النجاح الذي يطمح إليه كل موظف لا يتم إلا بالجد والاجتهاد ، وبخُلقٍ كريم تزدان به الشخصية ، وتكتسب جمالاً وجلالاً يجعلها تحلق في سماء الإبداع لتحقق ذاتها بالتدرج في سلم الرِفْعَة والمجد ، والموظف في موطن عمله مُؤْتَمنْ على العمل الذي يقوم به ، وعليه أن يؤديه بكل أمانه وإخلاص وصدق دون تَضَجُرْ ، وأن يتحمل أثناء وقت الدوام سلبيات المراجعين ، فالتحلي بالصبر وطوله البال التي تكسوها الأخلاق الحميدة التي حث عليها ديننا الحنيف من أولى أهداف الموظف الفَطِنْ ، والذكي من اغتنم ساعات العمل في جَنِي الحسنات من النوافل التي لا تكلفه شيئاً من المال أو المجهود ، قال عليه الصلاة والسلام : ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة ) وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) كما أن الكلمة الطيبة التي تخاطب بها الغير تكتب لك بإذن الله صدقه ، فكم من كلمة سوف يَفُوه بها ثغرك ، وينطق بها لسانك مع من يراجعك ، قال عليه الصلاة والسلام : ( ... الكلمة الطيبة ، وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقه ... ) فكم من الحسنات تُجْنَى في ساعات الدوام إذا أَتْقَنَ الموظف حسن التعامل مع الغير واستثمر وقته بالشكل المطلوب ، فتكون تلك الساعات ساعات عمل وعبادة ، ولك أن تتخيل عندما تقضي لمراجع شغلته التي جاء من أجلها ، وترسم على شفاه الابتسامة ، فيخرج من مكتبك وهو فرح يدعو الله لك بالخير. وقد حث النبي صلى اللّه عليه وسلم على حسن الخلق ، والتمسك به ، وجمع بين التقوى وحسن الخلق ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى اللّه وحسن الخلق ) وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أتق اللّه حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها ، وخالق الناس بخُلق حسن ) . أما من افتقد جمال الخلق ، وجمال المعاملة ، واتصف في تعامله بالجفاء ، فإن الناس تنفر من التعامل معه ، أو مشاركته ، وإن أظهرت له الاحترام ، وما ذلك إلا لاتقاء شره لا لكريم خصاله ، وهنا تظهر فِطْنَة المدير الناجح في كيفية تصحيح مسار الموظف الذي يفتقد حُسن الخلق في التعامل مع الغير ، وذلك من خلال تقديم النصيحة له بأسلوب غير مباشر ، وباختيار الإستراتيجية المناسبة للتعامل مع سلوكه السلبي تجنباً لردود الفعل التي قد لا يحمد عقباها ، وتمشياً مع منهج الدين القويم الذي أمرنا بعدم المجاهرة عند تقويم سلوك الغير . وللإدارة دور مهم في تقويم السلوك السلبي للموظفين يتبلور في الدوافع والحوافز التي تقدمها لهم تمشياً مع رغباتهم التي يمكن من خلالها الرُقِي بهم وتحسين أخلاقياتهم بالشكل المطلوب . همسه : وراء كل مدير ناجح ... موظف مبدع . ومن أصدق من الله قيلاً {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}. [email protected]