- لوسائط التواصل الاجتماعي سلطة غريبة على المجتمع أينما تذهب او تزور او تدخل في زفاف او عزاء او ندوة تجد الناس تبحلق في اجهزتها بهيام تداري ضحكة او تعبس او تتنهد. أريد اسما غير التعلق المرضي لذلك. ولقد التقط الكاريكاتير ذلك فقدم للضيوف صينية بها الرقم السري لشبكة المنزل مع «حياكم الله». - أريد تفسيرا منطقيا لتسرب بعض المستندات الى وسائط التواصل الاجتماعي وإلا من اين تأتينا محاضر بعض الجرائم والقرارات وكثير غيرها تمطرنا به غيوم الهوس حيث اصبح الامر يحتاج الى قوانين لضبط خصوصية المستندات وإيقاف تدفقها في أيدي العامة لما تزرعه من بلبلة واتجاهات سلبية وخلق دوائر نقاشية عقيمة لا تبذر الا مزيدا من الشوك. - أصبح للصورة سيطرة كبرى وسحر لا منته على البشر. الجميع مغرم بنفسه يلتقط صوره في كل الاتجاهات والأماكن في قوته وضعفه، في الفرح والحزن، على سرير المرض يتناول دواءه، مائدته ومشهياتها، برده وحره، نكاد نلاحق بعضنا الى ادق الاماكن واكثرها خصوصية، كافة طقوس الحياة اصبحت عرضا مجانيا لكل الناس، إذن ما الذي نبقيه لأنفسنا؟ - ليت من يلجأ الى نفخ وجهه يتذكر شكل البالون ويطالع النتائج التي يعرضها البعض قبل ان يثقب جلده حين تنمحي الملامح وتتوارى القسمات ولا يظهر الا الانتفاخ الزائف واضحا للعيان ليضيف قبحا ويضم صاحبه الى قافلة التوائم المنتفخة ذوي الملامح الواحدة مهما اختلفت جيناتهم، فخداه اينما ذهب يدلان عليه ويكادان يعلنان اسم العيادة. - كثرت دورات التخريف هذه الايام الى حد العبث فهناك دورة لقراءة خط الزمن وأخرى لمعالجة السمنة بالتأمل. وأخرى لقراءة اصابع الاقدام و«كله ماشي» طالما لا قانون يحاسب ولا أحد يقول من انت وماذا تفعل.. تحية كبيرة لمؤسسة التدريب المهني. - استمات البعض في طلب الشهرة الى درجة الهوس والغرابة فأصبحنا نسمع في الآونة الاخيرة سعوديا يتزوج ثلاث نساء معلمة ومديرة ووكيلة، مليونيرة سعودية تبحث عن عريس سعودي يقيم حفل «نهاية الخدمة» لزوجته الرابعة ليتزوج مجددا. لتبدأ حفلة التكهنات والشماتات والاسئلة الغريبة وكأننا قبيلة من واق الواق يتأمل الناس غراباتها ويصفقون يدا بيد. - «من عجائب المرأة السعودية»، أو «في البيت السعودي»، على سبيل المثال لا الحصر عناوين جذابة ملونة ثم تبدأ بعدها النكات من كل الاوزان تنتقد كل شيء وكل فعل وقول.. ترى أهي ظاهرة صحية تنفيسية كما يعتقد الكثيرون أم تتخفى؟ - هل صحيح اننا مجتمع لا ينام الا قليلا فقد كثرت التساؤلات والنكات حول النوم وعدمه وكيف انه لا نشاط ليلي لدينا ولكننا لا نعترف الا بالليل سهادا فيأتي المدرسون نائمون والطلبة والموظفون يتوسدون المكاتب ومعظمنا يضحك ونبلع الطعم ونواصل السهر. - هذه بعض اللقطات التى مرت سريعا في الآونة الاخيرة وهي دعوة للتأمل في أحوالنا.