بعض المسؤولين إذا ما عين الواحد منهم في منصب تنفيذي وجاءه المهنؤون لتقديم التهاني له والدعاء بأن يوفقه الله فيما أوكل إليه من عمل ومهام جديدة، فإنه يتجهم في وجوه الذين جاؤوه، هذا إذا لم «يفرصع» فيهم عينيه، وهو يظن بذلك أنه سوف يؤكد لهم أن شخصيته قوية وأنه مسؤول لا يشق له غبار، وأنه ذو هيبة وجلال، وربما يكون بعض من حوله قد أوصوه بالتجهم والفرصعة مع أن التوجيه النبوي يحث على التبسم في وجوه الناس حيث يقول صلى الله عليه وسلم وهو يعدد بعض ما يثاب الإنسان عليه من أعمال غير مكلفة ولكن ثوابها عند الله عظيم: «وتبسمك في وجه أخيك صدقة» أو كما قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. ولكن لأن هذه الفئة من المسؤولين يرون أن في التجهم دلالة على قوة الشخصية وأن التبسم في وجوه الناس سوف يحط من مكانة المسؤول ويجرئهم عليه، فإنه يبدأ مهامه الوظيفية بتقطيب حاجبه وفرصعة عينيه والتحديق طويلا وبطريقة مركزة في عيون الجالسين في صالة الاستقبال بإدارته حتى «يفجعهم» ويجعلهم يغضون أنظارهم نحو الأرض!، فيشعر بالسعادة في داخله لأنه قد بلغ مراده وأصبح في نظر الجميع «سبع البرمبة» مع أنه لو كان يدرك حقائق الأمور وموجبات الأخلاق لجعل من حسن الخلق والتواضع مع الناس وإظهار البشاشة لهم وتوسيع صدره للاستماع لحاجاتهم وقضائها مادامت لا تتعدى أنظمة ولا تظلم أحدا غيرهم ولا تسيء لمصلحة عامة، لأنه لم يعين في ذلك المنصب إلا لخدمة المواطنين، وقوة الشخصية لا تكون بالتجهم والفرصعة ولكن تكون بأن يعرف الجميع في المسؤول العدالة والمساواة في تطبيق الأنظمة والتجاوز فيما يمكن له التجاوز فيه لتحقيق المصلحة العامة والخاصة وألا يطمع في ظلمه قوي ولا ييأس من عدله ضعيف وأن يمثل في نفسه كل معاني النزاهة والإخلاص والتفاني في العمل وألا ينسب إليه فعل أو قول يخل بآداب السلوك ويحط من قدر الأخلاق، فإن كانت هذه الصفات فيه فإن شخصيته سوف تكون محترمة ومحبوبة في آن واحد إن لم تكن عند الجميع فإنها ستكون كذلك عند الغالبية ممن يحبون الخير والحق والعدل وحسن الخلق، أما إن ظل طول حياته عابسا متجهما فإنه سوف يخسر ثناء الناس في الدنيا وحسن ثواب الآخرة!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة