لأن مدرب الخليج الوطني سمير هلال اختار الصمت منهجا لعمله لذلك شق طريقه سريعا نحو النجاح، وكانت ثمرة هذا النجاح الكبير قيادته لفريق الخليج الأول لكرة القدم للصعود إلى دوري ركاء بعد موسم شاق احترقت فيه الأعصاب في ظل تنافس سبعة فرق بالتمام والكمال على الصعود إلى مصاف دوري جميل للمحترفين. هلال عمل هو والوطني الآخر يوسف عنبر وسط كماشة من المدربين العرب الآخرين الذين ينالون أضعاف ما ينال هو وزميله، ولكن المحصلة نجاحه هو وصعوده بفريقه إلى دوري الكبار . وهو هنا في هذا الحوار يدافع عن سامي الجابر، وخالد القروني، ويطالب بالصبر عليهما لأنهما يتوليان قيادة اثنين من أكبر الأندية السعودية .. ومعكم نص الحوار: بداية ماذا عن إنجازكم المتمثل في صعود فريق الخليج إلى دوري الأضواء ؟ الصعود إلى دوري الأضواء هو إنجاز كبير في ظل صعوبة دوري الدرجة الأولى لأنه دوري قوي جدا . أنا عايشت الدوري الممتاز مع نادي الاتفاق، ودوري ركاء مع نادي الخليج. فدوري ركاء متعب جدا وصعب، بجانب عدم تسليط الأضواء عليه، فهو دوري متقلب من جولة إلى أخرى لاتعرف الصاعدين والهابطين إلا في اللحظات الأخيرة . إنجازنا كبير، والعمل كان مشتركا من جهاز فني، وإداري، وطبي، ولاعبين، ومجلس إدارة، وأعضاء شرف، وجماهير، فكرة القدم هي عمل جماعي وليس فرديا، نحمد الله على عودة نادي الخليج، الأغلبية أشادوا بمستوى الفريق خصوصا في مسابقة كأس ولي العهد، حيث أخرج النهضة والاتحاد وقدم مباراة جيدة أمام النصر في دوري ال16. العمل كان كبيرا طوال الموسم واجتماعاتنا كانت دورية بعد كل مباراة لمعالجة الأخطاء، كما كان وقوف الإدارة معنا كبيرا ومميزا ولله الحمد رغم قلة الإمكانات المادية التي يعاني منها نادي الخليج، إلا أنه توج في النهاية بالصعود بوقفة المحبين. منذ استلامك لدفة الفريق هل كان هدفك هو الصعود لدوري جميل.. وماهي الصعوبات التي واجهتكم؟ عندما تعاقدت معي إدارة النادي سألتهم ماهو هدفهم، أكدوا لي أن هدفهم هو الصعود، وهو مانقلناه للاعبين قبل بداية الموسم الرياضي. وأعتقد أنه عندما تحدد الهدف للاعبي فريق ركاء الضغوطات تكون كبيرة عليهم، لو لاحظت الموسم ماقبل الماضي عندما كان الخليج منافسا اللاعبين كانوا يؤكدون أن هدفهم بناء فريق، ولم يكن لديهم أية ضغوط. هذا الموسم بدأناه بالضغط وكان هدفنا بكل صراحة الصعود لدوري جميل، هنا ك لاعبون لم يتقبلوا هذا الأمر كونهم لم تمر عليهم مثل هذه الأهداف. نعم كانت هناك صعوبات خلال المسيرة لكن ولله الحمد تجاوزناها، فبعد كل تعثر نحاول أن ننهض ونبين للاعبين أننا لازلنا في طور المنافسة. وفي آخر سبع جولات كنا في ضغط كبير جدا، ومباراتنا مع الوحدة في الدور الثاني كان علينا ضغط كبير. فخسارة أي مباراة معناها الابتعاد عن المنافسة. كانت هناك سبعة فرق تنافس على الصعود حتى الجولات الثلاث الأخيرة ماذا كان يعني لكم ذلك ؟. نعم دوري ركاء صعب، وهذا أول موسم يكون فيه الأمر على هذا النحو حتى أن هوية الهابطين لم تتحدد إلا في الجولة الأخيرة، فقد كان الوضع صعبا للغاية. التجديد في علم الغيب هل أنت مستمر مع الفريق لقيادته في دوري جميل في الموسم الرياضي المقبل؟ أنا عقدي انتهى مع نهاية الموسم الرياضي الحالي وهو عقد لمدة موسم واحد، انتهى مع نهاية المباراة الأخيرة. إذن لم تتم مناقشتك حول قيادة الفريق الموسم المقبل؟ لا لم تتم مناقشتي أبدا، ففي الأشهر الأخيرة كان الوضع صعبا بالنسبة للفريق، ولم نكن نلتفت لمثل هذا الأمر، لأن التفكير كان منصبا على الصعود فقط وهو الأمر الأهم. ولكن الآن بعد أن صعد الفريق لديهم المجال لبحث هذا الأمر باستمرارية سمير من عدمها، وهو أمر يعود لمجلس الإدارة، وأنا أوجه لهم جزيل الشكر والتقدير لوقوفهم معي خلال الفترة الماضية. مشكلة المال كابتن سمير.. أغلب الفرق التي تصعد لأندية الأضواء تبقى موسما واحدا ثم تعود مجددا إلى دوري الأولى لماذا يتكرر هذا الأمر في كل موسم؟ أرجوكم لاتلومون هذه الفرق . دعنا نكون واقعيين، فمن خلال تجربة في الدوريين الوضع مختلف جدا، في دوري ركاء الأزمة المالية خانقة جدا، أندية لاتملك 100 ألف ريال فكيف تريدها أن تستمر، وكيف نريد من هذه الأندية توفير 15 مليون ريال لتعاقدات جهاز فني وإداري وأربعة لاعبين أجانب محترفين، وتدعيم الفريق بلاعبين محليين، كذلك معسكرات خارجية. فالوضع ليس بسيطا. وحتى أندية الممتاز الكبيرة تعاني من الأزمة المالية فما بالك بأندية الدرجة الأولى الصاعدة. نادي الخليج حاليا لا يملك مليونا وصعد إلى دوري المحترفين فمن سيدفع ال15 مليونا لاحقا ؟ . بكل اختصار المبالغ المادية تقصم ظهر أي فريق، الفريق الذي يصعد ويبقى في دوري الأضواء يعتبر إنجازا له. وبكل اختصار إن لم يكن معك «فلوس» لن تبقى في دوري الأضواء. ومن هذا المنبر أطالب رجالات الخليج، وأبناء المنطقة الشرقية بالوقوف مع فريقهم ودعمهم له. بصفة شخصية كيف ترى هذا الإنجاز كمدرب وطني؟ هذا الإنجاز لا يسجل لسمير هلال فقط، بل يسجل لجميع المدربين الوطنيين، فها نحن قد أطلعنا الجماهير بأن المدرب الوطني قادر على أن يعمل ويبدع، ولديه القدرة على النجاح متى ما أعطي الفرصة . شخصنة النقد بصراحة .. كمدرب وطني هل أخذت حقك الإعلامي؟ أنا منذ بداية الموسم لم أصرح أي تصريح لأي صحفي والجميع كان متفها هذا الأمر، ولم أظهر في أي برنامج تلفزيوني، حتى صفحتي عبر موقع التواصل الاجتماعي أوقفتها، لأنه لدي قاعدة أن العمل هو من يتحدث وليس أنا.عملنا بهدوء بدون ضجيج، وكانت سياسة الجهاز الفني عدم الظهور والتصريح لوسائل الإعلام، ولله الحمد جنينا ثمرة ذلك. من ينصف العمل يعرف كيف ينصفه، وأنا أقول دائما « أنصف عمل الشخص ولا تبحث عن الشخص نفسه». فللأسف لدينا أناس يخلطون بين الشخص وعمله، انتقدني كعمل ولا تنتقدني كشخص لأن هذا خطأ كبير . ومن وجهة نظرك كيف ترى وقفة الاتحاد السعودي لكرة القدم مع المدربين الوطنيين ؟ الاستاذ أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم دعمنا معنويا فبعد أن أخذنا أنا وزملائي شهادة دبلوم المحترفين عمر باخشوين، وصالح المطلق، ونايف العنزي استدعانا في مكتبه وكرمنا وهنأنا وتحدث لنا بصفة شخصية، ووعدنا بالدعم . أنا والعنبر فقط ولكن هل ترى أن ذلك كاف؟ لا.. يجب أن يكون تفعيل دور المدرب الوطني بشكل أفضل من حيث الرواتب وتقييمه، وتفعيله في الأندية. وأشكر هيئة دوري ركاء بتكفلها برواتب المدربين الوطنيين الذين يحملون شهادة البرو وأنا منهم، حيث تكفلت الشركة بمبلغ 10 آلاف ريال شهريا للمدرب الوطني بغض النظر عن راتبه في النادي، وأتمنى من الاتحاد السعودي لكرة القدم أن تكون له خطوة في دعم المدرب الوطني أسوة بشركة ركاء.. سواء في أندية الدرجة الأولى أو الممتاز . كما أتمنى من الاتحاد السعودي أن يتكفل بنسبة من راتب المدرب الوطني في أي درجة كانت، فهي عملية مشجعة للأندية. وصراحة هناك مدربون وطنيون يملكون إمكانات عالية لكن ينتظرون الفرصة فقط. ففي دوري الدرجة الأولى لايوجد سواي أنا والكابتن يوسف عنبر، ونلاحظ أن النصيب الأكبر للمدرسة التونسية منذ أعوام وبمبالغ كبيرة. المطلوب الصبر وتواجد المدربين الوطنيين خالد القروني في نادي الاتحاد، وسامي الجابر في نادي الهلال كيف تراه من جانبك ؟ المدرب لاينتقد زميله المدرب، ولايقلل منه مهما كان وهذه وجهة نظري، حتى لو رأى أن هناك أخطاء. والكابتن سامي الجابر يقدم عملا جميلا في نادي الهلال، وصل إلى نهائي كأس ولي العهد، وحقق المركز الثاني في دوري جميل كأول سنة تدريب، ومازالت أمامه بطولتا كأس الملك، وكأس آسيا. وشيء طبيعي أن يستلم سامي الجابر فريقا كبيرا مثل الهلال أن يكون مطالبا بالبطولة، لذلك الضغط على سامي كان كبيرا، ولكن بالمجمل عمله جيد، وهو يتمنى تحقيق البطولات، لكن الظروف ليس شرطا أن تخدمك، وتكون معك في كل وقت. أعطيك مثالا، مدرب النادي الأهلي حاليا البرتغالي بيريرا اسم كبير في عالم التدريب ولكن حتى الآن لم يظهر الفريق وفق تطلعات جماهيره، هو يعمل لكن ربما الظروف لم تخدمه، ونجاحه من عدمه في علم الغيب. وعموما الانتقاد لايقلل من قيمة سامي الجابر. فهذا حال جميع مدربي العالم، فقط يحتاج إلى الصبر عليه. أما خالد القروني فأتى في وقت صعب لناد كبير مثل الاتحاد، والوضع داخل النادي غير صح، لكن اعتبر القروني شجاعا وتحمل المسؤولية، وهو كذلك يحتاج إلى الوقت والصبر، وأختم حديثي بأن المدرب الذي يدرب ناد جماهيري كبير دائما ما يعاني ويكون مطالبا بالفوز في كل مباراة، وفي كل بطولة يشارك فيها تحقيقها، وهو واقع لايمكن أن نهرب منه.