يراهن كثير من الخبراء في القطاع التعليمي على ان مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام يمثل نقلة كبيرة لواقع التعليم في المملكة الذي يواجه تحديات هامة على صعيد المخرجات التعليمية والمناهج ومواكبة سوق العمل . ويتطلع الخبراء الى ان يسهم المشروع العملاق فى احداث نقلة هامة على صعيد مسيرة التعليم في المملكة لاسيما وانه يشمل تطوير المناهج التعليمية وإعادة تأهيل المعلمين والمعلمات وتحسين البيئة التعليمية وبرنامج النشاط غير الصفي لطلاب يتجاوز عددهم 5 ملايين طالب وطالبة. وتتضمن الخطوات الجديدة التي اعتمد لتنفيذها 11 مليار ريال إعداد المناهج الرقمية والكتب الالكترونية والعناصر التعليمية للمناهج، وبناء معايير دمج التقنية في المناهج الدراسية، وتطوير المناهج في كافة المراحل ابتداء بمرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية.وفيما يختص برنامج إعادة تأهيل المعلمين والمعلمات ستبدأ الوزارة عملية حصر وتحديد أعداد المعلمين والمعلمات حسب التخصص وتحديد الاحتياجات التدريبية، على أن يتم وضع معايير لضبط الجودة وتقويم الأداء. وحددت الوزارة 9 خطوات لتحسين البيئة التعليمية تشمل ربط كافة المدارس بخطوط اتصال رقمية عالية السرعة، وتوفير شبكات داخل المدارس مع الخوادم اللازمة، وتوفير أجهزة حاسب محمولة لكل معلم للقيام بأعمال تحضير وإعداد الدروس.أما فيما يتعلق ببرنامج النشاط غير الصفي تم اعتماد 11 برنامجا تتنوع ما بين الثقافي والمسرحي والتقني والرياضي وبرامج حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده ودراسة السنة النبوية. تطوير المناهج ويهدف برنامج تطوير المناهج التعليمية الي تحقيق تعليم متميز وبناء أجيال قادرة على مواكبة التطور والتنمية. اذ تتم عملية تطوير المناهج التعليمية في جميع الدول بصفة دورية وبناء على متطلبات العصر والتطور العلمي والتقني والرؤية الوطنية للدولة. ويسعى البرنامج إلى تحقيق نقلة نوعية في مناهج التعليم بما يخدم تنمية شخصيات المتعلمين العلمية والعملية ومهارات التفكير وبما يتناسب مع قدراتهم وميولهم مع الأخذ بالاعتبار ذوي الاحتياجات الخاصة، والتوازن فيما يقدم من كم معرفي في ضوء حاجات المتعلمين ومتطلبات العصر. كما يسعى البرنامج إلى إكساب الطلاب مهارات التعلم الذاتي وتوظيفها في التعامل مع متطلبات الحياة، وتعزيز الهوية والقيم الإسلامية والأخلاق والولاء للوطن والمجتمع وتقدير المكتسبات الوطنية والحفاظ عليها، ومواءمة المناهج بما يحقق دمج التقنية في التعليم. وتعتمد آلية التنفيذ لبرنامج تطوير المناهج التعليمية على الكفاءات الوطنية القادرة على بناء محتوى المقررات الدراسية، ومع ذلك سيتم الاستعانة ببيوت الخبرة المتخصصة في وضع الأطر العامة وبناء المعايير والمواصفات الفنية وهيكلية المحتوى والتصميم التعليمي وحجم المحتوى ومداه وتتابعه بما يحقق الأهداف. وتتضمن آلية التنفيذ برامج فرعية تشمل وضع الرؤية العامة للمناهج، وضع الخطة الشاملة للمناهج، وبناء الكفايات والمهارات والقدرات والمعارف لكل سنة دراسية، وبناء المعايير التخصصية، وبناء معايير المقررات الدراسية، وبناء معايير دمج التقنية في المناهج الدراسية، كما تتضمن آلية التنفيذ تطوير بوابة تعليمية الكترونية للمناهج الدراسية، وضع معايير التقويم لكل مرحلة دراسية، تطوير المناهج بدءا برياض الأطفال، وانتهاء بالمرحلة الثانوية، وتطوير مناهج التربية الخاصة، التأكد من تحقيق التكامل والترابط الرأسي والأفقي. ويقوم برنامج إعادة تأهيل المعلمين والمعلمات على أساس أن العملية التعليمية تتمحور حول وجود معلمين أكفاء يستطيعون إعداد الأجيال القادرة على الفهم السليم والاستيعاب والتطوير والابتكار. كما يتطلب إعداد القيادات الإدارية للعملية التعليمية، وفقا لما لاحظته الفرق أثناء زيارتها حيث يتم التركيز على إعداد المعلم وتطويره. ويهدف البرنامج إلى إعادة تأهيل المعلمين والمعلمات من خلال دورات لرفع كفاءتهم التعليمية في تخصصاتهم وتطوير قدراتهم التدريسية والقيادية في ضوء مفهوم الكفاءات والمهارات والمتغيرات المعاصرة، وجعل التدريب عملية تفاعلية مستمرة. كما يهدف إلى تزويد المعلمين والمعلمات بالمهارات والخبرات بمجال تقنية المعلومات والاتصالات لتمكينهم من توظيفها في مجالات التدريس، وتنمية السمات الايجابية في شخصيات المعلمين وتعزيز روح الانتماء والولاء للوطن ولمهنة التدريس. اعادة تأهيل المعلمين ولاعادة تأهيل المعلمين والمعلمات تم اعتماد 7 برامج تشمل البرامج التخصصية للمعلمين في جميع المواد، والبرامج التخصصية للمشرفين التربويين في الحقول المختلفة، وبرامج الإدارة المدرسية لمديري المدارس، برامج التدريب على مهارات الحاسب الآلي وتقنيات التعليم، برامج تدريب تفاعلية عن طريق التعلم عن بعد، برامج البناء الذاتي وصقل المهارات الشخصية وتعزيز الولاء، وبرامج القياس والقويم. وستكون آلية تنفيذ هذا البرنامج من خلال تأهيل ما يزيد عن 400 ألف معلم ومعلمة للعملية التعليمية والقيادات التربوية، إذ يعد هذا المشروع مشروعا ضخما بكافة المعايير، ويستلزم إضافة إلى الخبرات المتوفرة لدى الوزارة الاستعانة بدور الخبرة المتخصصة من داخل المملكة وخارجها. كما يستلزم تبني آليات تنفيذ متنوعة من خلال مؤسسات تدريب خارجية أو من خلال التدريب المباشر في مراكز التدريب المتوفرة والتي تحتاج إلى دعم وإعادة تأهيل أو من خلال التدريب عن بعد مما يتطلب بناء بوابة الكترونية لتنفيذ البرامج التدريبية المختلفة والاستعانة بالقنوات التلفزيونية المتخصصة. وتتلخص آلية تنفيذ برنامج إعادة تأهيل المعلمين والمعلمات إعداد جهاز فني لإدارة برنامج التدريب، وتهيئة وتجهيز مراكز التدريب التربوي التابعة للوزارة، إعداد مدربين متخصصين في بناء الحقائب التدريبية، ويتوقع أن تستغرق مدة تنفيذ هذا البرنامج مدة خمس سنوات. وترى وزارة التربية والتعليم في برنامجها حول «تحسين البيئة التعليمية» أن البيئة المدرسية داخل الفصل تمثل دورا هاما في عملية التعليم والتعلم والتدريب ومساعدة المعلمين على تأدية الدور المطلوب بالكفاءة والجودة العالية ومقاربة التفاوت في مستويات التدريب بين المعلمين من خلال تنميط أساليب العرض والإيضاح مع زيادة مشاركة الطلاب وتفاعلهم لمزيد من التعلم الذاتي ورفع مستوى تحصيلهم الدراسي. وتهدف الوزارة من هذا البرنامج تحسين بيئة التعليم والتعلم داخل الفصل والمدرسة وزيادة فاعليتها التعليمية وتجويد مخرجاتها، وسد حاجة البيئة التعليمية التقنية عن طريق توفير المتطلبات اللازمة في البيئة المدرسية، وتوظيف تقنية المعلومات ودمجها في التعليم، وتنويع مصادر التعلم في الفصل الدراسي، وتقليل الفجوة الرقمية في مجتمع الطلاب من خلال تدريبهم على التعلم الالكتروني. وتعتقد وزارة التربية والتعليم أن برنامج النشاط غير الصفي يمثل جانبا مهما لدعم العملية التربوية والتعليمية من خلال تنمية مهارات الطلاب وهواياتهم واكتشاف مواهبهم الشخصية البدنية والذهنية والفنية والمهارية واللغوية وإشباع رغباتهم وتنمية روح المنافسة بين الطلاب وشغل أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالفائدة ويجنبهم العادات السيئة والأفكار المنحرفة. ويهدف البرنامج إلى غرس المبادئ والأخلاق الإسلامية وتنمية روح الانتماء وحب الوطن في نفوس النشء، والبناء السليم والمتكامل لشخصية الطلاب والطالبات، وإذكاء التنافس الايجابي في مجالات الإبداع المختلفة بين الطلاب والطالبات على كافة المستويات. كما يهدف إلى تنمية القدرة على تحمل المسؤولية لدى الطلاب والطالبات، وتنمية وتحسين وصقل المواهب الرياضية وإتاحة فرصة المشاركة الجماعية، ورفع مستوى الوعي الثقافي الصحي الرياضي، وتطوير المهارات لدى الطلاب والطالبات في استخدام الحاسوب والانترنت، وتنمية ملكة التذوق الفني لدى الطلاب والطالبات بتعزيز الرؤى الجمالية لديهم وإثراء الاتجاه الثقافي نحو الفنون العربية والإسلامية والعالمية، وترسيخ مبدأ التنمية الثقافية الشاملة لدى الطلاب والطالبات.