لعل من أكثر المناطق اشتباكا في الطرح والحديث هي منطقة الرياضة والرياضيين، خاصة فيما يتعلق بمشهدنا الكروي، الذي اتسعت فيه نوافذ التحليل والمتابعة المغلوبة بالميول أحيانا ، وتجمهر حولها من يظن أنها تنتصر لميوله وتوافق تطلعاته، فهاج وماج في الأفق تلاسن عالٍ وصراخ متزايد بات يتبع كل مباراة تقريبا. هذه النوافذ التي تضم بعض القنوات (المقروءة والمرئية) مشكلتها أنها تكاد تنظر للإعلام على أنه إثارة لا غير، لذلك أخذ فيها صوت الهمز واللمز يعلو، والتكاتف في كتابة التعليقات والرسومات الكاريكاتيرية يرتفع، حد التجريح والإساءة والتحامل، دون أخلاقية ظاهرة ولا مهنية ملموسة. بلا شك أن فكرة مناقشة التعصب الرياضي التي تحملها بعض البرامج الإعلامية أو تنظمها بعض الجهات الحكومية جيدة من حيث نشر الوعي والتنوير وتعزيز ثقافة الروح الرياضية العالية، لكن المسألة تحتاج مع ذلك قراءة أرضية النوافذ التي تغطي أحداث الرياضة، خاصة التي تجتمع على شكل« هوشة وتشمير ذراع » ولا تكاد تنتهي حلقاتها إلا والشارع يحمل جلبة وضجيجا مبعثه استديو رياضي، أغلب المتواجدين فيه لهم علاقة واتصال وحضور بالمستطيل الأخضر! وهذا أمر قد أشار إليه العقيد الدكتور محمد الثقفي الباحث في أكاديمية الأمير نايف، عبر برنامج حراك، قائلا:« إن المنظومة الإعلامية الرياضية سواء إعلاميين أو لاعبين أو رؤساء أندية ومدربين هم أحد أبرز أسباب انتشار العنصرية والعنف في مجتمعنا، وما ينجم عن التعصب من سلوكيات قد يتحول إلى عنف موجه نحو الآخر». لذلك وجب مع حملات التوعية الرياضية أن ننظر في محاسبة ردود أفعال المنظومة الإعلامية بشكل جدي وصريح وبدون تمييز واستثناءات وشفاعات، هذا إن أردنا فعلا الحد من ظاهرة التعصب الرياضي التي يتدافع حولها في الغالب جمهور يعكس صوت هذه المنظومة ويوسع من دائرتها داخل النوافذ المرئية وخارجها!