التعليم، المعقل الرئيس لبناء الأمم وتطور الأوطان وتقدم الشعوب، وكلما صلحت البيئة التعليمية كلما كان المنتج الذي تقدمه للأمة قادرا على الابتكار والعطاء الذي ينتظره الوطن، وصلاح البيئة التعليمية يعتمد على عناصر عدة لا بد من تضافرها معا، بدءا بالمبنى المدرسي، والذي لا بد أن تتوافر فيه كل العناصر النموذجية من اتساع في الفصول وتوفر الملاعب والمساحات الخضراء والمعامل والأجهزة، مرورا بتطوير المناهج لتواكب معطيات وروح العصر وتوفر متطلبات بناء مستقبل الوطن الذي نريد، وصولا إلى المعلم والمعلمة الركيزة الأساس وجوهر العملية التعليمية، ولا بد من التركيز على تطوير أداء كل معلم ومعلمة والحرص على عدم السماح بالتجاوزات التي تحدث من بعضهم ممن يحاولون تمرير أفكار التطرف والتشدد وبثها في عقول الطلاب خارج الإطار المنهجي، وتنقية المؤسسة التعليمية من هذه الشوائب بمحاولة إعادة تأهيل هذه الفئة ومن لا تنجح معه محاولات إعادة التأهيل، فلا بد من اجتثاثه أو تحويله إلى أعمال إدارية ومراقبته بدقة. ولا يكفي أن تضطلع وزارة التربية والتعليم بهذه المهمة وحدها، بل لا بد من مساهمة الأسرة، مؤسسة البناء الأولى والأهم في المجتمع، ولا بد لها من تقديم دور مساند في العملية التربوية ومراقبة سلوك الأبناء وتقويم ما اعوج منه، كما أن للمسجد دورا مساندا هاما لا بد من مراقبته وتنقيته من الأفكار الضالة والمتطرفة. كما لا بد أن تتعاون كافة الوزارات والجهات مع وزارة التربية والتعليم في دعم كل برامجها وخططها، لأن هذه الوزارات والجهات هي المستفيد الأول من تجويد مخرجات المؤسسة التعليمية. وعلى الوزارة أن تحدد أولوياتها لتطوير العملية التعليمية التي ستوجه لها ال80 مليارا، لإنتاج طلاب وطالبات خلاقين وقادرين على التفكير وعلى الابتكار بعيدا عن الطرق التقليدية في التلقين والتسميع مما يورث العقل بلادة وخمولا، والتركيز على خلق بيئة تعليمية نموذجية جاذبة وليست طاردة، تكون محفزة على الابتكار، ومراعاة الجودة وترتكز على قيم مواطنة حقيقية يتم غرسها داخل أسوار المدرسة.