شفتان للمعنى وللمعنى معانٍ عدة ولي احتمالي. عينان مغمضتان، هذا ساحل الرؤيا يرف على غيوم الصيف في قدحي، فأبحر في غموضي خلف فتنتها وتغدو في سراب توهمي فرس ارتحالي. وأنا أمام النص لا ألهو عن المضمون في المبنى ولا أخفي عن العين التقية شكل ناحلة القوام وقد أطلت من شبابيك المدينة نصف عارية، ولكني أضن ببعض ما أمحوه في ورقي على نفسي وأنثر ما تبقى في نوافير اشتعالي. وأرى بعيدا خلف باب الحزن، موسيقى.. وأنهارا من الياقوت حبلى بانهمار الوقت تومض حين أجلوها على مهل وتغمض حين يفضحها سؤالي! وأرى على سطح الكتابة ما تخبئه الكتابة من حروف الخوف والإدغام، والشجر المليء بخضرة الآثام، لا تخفى على عين الشجي رهافة الشعراء في المبنى، إذا عشقوا، ولا ما يشبه «الإقواء» إن راموا مراوغتي وأخفوا خلف حرف العطف جارحة النصال. شفتان للمعنى يقربني القصي إلى ابتهال الشوق في شفة فأدنو قاب قوس من حرائقها وأصدر حين يمنعني الوضوح عن اكتمالي.