ينقسم الرياضيون على قدرة المدرب الوطني سامي الجابر على نجاح مهمته في قيادة الدفة الفنية للفريق الأزرق، لكنهم في مقابل ذلك يجمعون على أنه أقدم على مجازفة صعبة وبات في مواجهة تحد خاص. ينقسم الوسط الرياضي حول قرار إدارة الهلال بين مؤيد ومعارض للاستعانة به قائدا لدفة الأمور الفنية في الفريق الكروي الأول، ويرى بعضهم أنه يملك الطموح والفكر وقادر على قيادة الفريق في المرحلة الحالية وبناء فريق للمستقبل، فيما يعارضهم آخرون يرون أنه ليس مؤهلا في هذا الوقت على الأقل، مبررين ذلك بنتائجه الأخيرة مع الفريق وفقدانه لبطولة كأس ولي العهد بالإضافة إلى الفارق النطقي الكبير وبين المتصدر والذي وصل إلى 6 نقاط بالرغم من تدعيم الفريق بأسماء قوية قادرة على تحقيق البطولات متى ما توفر لها اسم تدريبي كبير يستطيع أن يوظفهم التوظيف الأمثل. يقول الناقد الرياضي والإعلامي عادل عصام الدين إنه يحترم كثيرا تاريخ مدرب الفريق الكروي الأول بنادي الهلال سامي الجابر، لافتا إلى أنه وبلغة الأرقام التي لا ينكرها إلا جاحد هو من أهم نجوم الكرة، لكنه يعترض على تعيينه مدربا للفريق الأول بشكل مفاجئ قبل خوض عدد كاف من التجارب الفنية، بتوليه فرق القطاعات السنية بالنادي لسنوات متعددة ومن ثم مدربا لفرق الوسط في دوري جميل حتى يكتسب مزيدا من الخبرة التدريبية التي تمكنه من قراءة المباريات بشكل صحيح داخل الملعب وتساعده على التعامل بالنحو الأمثل مع أحداث المباريات المتقلبة، والتي تحتاج إلى مدرب صاحب ردة فعل سريعة وصحيحة في الوقت نفسه وهو ما افتقده الجابر في المباريات الماضية، وأضاف عصام الدين أن الجابر ناجح كمدرب عام كونه يملك بعض الأساسيات التدريبية كالقيادة واعداد اللاعبين وتجهيزهم بالإضافة الى الإدارة التدريبية وتحمل المسؤولية النفسية للاعبين بخلاف الجانب الفني والذي يحتاج إلى الوقت الكافي كونه عملية تراكمية لا تأتي بين يوم وليلة، مؤكدا أنه حضر بالعاطفة لقيادة فريق يصنف كزعيم للبطولات ويملك عناصر قوية ومؤثرة تحتاج إلى اسم كبير في عالم التدريب تملك الاستراتيجية التدريبية المتمثلة في الأسلوب والطريقة والخطط بالإضافة إلى توظيف اللاعبين بناء على تلك الاستراتيجية وهي مشكلة الجابر الفنية التي أسهمت في ظهور فريقه بصورة عقيمة وغير منظمة يشوبها كثير من الغموض، مبديا خشيته على الجابر بأن يفقد شعبيته التي صنعها كلاعب كون الجماهير بطبيعتها تنسى إنجازات النجم سريعا في حال تكرر الإخفاق. عناد الحظ ووصف المدرب الوطني نايف العنزي التجربة التي يخوضها سامي الجابر كمدرب للفريق الكروي الأول بنادي الهلال بالناجحة مبدئيا، كونها كما يقول تجربة حديثة وجديدة وتحتاج للوقت لاكتساب مزيد من المعرفة والخبرة والتي تأتي من خلال الممارسة والعمل، مذكرا بأن نادي الهلال هذا الموسم نافس بقوة على بطولة كأس ولي العهد مع شقيقه نادي النصر ومازال ينافس على الدوري وهذا يعني أن الفريق مع المدرب الوطني سامي الجابر لم يغب عن البطولات وحاضر في المنافسات الرياضية المختلفة حتى وإن لم يحققها بالرغم من الخبرة المتواضعة لدى الجابر والمتمثلة في كيفية التعامل مع المواقف المختلفة أثناء سير المباريات وهو أمر طبيعي وأنا على يقين بأنه قادر مع مرور الوقت على اكتساب مزيد من الخبرة التي تمكنه من قيادة الفريق بصورة أفضل، وأشار العنزي إلى أن الحظ وقف خصما عنيدا في عدد من المباريات وأضاع لاعبوا الهلال فرصا سهلة أمام مرمى الفرق المنافسة كانت كفيلة بتقليص الفارق مع المتصدر، موضحا أن الجابر ذهب ضحية لأداء بعض اللاعبين