«ماذا لو انتشر فيروس أنفلونزا الخنازير؟»، هذا السؤال الأكثر تردداً بين أفراد المجتمع السعودي، من المواطنين إلى المسؤولين. حال من الترقب وسرد للاحتمالات تسيطر على النقاشات التي تتناول الموضوع، الذي بات المؤرق الأكبر للسعوديين والمقيمين في المرحلة الحالية، وهم على مشارف عام دراسي جديد لم يُشهد له مثيل. السيناريوهات المتوقعة كثيرة، والأكيد والمعروف منها هو «عزل» الطالب أو الطالبة المشتبه بإصابته في غرفة خاصة داخل المدرسة، إلى حين تبليغ ولي أمره للحضور وتسلمه، بحسب توجيهات البرنامج الوقائي، الذي تنفذه وزارة التربية والتعليم. لكن ما يتردد بين الناس مختلف، بغض النظر عن الإشاعة التي تتردد بقوة في اليومين الماضيين، والتي تقول ان الدراسة ستؤجل إلى مطلع العام الهجري الجديد، أي إلى حين انتهاء موسم الحج، وان المدرسة ستقفل في حال وصول حالات الإصابة فيها الى عدد معين، لكن العدد غير معروف. ويبقى سيناريو آخر في يد أولياء الأمور يتمثل في منع أبنائهم من الذهاب إلى المدارس، ومقاطعة الدراسة حتى الوصول إلى حل، والاطمئنان على وضع الحركة التعليمية، ومدى قدرة البرامج الوقائية على محاصرة الفيروس. فصل الشتاء سيضاعف المشكلة في الغالب، وربما يفسد الخطط الوقائية الموضوعة والمنفذة من الوزارة، فالمعروف أن المناعة تقل في هذه الفترة من السنة، مع انخفاض درجات الحرارة، وما يرافقه من ارتفاع لمعدلات الإصابة بالأمراض، ومن ضمنها «أنفلونزا الخنازير». وعلى رغم الاستعدادات والاتفاقات التي أبرمت بين وزارتي الصحة والتربية والتعليم، إلا أن دورات التوعية من المرض لا تزال بالنسبة للبعض وعوداً قيد التنفيذ، وتحديداً في المناطق المحيطة بالرياض، التي لم تصلها حتى اليوم أي تعليمات عن كيفية التعامل مع المرض. وتوقعت المعلمة نهى عباد أن يتم تأجيل الدراسة أو تعليقها، في حال اكتشاف أكثر من 3 إلى 5 حالات إصابة في المدرسة، وأن يتم حجر الحالات المصابة واستكمال الدراسة بشكل عادي، أو أن يتم إغلاق المدرسة بالكامل في حال انتشرت حالات الإصابة بشكل سريع، وهو أمر غير مستبعد مع الإمكانات الضعيفة المتوافرة، إضافة إلى وجود بعض المدارس القديمة التي تنقصها الخدمات. الفيروس الذي لم يستطع عدد من الأطباء تشخيصه لوجود تشابه بين أعراضه وأعراض الأنفلونزا العادية، إلا أنه يختلف عنها في بعض الأعراض، ومن بينها ارتفاع درجة الحرارة، الشعور بالصداع، القشعريرة، السعال الجاف، الشعور والإحساس بالألم، الثقل بالصدر، ويتطور المرض بشكل سريع ما بين 3 و 6 ساعات، وجميعها من الأساسيات المصاحبة للمرض. وتؤكد مها خالد المشرفة التربوية في إحدى مدارس البنات، عدم وصول أية معلومات عن مستقبل الوضع الدراسي في حال انتشر المرض، لكن الشائع بين المدرسات والتربويين في الوقت الحالي، أن يتم عزل الحالات المصابة في حال وجدت، وأن يتم تفتيش الفصول والمدرسين للتأكد من سلامتهم، أو أن تعلق الدراسة لفترة محددة وقابلة للتمديد في حال انتشار أكثر من 5 حالات في المدرسة التي أصيب طلابها، أو أن يتم تأجيل الدراسة بالكامل وفي جميع المدارس السعودية، في حال انتشرت الحالات، أو عدم القدرة على وقف انتشار المرض. أما بالنسبة للقاح الذي من المفترض أن يحمي من المرض، سيعطى للطلاب بشكل اختياري وليس إلزامياً، وبموافقة ولي الأمر، كما حذرت العديد من الرسائل الإلكترونية من خطورته، لكن وزارة الصحة نفت هذه الإشاعات أكثر من مرة في مختلف وسائل الإعلام، وفي المقابل، فلم تصل حتى الآن الكميات المطلوبة منه، مع انتشار الأنباء حول تأجيل وصوله لطلاب المرحلة الابتدائية، إلى بداية العام الهجري الجديد، وعدم وجود خطط واضحة ومعلنة لمواجهة الوباء في حال انتشر بين الطلاب. ومع انتشار الإشاعات عن إمكان تأجيل المدارس خلال فصل الشتاء، وهو المقترح الذي عرضته أكثر من دولة لمواجهة الوباء، لا تزال الإشاعات عن تأجيل الدراسة هي الأكثر رواجاً، مع استمرار تأخير وصول اللقاح الخاص بالمرض، وعدم توقف الإشاعات حول تأثيراته السلبية تحديداً على الأطفال، وسط تخوف الأهل من جرعات «اختيارية» قد تحمي أبناءهم من المرض، فهل ستشهد السعودية أطول إجازة دراسية؟ أم ستكثف جهود التوعية في الأيام القليلة المتبقية؟ هل ستهجر المدارس خوفاً من المرض أم خوفاً من ضعف الإمكانات؟ وماذا سيحدث إذا ما انتشر الوباء لا قدر الله؟.