عزيزي القارئ، سأوضح لك ومنذ البداية بأني لا أتحيز في مقالي هذا لأي من الجانبين، إنما أشاركك ما أرى وأسمع، لنتأمل ونفكر معا بصوت أعلى من المعتاد! اتفقنا؟ أتمنى ذلك. إذن، هل سبق أن لاحظت بأننا نردد تلقائيا ما نسمعه لمدة طويلة حتى وإن لم يكن مقنعا أو منطقيا بالنسبة إلينا؟. هل اندهشت في مرة من المرات من الكم الكبير للمعلومات المغلوطة التي تحملها عقول بعض الرجال عن النساء والعكس في مجتمعنا؟. إن حدث أن لفت الأمر انتباهك، هل حاولت تقفي أثر تلك المعلومة ومعرفة مصدرها والأسباب التي دفعت الغير لتصديقها؟.. لا؟، إذن اسمح لي أن أفضفض لك قليلا وأقول بأن علاقاتنا الإنسانية أصبحت رهن تلك التصورات!، وسأبدأ بتصور بعض الرجال عن المرأة بشكل عام!. لسبب ما يعتقد أولئك الرجال أن المرأة كائن معقّد، نقّاق، هش، متطلب، غيور، سهل الإغواء، مادي، يهوى قضاء وقته في الأسواق، يفتقر لتحمل مسؤولياته، هدفه سرقة حرية الرجل وحرمانه من صداقاته!، ومن المستحيل أن يجمع جمال الشكل والذكاء وطيبة القلب والنجاح في إدارة شؤون الحياة الأسرية والعملية!. أما ما تعتقده بعض النساء، فهو أن الرجل كائن متلون، وصولي، متسلط، سطحي، لا يعاب مهما أخطأ، يفتقر للعاطفة، غير جدير بالثقة!، أما التعامل معه فهو لغز لا حل له!. الغريب هو حجم الثقة في نبرة حديثهم، وكأن كل فرد منهم قد عاش لعقود تكفي لاختبار مواقف تؤكد وجود تلك الصفات فعلا!، أو على الأقل حصل على تلك المعلومات من موقع علمي أجرى أبحاثا أو دراسات!. ما استفزني لكتابة هذه الفضفضة إليك، هو تعليق لإحدى الصديقات عبرت فيه عن حزنها بسبب خلو الحياة من الرجال الصادقين والأوفياء!، بل وموافقة من حولها لما قالته دون أي اعتراض و ب «شوية بهارات»!، أما ما استفزني أكثر فهو يقين أحد المتابعين على تويتر من فكرة أن النساء لا يمكن أن ينجحن في العمل سويا من منطلق أنهن غيورات!. الطريف أن الإنسان ينسى أن آراءه التي تحتمل الخطأ وإن كانت صائبة، تخصه وحده، وليس شرطا أن تنطبق على الجميع!، فتجربته الحياتية متفردة بجميع تفاصيلها مهما بدا العكس!، أما تكرار بعض العبارات والأمثال فلم يكن يوما دليلا على صحتها!. إلى هنا انتهت فضفضتي!، نلتقي الأسبوع المقبل بإذن الله.