يرفض مختصون في الشأن الأسري والاجتماعي والنفسي لجوء سيدات متزوجات إلى الفضفضة على مواقع "الإنترنت"، ووصفوا ذلك بالأمر الخطير. وأكدوا أن انشغال الأزواج ليس مبرراً لإقدامهن على هذه الخطوة، مؤكدين في الوقت ذاته حاجة الناس إلى الصداقات "والفضفضة" ولكن مع أشخاص معروفين , فيما أكدت مجموعة من السيدات المتزوجات لجوءهن إلى الفضفضة مع أشخاص مجهولين عبر مواقع الدردشة على "الإنترنت"، بينما رفضتها أخريات. جاء ذلك عبر استطلاع أجرته "سبق" مع مجموعة من الزوجات اللاتي أرجعن السبب في ذلك إلى الشعور بالوحدة مع الزوج، وانشغاله بساعات العمل الطويلة أو قضاء وقته مع الأصدقاء في "الاستراحات والمقاهي". "ريم" متزوجة ولديها 4 أطفال تؤكد إقبالها وارتباطها بمواقع الدردشة لكن للاستشارة في أمور تخص الإنترنت أو البحث عن معلومة وهي ترفض الفضفضة عبر مواقع الدردشة. وتضيف: أفضل المواقع الأجنبية على العربية؛ لأنهم يحترمون من يستشير ويمدونه بالمعلومة ولم أدخل يوماً هذه المواقع بقصد الحاجة إلى الأصدقاء، فحياتي العاطفية والأسرية والاجتماعية مستقرة ومليئة بالحُب. وتذكر "أم وليد" أن المرأة تبحث عما يشاركها أفكارها واهتماماتها عبر صداقات افتراضية عبر مواقع الدردشة ولا ترى في ذلك شيئاً أو ترى الموضوع خطيراً، كما يعتقد البعض، موضحة أن زوجها دائماً مشغول بساعات العمل الطويلة لذا تجد في ذلك تعويضاً لها؛ حيث تجد من يهتم بكلامها من أصدقاء وصديقات- حد قولها-. أما "أم أشجان" وهي متزوجة ولديها أطفال فتقول: هذه المواقع هي الملجأ الوحيد الذي يواسي وحدتي ؛إذ أجد فيها من يسمعني ويتحدث معي وأنا بدوري أتكلم معهم بكل صراحة وشفافية وأفرغ ما في قلبي من هموم، مشيرة إلى أنها تستخدم اسماً مستعاراً يعبر عن شخصيتها. وتعترف أم "أشجان" أنها لا تعرفهم ولكنها تجد منهم المساعدة. وتضيف "أم عبد الرحمن" بقولها: زوجي مشغول بالسفر والاستراحات والأصدقاء، واصفة زوجها بأنه من النوع الذي يخشى أن يفقد رجولته إذا قال لها كلمة جميلة تدخل البهجة في قلبها أو حتى يسأل عما يضايقها. وتشير إلى أن هذا النوع يبخل على زوجته بكلمات الغزل، بينما يقولها للعشرات على حد قولها عبر المواقع أو الهاتف أو لقائهن في الخارج. وتواصل "أم عبد الرحمن" غضبها العارم على زوجها بقولها: حتى المسلسلات التركية أحاول أن أتابعها معه لعله يتغير ويلين قلبه ولكنه يطلب مني فوراً تغيير المحطة. ويرى عضو لجنة المجتمع والأسرة بمجلس الشورى الدكتور عوض الردادي أنه ليس هناك مبرر للفضفضة في مواقع الدردشة الإلكترونية سواء للمرأة أو الرجلز وقال الدكتور عوض يجب ألا تُحل مشكلة بأخرى أشد خطورة، فالحديث مع الغرباء سيفاقم المشكلة، ويجب على المرأة أن تثق في صداقة امرأة تعرفها جيداً ولا يتحدثن عن حياتهن الزوجية حتى مع الصديقات اللواتي يعرفنهن ويثقن فيهن. وقال: إن "الفضفضة "هي نوع من إبداء المشاعر لشخص لا تعرفه وقد يستغل الطرف الآخر هذه الصداقة أو المكالمة وأغلبهم يكتبون بأسماء مستعارة، داعياً المرأة أن تأخذ المشورة من مكاتب متخصصة أو مواقع معروفة ومشهورة وأن تكون حذرة لا تعطي معلومات عنها قد تستغل في أمور كثيرة بأسماء مستعارة. وحذر من طريق التعارف خصوصاً المواقع التي تبث الشجون، مشيراً إلى أنها مواقع مشبوهة ولا يعرف المعلومات التي يعطيها الشخص أياً كان رجلاً أو امرأة تستغل في ماذا..؟ ودعا الفتيات خاصة النساء المتزوجات اللواتي يفضفضن عبر الإنترنت ألا تنجرف تحت مسميات أو مبررات "زوجي بعيد عني"، "زوجي لا يسمعني"، وقال: لنفترض أن الرجل عرف عن هذه المشكلة ماذا سيكون المصير، موضحاً أن المرأة في لحظة وبدون أن تشعر قد تعطي معلومات عن مكانها وعن زوجها وأمور أخرى قد تتطور فتبدأ عملية المساومة على نشر الصور خاصة أن هناك أشخاصاً لديهم القدرة على جر الآخرين، وقد يكنون أيضاً نساء لإعطائهم المزيد من المعلومات الشخصية الخطيرة بحجة حل مشكلتها أو مشكلته إضافة إلى أن بعض الناس له القدرة على اختراق المواقع فيحصل على صور وتصل إلى صور حية ماذا تلبس ويمكن أن يصل لرقم هاتفها. وقال: يجب على المرأة أن تجلس مع زوجها والفتاة مع أهلها وتشرح لهم معاناتها مشكلتها "تفضفض" لهم فلن تجد أصدق معها في القول والنصيحة والرأي غير هؤلاء. وتساءل كيف امرأة متزوجة تقدم على مثل هذا العمل وتحل مشكلة بمشكلة أكبر منها، موضحاً في الوقت ذاته أن هناك نساء أيضاً يقمن بابتزاز الرجال بسحب راتبهم واستلام مبالغ كبيرة وهدايا، محذراً أن الفضفضة عبر النت مع أشخاص ليست حلاً سواء لرجل أو المرأة خاصة المرأة المتزوجة. من جهتها ترى المتخصصة في علم النفس الدكتورة حنان عطا الله أن من تلجأ إلى الفضفضة عبر "مواقع الدردشة" هي تفتقد في الواقع للصديقات، مشيرة إلى أن الزوج مهما كان قريباً من زوجته إلا أنه لن يعطيها ما تريده الناس، وتحتاج إلى الصداقة في حياتها ويجب على المرأة أن تنتقي الصديقات اللاتي تعرفهن وتثق فيهن. وعن سعي المرأة ولاسيما المتزوجة لتكوين صدقات عبر "الإنترنت" تقول الدكتورة حنان: أرى في ذلك مجازفة وهي تعرض نفسها لمشاكل ومخاطر كبيرة. وحثت المرأة والفتاة على الحديث مع والدتها أو أخواتها اللاتي يأتين في المرتبة الأولى، ثم تأتي الصديقة التي تثق فيها في المرتبة الثانية. وترى أن الحديث مع شخصية مجهولة عبر "مواقع" "الدردشة" مجازفة. من جهتها ترى الأخصائية الاجتماعية أمل الراشد أن السبب للجوء فتيات وسيدات متزوجات إلى ذلك يكمن في البحث عمن يسمعهن وكسب تعاطف الجنس الآخر. وقالت: على المرأة أن تتحدث إلى شخص معروف وقريب لها صاحب أمانة وذي رأي، ولا يهم أن يكون هذا القريب رجلاً أو امرأة، المهم أن تثقي فيه. وأضافت: يجب أن تكون المرأة حذرة من الأصدقاء الافتراضين؛ لأن التحدث أو الفضفضة ستؤدي إلى عواقب كبرى وتوقعك في مصيدة الاستقلال والابتزاز. وقالت: نشجع على المشاركة في الحوارات الهادفة مع الجميع ومناقشة ما يطرح من مواضيع وإبداء وجهة نظرك لكن لا تتحدثي عن مشاكلك وهمومك مع طرف لا تعرفينه حتى ولو تأكدي أنها امرأة. وأضافت: مشاكلك وهمومك، متاعبك أذكريها فقط لأفراد أسرتك، عبري عما بداخلك ستجدين من يسمعك ويتفاعل معك، تحدثي لوالدتك، لأختك لصديقة مقربة تثقين فيها، مشيرة إلى أن الفضفضة مهمة، بل يجب أن نعلمها أبناءنا الصغار والأهم معرفة إلى من نتحدث معه و"نفضفض" له.