** أود بداية أن أؤكد وأنا بكامل إدراكي أن القصد مما سأتناوله هنا هو بعض الموظفين في الحكومة وفي المؤسسات شبه الحكومية وهو لاينطبق على كل أحبابنا الموظفين خصوصا من نراجعهم لقضاء مصالحنا .. و أؤكد أيضا أن كل ما سأقوله كتابة في عمودي هذا لا يخرج أن يكون عتبا يدخل في القول الشعبي الذي يصفه بأنه «صابون القلوب»، وإن كان هذا الصابون قويا وفعالا فسيغسل القلوب غسلا ولايترك أي أثر «للبقع» كما تقول الإعلانات.. وأرجو ممن يجد نفسه في هذا العتاب من إخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي من الموظفين والموظفات، أرجو أن يعتبروه ملاحظة تحتاج إلى «الصابون» لغسل أفعالهم وسلوكياتهم التي ينفر منها الأسوياء ويمقتها العقلاء ويتذمر منها العملاء.. (وأقصد المتعاملين معهم) . بعض الموظفين سامحهم الله يتعاملون مع «المراجع» لهم بفوقية و «شوفة نفس» وكأن المراجع متسول أو طالب لمعونة وليس طالبا لحق من حقوقه التي يجب أن يُخدم فيها ممن وظيفته تحتم عليه خدمة المراجع، بمعنى أن الموظف يقبض راتبه يوم الخامس والعشرين لهذا الغرض على وجه التحديد.. صحيح أن المراجع يكون أحيانا «غِتت» و «رِزل» و «لصقه» ولايقتنع بسرعة، ويُخرج «الموظف» من ثيابه.. لكنها حالات نادرة ولاتبرر تجهم الموظف وعدم تبسمه في وجه من يراجعه.. وهنا أذكر مرة راجعت فيها دائرة حكومية ووقفت بدون رزالة أمام الموظف أستفسر منه عن إجراء لا أعرفه وليس واضحا أو موضحا في الدائرة التي أراجع فيها، فكان ينظر إليّ متجهما يتطاير الشرر من عينيه.. قبل أن يرد على استفساري.. فقلت له أرجوك ابتسم قبل أن تجيب؟ لكنه استمر في تجهمه ورد عليّ بامتعاض ردا يتلخص في أنني أراجعه بعد انتهاء الدوام وكانت الساعة وقتها قبل الثانية ظهرا بعشر دقائق.. والدوام الحكومي كما هو معلن يبدأ في السابعة والنصف صباحا وينتهي في الثانية والنصف بعد الظهر.. وما ينطبق هنا على بعض الموظفين الرجال ينطبق أيضا على بعض الموظفات اللاتي يتحدثن من أطراف «خشومهن» ولا يترددن في أن يمرمطن المراجعات في غياب متعمد لأي مرونة أو تيسير على إمات الله. ليس المطلوب استضافة المراجع وتقديم القهوة والشاي له كما يفعل بعض الموظفين والموظفات مع الأقارب والأصدقاء عندما يقصدون مكاتبهم.. المطلوب فقط «الابتسامة».. والتواضع.. والتحدث بهدوء ولباقة حتى وإن كانت النتيجة رفض ما يطلبه المراجع أو تأجيله أو تعديله.. ولن يخسر الموظف أو ينقص منه شيئا إذا كان لطيفا مع الناس ويعاملهم كما يُحب أن يعاملوه.. وقد قال ذو الخلق العظيم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم (أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق) ومما قاله عليه الصلاة والسلام (تبسمك في وجه أخيك صدقة).. وما أحوجنا جميعا إلى الصدقة في هذا الزمان.