اتهمت المعارضة السورية بشار الأسد وحكومته، بالمراوغة وعدم الجدية لحل الأزمة، واصفين السماح لوزير الخارجية السوري خلال افتتاح مؤتمر جنيف 2 بالتطاول على الشعب السوري والدول العربية الداعمة له (بالعار) على المجتمع الدولي. وقالوا في تصريحات ل«عكاظ»، إن صفاقة ومزاعم النظام التي جرت على لسان وزير خارجيته وليد المعلم، هي بمثابة إعلان فشل المؤتمر قبل أن ينعقد، مؤكدين أنه لا أمل في حل سياسي، لعدم توافر النية لدى نظام الأسد في إيجاد مخارج للأزمة. وقال هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية بالائتلاف السوري المعارض، إن خطاب المعلم يؤكد أن نظرة الأسد ونظامه لمؤتمر جنيف، بأنه فقط من أجل كسب الوقت وإطالة عمر النظام، مجددا القول إن مثل هذه العصابة لا ترحل إلا بالقوة. وقال المالح: إن بذاءة وليد المعلم في المؤتمر خير دليل على نوعية التفكير التي يسلكها النظام، لافتا إلى أن النظام السوري ينظر لمثل هذا المؤتمر الدولي، بأنه مناسبة لشن هجمات على الدول الصديقة للشعب السوري، وتوزيع الاتهامات على دول انحازت لحق الشعب السوري في الحرية والاستقلال من هذا النظام الأسدي ومن الاحتلال الإيراني. من جانبه، قال عبدالباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري السابق، إن خطاب وليد المعلم يؤكد عدم نية النظام لحل الأزمة السورية، لافتا إلى أن دناءة تصريحات المعلم ومستواها الهابط، تعبر عن عقلية مريضة وكراهية بغيضة ضد كل من ساند الشعب السوري في ثورته ضد نظام القتل والتخريب والتشريد، مشددا على أن مزاعم المعلم لا تحظى بأي مصداقية. وأوضح سيدا، أن مهاترات المعلم تؤكد أن هدف النظام من المشاركة في جنيف 2، يركز على سحب الأنظار، بعيدا عن جرائم القتل الجماعي التي كشفت عنها التحقيقات الأخيرة، إلى الحديث عن الإرهاب والقاعدة، مؤكدا أن الإرهاب في سوريا من صنع وتمويل النظام، وأن الشعب السوري يدافع عن نفسه فقط، أمام الآلة العسكرية السورية المدعومة بشكل كامل من روسيا وإيران. وفي الإطار ذاته، أكد أنس العبدة، عضو وفد المعارضة السورية إلى مؤتمر جنيف، أن رحيل الأسد هو المفتاح الوحيد لحل الأزمة السورية، وقال: بدون هذه الخطوة لن يكون هناك حل للأزمة السورية، وتسأل: كيف يمكن للأسد أن يبني سوريا وهو الذي دمرها بالكامل، وقتل 130 ألف وشرد ثلث الشعب السوري، لافتا إلى أن النهاية السعيدة لمؤتمر جنيف 2، تكون بطلب جماعي من المشاركيين لنظام الأسد بالرحيل، والمحاسبة على جرائم الحرب التي قام بها النظام. أما القيادي في المجلس الوطني جبر الشوفي فقال: إننا لا نستغرب ما صدر عن المعلم خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، معتبرا أن من كتب كلمة المعلم، هو نفسه من يكتب كلمات بشار، وأن الأخير دأب على التطاول والمكابرة والعنجهية والاستعلاء، وهو صغير. وأكد الشوفي، أنه لم يندهش لكلمات ممثل نظام لا يجيد سوى إراقة الدماء والقتل وإزهاق الأرواح، وإذا كان قد فعل هذا مع الأطفال والنساء والشيوخ فلا يجب أن نستغرب أي شيئ يصدر عن هذا النظام. وتابع القيادي المعارض قوله، إن الأسد وأركانه لا يجيدون سوى عبارات التطاول منذ قمة 2001م، ولا شيئ يقولونه سوى المغالطات، مؤكدا أنه لم يكن ليثق بأن هذا المؤتمر سينتج عنه حلا سياسيا. واعتبر أن هذا الحل لن يتحقق سوى على أشلاء السوريين، وبعد انتهاء الدولة وتشتت المجتمع، معتبرا أن تصريحات المعلم تطاول على ثورة الشعب السوري.