أجمع سياسيون مصريون ومعارضون سوريون، على أن «جنيف2» حاصر نظام الأسد، وأن المعارضة نجحت في تعرية نظامه، وفضح دمويته وممارسته لأعمال القتل والتعذيب والحصار. وقالوا ل«عكاظ» إن مصير الجولة المقبلة سيتحدد وفقا للتحركات الدولية، والضغوط التي ستمارس خاصة على النظام لحمله على الالتزام بوثيقة جنيف1. وأكد رئيس اللجنة القانونية للائتلاف هيثم المالح أن الوفد المعارض نجح إلى حد كبير في محاصرة وفد الأسد وتعريته أمام العالم، إذ أنه كان يبحث عن مصالح الشعب السوري، في حين دافع وفد النظام عن شخص الأسد. وقال ل«عكاظ» إن وفد المعارضة نجح في تحويل جنيف2 إلى مقبرة لنظام الأسد، مضيفا أن وفد النظام أراد أن يحقق من خلال المفاوضات ما عجز عن تحقيقة بالسلاح والقتل، إلا أن المعارضة خيبت آماله في تعويض فشله العسكري والقضاء على الثورة. واعتبر أن جنيف2 بداية النهاية للنظام، إذ أنه نجح في تحويل حديث الأسد عن الإرهاب إلى طريق لمحاكمته على إرهابه، ومحاسبته عن إدخاله للقوى الأجنبية المتمثلة بميليشيا حزب الله وأبو الفضل العباس والحرس الثوري الإيراني. من جانبه، قال عضو الائتلاف عبدالباسط سيدا، إن تأكيد عودة المعارضة للمفاوضات في جولتها القادمة يؤكد أنها تسير في الطريق الصحيح رغم عدم تحقيق نتائج كبيرة، مؤكدا أن وفد المعارضة استطاع حصار وفد الأسد وكشفه أمام العالم خاصة عندما رفض تنفيذ بيان جنيف1. ورأى أن اشتراط وفد النظام موافقة الأسد شخصيا للعودة للمفاوضات يؤكد ما تقوله المعارضة، وتأكد للعالم أن عائلة الأسد ترهن مستقبل الشعب السوري من أجل مصالحها الخاصة، معتبرا أنه غم عدم تحقيق نتائج، إلا أن الأسد دخل حفرة لن يخرج منها إلا إلى المحاكمة. وحول رؤيته للمرحلة المقلة قال سيدا إن عملية انتقال السلطة هي الضمانة الوحيدة التي تتمثل في إنشاء الهيئة الحاكمة الانتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية، التي تدير مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وتعيد هيكلة الجيش وأجهزة الأمن والمخابرات، وتعبر بسوريا نحو الأمان. بدوره، أكد القيادي في المجلس الوطني جبر الشوفي، أن المعارضة ربحت احترام المجتمع الدولي، بالجلوس أمام عصابة من المجرمين ممثلين لنظام لا يجيد سوى القتل وسفك الدماء. ورأى أن لغة النظام لن تتغير طالما لم يتعرض لضغوط دولية حقيقية، فيما اعتبر أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق المجتمع الدولي خاصة راعيي المؤتمر أمريكا وروسيا. واتفق رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير الدكتور محمد شاكر مع رأي المعارضة بأن النظام السوري تعرى من اليوم الأول للمؤتمر وظهر أمام العالم من خلال كلمة وزيره وليد المعلم أنه يضرب عرض الحائط بدماء السوريين وليس مستعدا لوضع حد للاقتتال. ورأى أن مصير الجولة المقبلة يتوقف على مدى تغير لغة النظام بالدرجة الأولى ومدى استعداده للتعامل الجاد مع الاستحقاقات التي تضمنتها بطاقة الدعوة، وهي وثيقة جنيف1، وأن الموقفين الإقليمي والدولي من النظام والمفاوضات سيلعبان دورا كبيرا في تحديد مصيرها. ولم يستبعد أن تتعرض للانهيار حال استمرار النظام بنفس اللغة والابتعاد عن جوهر الوثيقة التي انطلقت المفاوضات والمؤتمر وفقا لها.