الحقونا.. يا ناس.. ما هي حقيقة الكورونا..!؟ هذا ما كان يردده معظم الناس في محافظة جدة، حيث انتشرت عبر (الواتساب) أخبار وأرقام عن وفيات وإصابات بفيروس الكورونا. ووزارة الصحة اكتفت بالتهدئة والتريث وعدم تصديق كل ما ينشر وينتشر بين الناس من أخبار وشائعات عبر الإعلام الإليكتروني وقنوات الاتصال. وأغلقت أقسام الطوارئ في مستشفى الملك فهد العام والمستشفيات الحكومية، بدعوى الوقاية ومحاصرة الوباء. ومع إيماننا بأن أكثر الأخبار والشائعات التي يتداولها الموطنون حول (الكورونا) كان لا يستند إلى معلومات حقيقية، لكن في ظل غياب الأخبار الموثقة من جهات الاختصاص في وزارة الصحة، وإعلان الأرقام الصحيحة. بشفافية وصدق، وحقيقة حجم انتشار الفيروس والمصابين به وعدد الوفيات جعل الناس في خوف وبلبلة. إلى أن اعترف وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور زياد ميمش، بأن حالات الإصابة بالكورونا (حالات شديدة الضراوة)، وصرح للشرق أن الحالات المكتشفة محددة الانتشار، مبينا أن الوزارة قامت بنشر التوعية الصحية للجمهورعبر وسائل الإعلام، والواقع أن الوزارة اكتفت بمحاضرة لوكيل الوزارة للطب الوقائي عن الكورونا وعلاجات الكبد الوبائي ومرض السارس والتحذير من حمى الضنك، في الوقت الذي بلغ الخوف يستولي على الناس، وتسيطر عليهم الهواجس والأوهام، خاصة مع انتشار خبر إصابة عدد من الطلاب، وأن وزارة التربية والتعليم تنوي إغلاق المدارس في بعض المدن والمحافظات التي ظهرت فيها حالات الكورونا.! جاءت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة مكةالمكرمة لقسم الطوارئ في مستشفى الملك فهد العام في جدة، ليطمئن المواطنين على أن (الكورونا) تحت السيطرة، وهناك رعاية فائقة للمصابين والمخالطين، وشكرسموه المواطنين على وعيهم وإدراكهم بعدم الانسياق وراء الشائعات والأخبار الكاذبة التي روجت لها قنوات التواصل، وحذر من تصديق الشائعات والالتفات لها أو ترويجها وفق ما حدث لنشر أخبار فيروس الكورونا في محافظة جدة. كان في استقبال سموه بالطوارئ وكلاء الوزارة ومدير عام الشؤون الصحية في المنطقة وعدد من المسؤولين بالوزارة، وأوصاهم بالاهتمام ومضاعفة الجهود. كما لو كان سموالأمير مشعل أمير المنطقة أراد التلميح لهم بضرورة وجودهم في الميدان، وقيامهم بنفس الدور الذي قام به سموه لطمأنة المواطنين واطلاعهم بشفافية عن الوضع الصحي الذي ينقض الشائعات وما تسعى إليه الوزارة للوقاية من المرض. ولتحديد الدور التوعوي الذي لابد أن تقوم به وزارة الصحة في مثل حالات انتشار الأوبئة، هو معرفة خصائص وطرق انتقال الأوبئة والفيروسات، إضافة إلى وجود مختبرات متكاملة عالية التقنية تتوفر لها الإمكانيات والكوادر المتخصصة ويقوم على الإشراف عليها فريق طبي متخصص، لمنع ظهور أية نتائج غير دقيقة أوغير صحيحة، وما هو معروف أن لدى الوزارة مختبرا مرجعيا وفق ما هو متبع إقليميا وعالميا، يفترض أنه يعتمد عليه في تحديد الإصابات وحجم انتشار الفيروسات. في موقع الوزارة الإليكتروني ذكر (السبت قبل الماضي) أن عدد الوفيات بفيروس الكورونا ارتفع إلى 51، وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أن عدد الوفيات بالفيروس في العالم بلغ 58. ينتمي فيروس الكورونا الذي عرفته منظمة الصحة باسم متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، إلى فصيل فيروسات متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) التي تسببت في وفاة عديد من المصابين عام2003م.