المؤثرين في بعض المباريات من خلال ظهورهم وتقديمهم لمستويات متواضعة من غير تعمد أسهمت كثيرا في خسارة الفريق لعدد من النقاط الهامة، وطالب العنزي في ختام حديثه إدارة وأعضاء شرف وجماهير الهلال بالإضافة إلى الإعلام الرياضي بعدم الاستعجال في إصدار الحكم النهائي على تجربة الجابر التدريبية مع الهلال، مشيدا بذكاء سامي والذي سيساعده على صناعة اسمه كمدرب وطني قادر على قيادة فريقه لمنصات البطولات ومقارعة غيره من الأسماء التدريبية الأجنبية الأخرى. مغامرة غير محسوبة أوضح الناقد الرياضي حمد الدبيخي أن الهلال هو النادي الوحيد الذي يملك جهازا فنيا متكاملا يضم إلى جانب المدرب الوطني سامي الجابر عددا من المدربين المساعدين له في مهمته وهي خطوة تعتبر جيدة تعينه وتساعده على التحكم في إدارة المباريات بالطريقة والأسلوب الأمثل، مشددا على أن الأندية تراهن في غالب الأمر على اللاعبين وهو ما ظهر جليا مع نادي الفتح عندما قدم جوزيه إلتون ودوريس سالمو مستويات فنية مميزة ساهمت في تحقيق الفريق لبطولتين محليتين، وحمل الدبيخي إدارة الهلال برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد تبعات الإخفاق فيما لو حصل وخسر الفريق درع الدوري وكأس خادم الحرمين الشريفين إضافة إلى خسارة بطولة كأس ولي العهد كونها تعاملت منذ البداية مع ملف الجهاز الفني بعاطفة وخاضت المغامرة بتعيين الجابر صاحب السيرة التدريبية المحدودة مدربا لفريق جماهيري تعود على تحقيق البطولات وتسجيل الإنجازات ويملك طموح المواصلة في اعتلاء منصات التتويج عاما تلو العام، مبينا أن فشل التجربة وعدم نجاحها سيكون له مردوده السلبي على نفسية الجابر وحده كونه سيخسر سمعته ومكانته السابقة لدى الجماهير، فالجابر لم يظهر في واحد وعشرين لقاء سوى في خمس مباريات قدم خلالها الفريق مستوى فنيا مقنعا مقرونا بالنتائج الإيجابية وباقي المباريات ال16 كانت نتائج فقط دون أن يظهر الفريق بمستوى يرضي أنصاره ومحبيه فما بالك بجماهير الأندية الأخرى إضافة إلى النقاد والمحليين الفنيين المتابعين لتحركات الجابر في سيرته الجديدة. ذكي وسينجح وفي السياق نفسه، أبدى المدرب الوطني عمر باخشوين سعادته بقرار استعانة الإدارة الهلالية بسامي الجابر كمدرب للفريق الأول ومنحه كامل الثقة بالإضافة إلى تسليمه كافة الصلاحيات سواء باختيار لاعبين محليين أو عناصر أجنبية لتدعيم صفوف الفريق، مشيرا إلى أن الجابر جدير بتلك الثقة كونه يملك الفكر والطموح والذكاء وهي مقومات أساسية تضمن نجاح أي مدرب خلال مسيرته التدريبية، وأضاف باخشوين أن كرة القدم الأوروبية نقلت لنا العديد من التجارب فشاهدنا لاعبين يشاركون في المباريات ضمن صفوف الفريق ويتولون دفة الأمور الفنية في الوقت نفسه ونجحوا في المهمة، فما الذي يمنع منح المدرب الوطني الفرصة لفرض اسمه ووجوده في الساحة؟، مشددا على أن النجاح من عدمه يعتمد على عدة عناصر أخرى ولا تتوقف على المدرب وحده مذكرا بسيرة مدربين يحملون سيرة تدريبية كبيرة مدججة بالبطولات والإنجازات نجحوا في بعض مهامهم التدريبية وفشلوا في البعض الآخر مبينا في الوقت نفسه أن الوقت مازال مبكرا لإصدار الحكم النهائي على التجربة ولكن مبدئيا خطوات الجابر حتى الآن جريئة والبوادر تشير إلى أنه يسير بخطوات تصاعدية وهي كبداية تعتبر أكثر من جيدة ومازال ينافس بالرغم من الضغوطات الجماهيرية والحملات الإعلامية الموجهة ضده والتي يستهدفه بها بعض المتعصبين للإطاحة به وإنهاء مسيرته قبل أن تبدأ، مطالبا في ختام حديثه الجميع بدعم المدرب الوطني.