ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، مجزرة جديدة في غارة جوية استهدفت النازحين في خانيونس، أوقعت 12 شهيدًا على الأقل، وذلك مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة لليوم ال466. واستهدفت غارة إسرائيلية منزلاً لعائلة "مسمح" الذي يؤوي نازحين من عائلة عابد في حي المنارة جنوب خانيونس، وأسفرت عن 12 شهيدًا وعشرات الجرحى، إلى جانب غارات على خيام النازحين في دير البلح أوقعت عشرات الشهداء والضحايا. وكثف جيش الاحتلال من هجماته الجوية على مناطق متفرقة في القطاع، وطالت الهجمات بلدة عبسان وحي الدرج وحي الزيتون، فيما صعدت قوات الاحتلال في عمليات نسف المنازل والمربعات السكنية في مخيم جباليا. واستهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية مخيم النصيرات الذي يتعرض لليوم الثالث على التوالي إلى إطلاق نار مكثف من الآليات الإسرائيلية، فيما قصفت المدفعية لمدينة رفح جنوب القطاع، في وقت نسفت القوات الإسرائيلية عددًا من المباني السكنية شمالي قطاع غزة. وتأتي هذه التطورات الميدانية، في وقت توالت الأنباء عن خطوات متسارعة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل. وتتواصل المباحثات بين حماس وإسرائيل بحضور ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، وبريت ماكغورك، مبعوث الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، ورؤساء أجهزة المخابرات الإسرائيلية، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني. وقال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إنه يعتقد أن اتفاقاً بشأن المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة قد يكتمل بحلول نهاية الأسبوع. وأضاف ترمب، في مقابلة مع موقع "نيوز ماكس": "نحن قريبون جدًا من التوصل إلى صفقة، وعليهم إنجازها، إذا لم يتمكنوا من إنجازها، فستكون هناك الكثير من المشاكل هناك، الكثير من المشكلات التي لم يروا مثلها من قبل، وسوف ينهونها. وأنا أفهم أنهم ينهونها، وربما بحلول نهاية الأسبوع. لكن يجب أن يتم ذلك". على حد تعبيره. * استهداف المستشفى الإندونيسي قالت مصادر طبية، إن دماراً كبيراً لحق بالطابق الثاني في المستشفى الإندونيسي ببلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، نتيجة استهدافه من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأشارت المصادر، إلى أن أحد الأطباء أصيب بجروح خطيرة عند محاولته الخروج من باب المستشفى، بينما تسببت غارة للاحتلال في تدمير مولدات الكهرباء ومحطات الأوكسجين فيه. وأفادت مصادر من داخل المستشفى، بأن المستشفى يفتقد للمياه والطعام ويواجه حصارًا مطبقاً، والوضع تدهور وبات كارثياً منذ خروج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة. وأشارت إلى أن آليات الاحتلال تحاصر المستشفى وتواصل إطلاق النيران في محيطه، موضحة أن المحاصرين داخل المستشفى معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب المرضى والجرحى والطواقم الطبية. ولفتت إلى أن المستشفى بات لا يملك القدرة على تقديم خدمات طبية، كما نفدت المستلزمات الطبية، ما يهدد حياة الجرحى والمرضى، والذين نقل بعضهم إلى المستشفى بعد إحراق وتدمير الاحتلال لمستشفى الشهيد كمال عدوان. وكانت قوات الاحتلال قد أحرقت في نهاية ديسمبر الماضي، مستشفى الشهيد كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا، والذي يعد من أكبر المستشفيات في تلك المنطقة، وكان يقدم خدماته لأكثر من 400 ألف نسمة. وأجبر الاحتلال المرضى والمصابين والكوادر الطبية والطواقم الصحفية على إخلاء المستشفى بالقوة، بالتزامن مع إطلاق القذائف والرصاص تجاهه، وذلك بعد حصاره للمستشفى عدة أيام، وجرى اعتقال مدير المستشفى د. حسام أبو صفية. وفي الخامس من أكتوبر الماضي، اجتاحت قوات الاحتلال مجدداً شمال قطاع غزة، وسط قصف دموي ومنع إدخال الغذاء والماء والأدوية، واستهداف للمستشفيات والمراكز الصحية. وكانت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، قالت في تصريح سابق إن "المستشفيات في غزة أصبحت مصائد للموت". وجاءت هذه التصريحات في ضوء القصف المتواصل والاستهداف المباشر للمستشفيات، في مسعى للقضاء على منظومة الصحة في الشمال والجنوب، حيث أصبحت المستشفيات العامة الثلاثة في شمال قطاع غزة، وهي: كمال عدوان، وبيت حانون، والاندونيسي خارج الخدمة، بسبب تصاعد عدوان الاحتلال، كما تعمل الآن 14 مستشفى فقط من أصل 36 في غزة جزئيا، وتواجه نقصا حادا في الامدادات، حسب ما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية. * جرائم في غزة نقلت وسائل إعلام دولية شهادات لجنود إسرائيليين حملت اعترافات بارتكاب جرائم حرب واستهداف عزل وتدمير ونهب منازل دون أن تشكل تهديدا خلال مشاركتهم في العدوان المستمر على قطاع غزة. وأشارت إلى أن نحو 200 جندي إسرائيلي وقّعوا على رسالة بأنهم سيتوقفون