنه يسعى إلى إيجاد فريق منافس على الصعود. وشدد، على أن النهضة يضم أسماء فنية جيدة، وأنه سيبدأ في رسم خارطة الطريق من الآن قبل البدء في التدريبات الجماعية. وبين، أنه سيقدم لإدارة النادي برنامجه الإعدادي والذي سيتضمن إقامة معسكر خارجي، وتدعيم صفوف الفريق بلاعبين من خارج النادي، مع توفير السبل الكفيلة بتحقيق النجاح. هجرة جماعية وعلى ما يبدو، أن الهجرة الجماعية للاعبي الاتفاق لتدريب النهضة أمر صحي خصوصا في ظل نظام الاحتراف المعمول في المملكة منذ عدة سنوات، خصوصا بعد أن مهدت الإدارة الاتفاقية الأبواب لرحيلهم والبحث عن أماكن تدريب أخرى، وقد يكون قرب نادي النهضة، ووجود إدارة حكيمة بقيادة فيصل الشهيل السبب الرئيسي وراء قبولهم العرض، إضافة إلى رغبتهم في البقاء على رأس الهرم التدريبي. حسرة على الرحيل وقد يتحسر الكثير من أنصار نادي الاتفاق، على رحيل هؤلاء المدربين الوطنيين الذين قدموا للكرة الاتفاقية الشيء الكثير، وربما يتحسرون أيضا لوجودهم مع النهضة (المنافس اللدود) خاصة أن التاريخ بين الناديين شاهد على ذلك، ولكن تبقى أمانيهم بمواصلة تلك الأسماء النجاح المنشود، في ظل مساهمتهم الكبيرة في إنجازات الفريق، حيث توقع الكثيرون أن يواصل سمير هلال نجاحه مع النهضة بعد صعوده مع الخليج، وتمنى البعض منهم في فترة سابقة أن تتعاقد الإدارة الاتفاقية معه بعد علمهم بعدم اتفاقه مع إدارة الخليج لتجديد العقد، لكنه آثر الرحيل لتدريب النهضة. عودة النفاثة لم يكن للمدربين فحسب، توجه كبير في قبول تدريب النهضة، فقد سبق هؤلاء المهاجم الدولي السابق جمال محمد والملقب ب (النفاثة) والذي ترجل عن صهوة جواده بعد عطاء دام أكثر من 15 عاما، لتقيم له الإدارة الاتفاقية حفل اعتزال كبيرا. وتوقع كثيرون من أنصار الفريق أن يتجه للسلك الإداري أو الفني كما فعل غيره، لكنه فاجأ الوسط الرياضي برمته بعدوله عن الاعتزال، وعاد بعد ذلك ليشارك النهضة موسمين رغم تخطيه حاجز ال 33 عاما. ولم يقف الأمر عند جمال محمد، بل لحقه لاعبون اتفاقيون آخرون ممن تم تنسيقهم من الكشوفات الاتفاقية ليدافعوا عن ألوان النهضة، من أبرزهم إبراهيم يوسف، وعبدالله الذكير، وداني المسرحي، وآخرون. انتظار المنسقين وتنتظر إدارة نادي النهضة، مصير عدد من لاعبي الاتفاق الذين سيتم تنسيقهم من كشوفات الموسم الجديد، ليكونوا على (رادار) الجهاز الفني، والذي سيعطي رؤيته في بعض اللاعبين الذين ربما ينتقلون لارتداء شعار النهضة حسب المراكز التي يحتاج إليها، في ظل صعوبة منافسات دوري ركاء، ورغبته في وجود البديل الجاهز، حيث من المنتظر أن تتضح الصورة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.