تناقل الإنترنتيون الأسبوع الماضي دراسة أجراها مركز بو للأبحاث ونشرتها صحيفة أتلانتيك، تشير إلى أن ربع البالغين من الأمريكيين لم يقرأوا كتابا واحدا خلال السنة الأخيرة. وقراءة الكتب التي تشير إليها الدراسة لا تقتصر على الكتب الورقية، بل تشمل الكتب الإلكترونية والصوتية أيضا. إذن لقد تدنت نسبة قراء الكتب في الولاياتالمتحدة إلى أكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 1978. وفي المقابل، فإن نسبة القراءة والقراء مخجلة في مجتمعاتنا العربية، بمعدل عشرين دقيقة سنويا للفرد على حسب التقرير الصادر عن مؤسسة الفكر العربي عام 2013. وبغض النظر عن مدى دقة هذه الدراسات، فإنه من الطبيعي أن يصل معدل القراءة في العالم العربي إلى الحضيض بعد أن دخلت القراءة المعادلة الاستهلاكية العالمية وغدت صناعة الكتاب صناعة كغيرها من الصناعات. إن الحصول والوصول إلى الكتب لم يعد مشكلة في زمننا. فتحميل الكتب الإلكترونية والصوتية صار يتم بنقرة واحدة من خلال تطبيقات الهواتف الذكية والألواح الإلكترونية، التي بات الأطفال الذين لم يتجاوزوا الخامسة يحملونها في العائلات السعودية! المشكلة أن مفهوم القراءة في مجتمعنا يرتبط منذ الطفولة بحفظ الدروس واستذكار الفروض المدرسية. فنحن لم نتعلم أن القراءة هي الباب الأول في رحلة اكتشاف الذات والأفق الأجمل لاكتشاف العالم والاندهاش به. والكارثة الأكبر هي أننا بتنا نعتقد أن استهلاك السيول الإخبارية على صفحات تويتر وفيسبوك كافية لإشباع حاجاتنا الفكرية والمعرفية. نحن بحاجة ماسة إلى إعادة التعريف بمفهوم القراءة الحقيقي والتمييز بينه وبين التصفّح الإلكتروني. إننا نحتاج إلى وعي جديد بمفهوم القراءة. ولن يهم بعدها إذا اخترنا التمسك بالكتب الورقية، أو استجبنا لمعطيات العصر