الرياضة وسيلة تربوية تهدف إلى تحقيق الغايات السامية، ونشر المبادئ الفاضلة بين الرياضيين عامة، سواء كانوا أفراداً أم أندية أم جماهير رياضية، إذا استخدمت الاستخدام الصحيح الذي يسير وفق هذه القوانين الرياضية التي تسمو بالرياضة والرياضيين إلى الأخلاق الكريمة بعيداً عن التعصب الرياضي الخاطئ الذي شحن القلوب بالكراهية، وغير النفوس، فكانت نتائجه السيئة على الرياضة والجماهير والوطن. ويعد التعصب الخاطئ بتعدد أسمائه، واختلاف صوره وأشكاله من مظاهر التخلف الرياضي الذي غير الطبائع والسلوك، وأثر على الرياضة عامة، وكان سبباً رئيسياً في تدني المستويات والنتائج والعطاء لدى الأندية واللاعبين، وهو صورة لا تمثل قيم ولا حضارة هذا الوطن. والمقولة المتعارف عليها بأن «ما أفسدته الحروب تصلحه الرياضة»، باتت معكوسة في واقع إعلامنا الرياضي الحالي بوسائله المختلفة المقروءة والمرئية والمسموعة بالدرجة الأولى، لمّا لدوره الفاعل في ذلك التأجيج والتعبئة الجماهيرية، وكذلك في ضعف الأندية الرياضية في تفعيل الدور التوعوي والتثقيفي للجماهير بالدرجة الثانية، والذي يشير بشكل خطير عن وضع الحراك المجتمعي لدى فئة الشباب نحو العنف نتيجة التعصب الرياضي الممقوت، الذي شوه جمال الصورة الأساسية التي قامت عليها الرياضة. ويبقى السؤال الأهم.. لمصلحة من كل ما يحدث؟ هل لمصلحة مسيرة الرياضة وتصحيح مسارها؟! أم من أجل مصلحة مؤسسة صحفية أو قناة فضائية بدعوى السبق الصحفي والحرفية وصدق الكلمة المزعوم؟ نحن مع إعلام هادف يحقق التطور وينشد التصحيح بالصوت الهادئ المسموع، والقلم الواعي الرصين الذي يحمل معه صدق الكلمة وشرف المهنة.. وضد أي فكرة أو مشروع أو سبق صحفي يهيج الجماهير ويلعب على عواطف البشر لتصبح لغة الحوار الرياضي هي لغة العنف وإثارة عصبيات الجاهلية، والتي لا تحمد عقباها ولا يعرف مداها الاّ الله.