@@ تظل قضيتي الأولى.. @@ ومصدر اهتمامي الأبرز.. كمواطن.. وككاتب.. هي.. @@ إعادة النظر بصورة جذرية في النظام التعليمي العام.. لايماني الشديد بأن كل تقدم.. وكل تنمية حقيقية تطمح إليها المملكة.. وكل معالجة للأخطار والسلبيات الموجودة في المجتمع.. وكل توجه جاء نحو القضاء على الفساد بكل أشكاله وألوانه.. تبدأ من هذه المراجعة، بل من إعادة الصياغة لهذا النظام.. بدءاً بتجديد الرسالة.. وانتهاء بوضع سياسات جديدة.. تتفاعل مع العصر ورؤية مستقبل أفضل.. وتمر بوسائل وآليات التطبيق.. وصولاً إلى هدف محدد هو صناعة إنسان سعودي حي.. ومتفاعل.. ومسؤول.. ومنمّ.. ومتفتح.. ومفكر.. وسوي.. وايجابي.. ومنتج. @@ ولن يتحقق ذلك إلا بتوفر إرادة حقيقية.. وغير متأثرة بأي رؤى.. أو أنماط فكرية تقليدية سائدة.. أو حساسيات لا مبرر ولا داعي لها.. @@ فنحن نريد في النهاية (إنساناً) سعودياً مؤمناً بالله رباً.. وبالعقل الإنساني طاقة خلاقة وقادرة على الابداع والابتكار والتفكير بعيداً عن القيود.. والمحاذير التي تعطل كل امكانية لديه في تطوير الذات وصناعة المستقبل الأفضل لنفسه.. وبلده.. وأمته.. @@ ولكي يحدث هذا لابد من التالي: @@ أولاً: اقتران التربية بالتعليم في العملية التعليمية بسائر مراحلها.. @@ ثانياً: التركيز بصورة أساسية على إعداد الإنسان إعداداً تربوياً صحيحاً.. من شأنه أن يصنع مجتمعاً جديداً.. بل مختلفاً.. وذلك باعتماد مرحلتي (الروضة) و(التمهيدي) كمرحلتين تأسيسيتين للنظام التعليمي العام.. وجزء منه.. وذلك بتهيئة الطالب والطالبة الصغيرين منذ سن الثالثة لدخول مرحلة تعليمية أساسية ندمج فيها التعليم الابتدائي بالتعليم المتوسط وتتم هي الأخرى على مرحلتين.. تبدأ الأولى من السنة الخامسة من العمر وتنتهي عند العاشرة.. لينتقل بعد ذلك إلى المرحلة التالية بدء السنوات من الحادية عشرة وحتى الرابعة عشرة من عمر الطفولة.. وتسمى هاتان المرحلتان المتكاملتان بالمرحلة الاعدادية.. ويتم الاهتمام في هذه المرحلة من قبل ادارة المدرسة.. وتحديداً من قبل المعلمين على اكتشاف بذور ميول الطلاب والطالبات وتوجهاتهم ومواهبهم الكامنة.. والعمل على بلورتها بكل عناية.. على أن يدخل بعد ذلك مرحلة التوجيه المحكم لتلك الطاقات وفقاً لما كشفت عنه المرحلة السابقة.. بهدف تطويرها والتوفيق بينها وبين خطط وبرامج الدولة واحتياجات الوطن ومتطلبات قيام مجتمع خلاق.. وتكون هذه المرحلة هي مرحلة صناعة وتطوير عقل الإنسان وتهيئته للانتقال إلى مستويات التعليم العالي بذهنية الإنسان القادر على الاختيار.. والاعتماد على الذات واستخدام العقل واتخاذ قراره بصورة صحيحة ومستقلة. @@ ثالثاً: إعادة تأهيل كوادر التعليم الحالية.. بصورة جذرية.. وإحلال كوادر جديدة يجري إعدادها بعناية وفقاً لتوجهات النظم التعليمية الجديدة.. حتى وإن احتجنا إلى (10) سنوات من الآن.. لكي نحصل على نتائج هذا البرنامج.. بصرف النظر عن الكلفة التي يتطلبها.. واحسب أن برنامج خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم في المملكة قد يستوعب ذلك.. ولن يتردد المسؤولون في اضافة بلايين الريالات إليها إذا كان المردود والمترجى هو.. مخرجات تصنع مستقبلاً.. وتوفر قاعدة بشرية خلاقة لوطن طموح.. تقوده قيادة مخلصة وأمينة وصادقة.. @@ ونحمد الله سبحانه وتعالى أن أصبح لدينا من العقول.. ومن الطاقات من نثق بهم وبقدرتهم في تحقيق هذه الأهداف.. وكثير منهم تزخر بهم مؤسسات التعليم المختلفة.. سواء من يعملون في نطاق التعليم العام أو التعليم العالي.. أو الذين يوجدون في مؤسسات الدولة وقطاعات العمل الخاصة أيضاً.. @@ فالبرنامج بتوجهاته الوطنية.. @@ وبرؤيته المستقبلية البعيدة المدى.. @@ يتطلب توظيف طاقات عالية.. ليس فقط في مجال التربية والتعليم.. وإنما في المجالات الاقتصادية.. والإعلامية.. والأمنية.. والسياسية.. @@ ولا يعيبنا أن نقف على تجارب دول أخرى.. أصبح فيها الإنسان هو القائد نحو مزيد من التنمية والتطوير الشاملين.. وصناعة المستقبل الأفضل.. @@ لقد تحمست لكتابة هذا المقال بعد أن قرأت منذ عدة أيام خبراً عن أن وزارة التربية والتعليم تتجه إلى إعادة تأهيل (60) ألف معلمة وتأهيلهن أقل من مستوى التعليم الجامعي.. ولن نستبعد أن يكون هناك ضعف هذا العدد في تعليم البنين.. @@ فما بالنا إذا نحن أدركنا أن ما نطالب به من مستويات تأهيلية لمريدي العملية التعليمية هو فوق كل هذا.. بل هو غير كل هذا.. @@@ ضمير مستتر: @@ (الحجر على عقل الإنسان.. وقتل مواهبه.. يعطل قدراته.. ويلغى وجوده المؤثر في هذا الكون).