لو قدر لك المضي بسيارتك باتجاه دوار المستقبل في حي المنتزهات وأنت في عجلة من أمرك فثق أن موعدك مهدد بالتأجيل أو الإلغاء ذلك لأن هذه المسافة التي تقدر بنحو كيلومترين سوف تقطعها في نصف ساعة إذ إن الحفريات الوعائية والنتوءات الإسفلتية تشكّل لوحة مشوهة في زوايا الطريق المختلفة وتصعب مهمة القيادة فيه. أصحاب المنازل على جانبي الطريق هم على موعد يومي مع تلك الحفريات التي تعودوا عليها وأصبحت جزءا من همهم اليومي، بينما العابرون يعتبرون أن هذا المدخل هو الشريان الوحيد المؤدي إلى مقرات سكنهم. وأجمع عدد من الأهالي أن مشكلة هذا الطريق مستمرة ومتواصلة منذ سنوات رغم الحلول المسكّنة والمؤقتة التي نفذتها الأمانة في النموقع ورغم ذلك ظل الدوار بمثابة جلطة يومية مزمنة. وأضاف الأهالي أن المسافة التي تقود إلى المخرج المؤدي باتجاه كوبري الميناء من جهة وطريق الحرمين من جهة أخرى تشكل هاجسا يوميا للعابرين بدوار المستقبل. ويؤكد إبراهيم منديل الذي يمر بشكل يومي من الطريق بأن الحفر الوعائية باتت تشكل معلما رئيسيا له وأنهم تعبوا من الوعود المتكررة في حل المشكلة دون أن نرى واقع ذلك على الأرض، ويضيف متسائلا: هل هي معادلة مستحيلة الحل إلى هذه الدرجة؟، ويتابع بقوله: لا بد أن يكون هناك تنسيق بين الأمانة وبين الشركة الوطنية للمياه لأنه ربما هي مياه جوفية في المكان وذلك يمنع إصلاح تلك الحفريات ويعطبها بعد فترة زمنية قصيرة. فيما يحمل محمد الغامدي المسؤولية بالكامل إلى الأمانة التي لم تستطع حل المشكلة بشكل نهائي حتى الآن مستغربا من الإشكاليات التي نمر بها يوميا في الطريق الذي يعد ضيقا جدا، ومتهما الشاحنات الكبيرة التي تعتبر الخط الصغير ممرا رئيسيا لها وهو ما يضاعف الزحام خاصة في أوقات الذروة، ولفت الغامدي إلى أن ما يؤزم الموقف وجود مدرسة بنين في الحي ومرور الشاحنات منها والتلبك المروري ربما يشكل خطرا على سلامة الأطفال الصغار أثناء دخولهم وخروجهم من المدرسة. ويرى أيمن السلمي ضرورة إنهاء المعاناة التي نتكبدها مضيفا أن سياراتهم تتعرض للعطب وتغيير إطاراتهم بشكل مستمر بسبب الحفريات التي تشكل عائقا كبيرا ومشكلة لا نستطيع التخلص منها، مستغربا من السبب الذي يجعل الموضوع يتكرر لمرات كثيرة دون حل قطعي ينهي الأزمة، وبين أنه حاول الاتصال على عمليات الأمانة وذلك لإيجاد حل لهذه المعضلة، لافتا إلى أن الطريق يكون المشي فيه بمثابة المغامرة خاصة في من بعد الظهر إلى بعد صلاة العشاء حيث يشهد تكدسا مروريا كبيرا. ومن جانبه، أوضح كل من سعيد المجرشي وغالب المحمدي وساعد البشري أن مسافة الكليومترين بجوار دوار المستقبل بمثابة جلطة يومية وهاجس للطلاب والموظفين، لدرجة أن الكثير من أهالي المنتزهات يبحثون عن مخرج بالرحيل من الحي بسبب هذا الطريق الذي يعيق مصالحهم الخاصة. وأضافوا أنهم رفعوا شكاوى كثيرة إلى أمانةالعاصمة المقدسة من أجل طمر الحفر الوعائية وتوسعة الطريق ولكن ظل الحال كما هو. في المقابل، تواصلت «عكاظ» مع رئيس بلدية أم السلم المهندس محمد القرني الذي أحالنا إلى إدارة الطرق في أمانة جدة وبالتواصل مع المركز الإعلامي في أمانة جدة أرسلنا الاستفسار عن طريق الإيميل ولكن التزمت الأمانة الصمت رقم مرور عدة أيام على إرسال الاستفسار إلى المركز الإعلامي في الأمانة.