عن القتال إذا لم تتوصل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاتفاق وقف إطلاق النار. وأوضحت أن الجنود الإسرائيليين الذين يرفضون القتال في غزة يقولون إنهم رأوا أو فعلوا أمورا تجاوزت الخطوط الأخلاقية. وذكرت أن عدداً من هؤلاء اعترف بتلقي أوامر "بحرق أو هدم منازل لم تشكّل أي تهديد"، كما شاهدوا جنوداً ينهبون ويخربون المساكن. وقال أحدهم إنه "تلقى تعليمات بإطلاق النار على أي شخص يدخل منطقة عازلة كانوا يسيطرون عليها، وأكد أنه شاهد قيمة الحياة البشرية تتلاشى خلال تلك الفترة، مشيرا إلى أن صورة الجنود وهم يقتلون شاباً فلسطينياً أعزل محفورة في ذهنه". كما أشار طبيب إسرائيلي قضى نحو شهرين في غزة إلى أن "الجنود دنسوا المنازل ونهبوا ممتلكات لجمعها كتذكارات". واعترف أحد الجنود بمشاركته في جرائم حرب بالقطاع وعبر عن شعوره بالندم والأسف لما قام به، وقال عدد من رفاقه إنهم استغرقوا وقتاً لاستيعاب ما شاهدوه في غزة. ويسعى الجنود الموقعون على الرسالة عبر ائتلاف باسم "جنود من أجل الرهائن"، لكسب زخم أكبر من خلال عقد فعاليات ومحاولة إقناع مزيد من الجنود بالانضمام إليهم. * بداية العدوان قالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، إن 12,329 طالباً استُشهدوا و20,160 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 على قطاع غزة والضفة. وأوضحت التربية في بيان لها، الثلاثاء وصل"الرياض" نسخة منه، أن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 13054، والذين أصيبوا 21320، فيما استُشهد في الضفة 123 طالباً وأصيب 671 آخرون، إضافة إلى اعتقال 560. وأشارت إلى أن 657 معلماً وإدارياً استُشهدوا وأصيب 3904 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 165 في الضفة. ولفتت إلى أن 324 مدرسة حكومية وجامعات ومباني تابعة لها و 65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، و128 للتدمير بالكامل، و 57 للتدمير الجزئي، كما تعرضت 109 مدارس و7 جامعات في الضفة للاقتحام والتخريب. وأكدت التربية أن 788 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية صعبة. وأشارت إلى أن اقتحامات الاحتلال المتكررة لمحافظتي جنين وطولكرم تسببت في ترويع الطلبة في مدارسهم. * الاحتلال يقتحم قباطية حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منزلاً في بلدة قباطية جنوب جنين شمال الضفة الغربية، تزامنا مع حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في مناطق متفرقة بالضفة الغربية. وذكرت مصادر محلية أن قوات خاصة إسرائيلية تسللت إلى بلدة قباطية، وحاصرت بناية سكنية، قبل أن تدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة ترافقها جرافة إسرائيلية باتجاه البلدة. وانتشرت في محيط البناية المحاصرة، واعتلى قناصة الاحتلال عددا من المباني المحيطة، قبل أن تنسحب بعد اعتقال الشاب مصطفى خمايسة من داخل المنزل المحاصر، فيما استهدفت المقاومة قوات الاحتلال وآلياته ب صليات من الرصاص خلال انسحابها. في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال شابين فلسطينيين من حي الإسكان بمحافظة طولكرم،بعد مداهمة منزليهما وتفتيشهما. وتصاعدت اعتقالات الاحتلال بشكل كبير في مخيم بلاطة شرق نابلس، وطالت 13 فلسطينيًا على الأقل، وذلك بعد اقتحام قوات عسكرية برفقة جرافة المخيم، وسط إطلاق نار كثيف. واعتلت قناصة الاحتلال أسطح البنايات العالية، وداهمت قوات عسكرية عددا من المنازل وفتشتها وعاثت فيها خرابا وفسادا، وأخضعت عدداً من الفلسطينيين للتحقيق الميداني، فيما لا تزال عملية الاقتحام مستمرة في نابلس. وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال حي سطح مرحبا بمدينة البيرة، وسط إطلاق لقنابل الصوت، فيما أصيب شاب بالرصاص الحي خلال مواجهات اندلعت في بلدة سعير شمال شرق الخليل. وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت 20 فلسطينيًا من قرية الزبيدات شمال أريحا، وذلك بعد الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى القرية. كما أصيب عدد من الطلبة بالاختناق، بعد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة الخضر جنوب بيت لحم. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت الخضر، وتمركزت في منطقتي " التل"، و"البركة" من البلدة القديمة، وأطلقوا قنابل الغاز السام والصوت، صوب الطلبة، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق، وسط مواجهات. من جهتها، أكدت مديرية التربية والتعليم، أن قوات الاحتلال اقتحمت محيط مدرسة بنات الخضر الأساسية، واحتجزت لبعض الوقت المعلمة فاطمة دعدوع، واستولت على هاتفها الخلوي، وأطلقت قنابل الغاز والصوت في الهواء، مع إشهار السلاح في وجه مديرة المدرسة سناء زبون. كما احتجزت تلك القوات الطالبات داخل الصفوف، ومنعتهن من الخروج، ما خلق حالة من الهلع والرعب. تدمير المدارس والجامعات