لا نختلف على أن الشائعات تحدث أضرارا وخيمة على الاستقرار النفسي والفسيولوجي والاجتماعي للناس خصوصا إذا كان انطلاق هذه الشائعات ناتجا عن أزمة صحية تمر بها البلد. بالمقابل يجب ألا نستنكر وننكر على الناس إحساسهم بالخوف، فحاجة الناس للتعبير عن الشعور بالخوف كحاجتهم للتعبير عن الشعور بالأمان، كلاهما سلوك فطري مشروع من حق الناس أن تمارسه بطلاقة دون قيد أو شرط. وليس أخوف على الناس من أن تتعرض حياة فلذات أكبادهم للخطر، لذا ليس من المفاجأة أن يخاف الناس، بسبب تصاعد حالات الإصابات والوفيات بالفايرس الكوروني القاتل ولن يهدئ من روعهم أن يخرج عليهم مسؤول من وزارة الصحة أو وزارة التربية بعبارات مسكنة، لا سيما أن وسائل الإعلام (الوطن الإلكترونية) أعلنت عن حالة وفاة طفل عمره 10 سنوات في مستشفى القطيف المركزي نتيجة مضاعفات مرضية بسبب إصابته بفايرس كورونا في الوقت التي نفت فيه وزارة الصحة حدوث أي إصابات في طلبة المدارس. ومن وسائل التعبير عن الخوف من هذا الكورونا المشؤوم أن طرح الناس مطالبهم، التي يؤمنون أن تلبيتها تمثل عاملا أساسيا وضروريا للحد من انتشاره ومنع تحوله إلى وباء وأمكن تلخيص مطالبهم فيما يلي: وقف الدراسة، وقف استقبال المعتمرين، إغلاق المستشفيات أمام الزوار، تخصيص مستشفى ميداني لعزل حالات الكورونا، عرض تقارير يومية شفافة عن حالات إلاصابات، تكثيف الإعلانات التوعوية عبر جميع وسائل الإعلام وخاصة في الأقنية التلفزيونية الأكثر مشاهدة. ما أجرؤ أن أخوض فيه بثقة وطمأنينة من المطالب أعلاه، هو الشأن التربوي، فقد وقعت على تغريدة لمعالي وزير الصحة المكلف على موقعه الشخصي كتب فيها «ما ذكر بخصوص تأجيل الدراسة لا أساس له من الصحة ولم يتم إصدار أي تصريح من هذا القبيل، وسوف توافي الوزارة الإعلام والمجتمع بأي جديد.». انتهت التغريدة وستبدأ الاختبارات النهائية (حسب المقرر لها في التقويم الدراسي) لمراحل التعليم العام للفصل الدراسي الحالي في 26 /7 /1435 ه وتنتهي في 7 /8 /1435 ه أي بعد حوالي شهر من اليوم ينتهي العام الدراسي برمته وبما أنه يفترض أن طلبة التعليم العام قد تلقوا إلى الآن 90 % من مواضيع مقرراتهم الدراسية، وبما أنه من الطبيعي أن لا يستجيب ولا يلتزم الأطفال بتعليمات الوقاية وبما أنه من المستحيل السيطرة على سلوكهم الوقائي ضد التقاط عدوى الكورونا لمدة تزيد على ثمان ساعات يقضونها متجمعين متخالطين يوميا في المدارس الحكومية ناهيك عن الساعات الأطول في المدارس الأهلية، فإنه من واقع خوف الأهالي المنطقي والمبرر على صغارهم وحرصهم على حمايتهم، والتي تؤيده أمانتي وأمانة الكثير المعلقين بالهم التربوي بحكم المهنة والخبرة والتخصص العلمي، نتمنى على معالي الوزير المكلف عادل فقيه التوصية «بتقديم الاختبارات» لهذا الفصل بالتعليم العام لمرحلتي الابتدائية والمتوسطة. إنه لا حرج صحيا ولا تربويا أن يفقد طلابنا ثلاثين يوما دراسيا على أن نفقد طالبا واحدا خلال الأيام القادمة عبر هذا المأزق المرضي الخانق الذي مازال خارج السيطرة العلاجية وما زال علم انفراجه عند الله.