سيظل السباق متواصلا من عام إلى آخر، من موسم للتراث والثقافة إلى الذي يليه؛ من أجل الدخول في مسابقة من نوع خاص، مسابقة مفتوحة وليس للدخول فيها اشتراطات خاصة دون تلك المزايا التي تعتبر خصائصها الرئيسية في شكلها والجوهر «الوطن، ثم الوطن، ثم الوطن»، والمعني هنا بطبيعة الحال الأوبريت الافتتاحي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية». ظلت الأفضلية تتأرجح بين الناس من أوبريت إلى آخر، كل منهم حسب ذائقته الخاصة في مفهومه للوطن عندما يستحيل هذا الوطن أغنية تتناغم مع وجداننا في حالات التجلي ثراه ومعناه المتأصلة جذوره فينا، فمنهم من ما زال مصرا أن أول أوبريت قدم في هذه المناسبة «مولد أمة» للأمير الشاعر سعود بن عبدالله والموسيقار الراحل محمد شفيق هو الذي يعتبره الأقرب إلى وجدانه، وهناك من يعتبر «عرائس المملكة» لإبراهيم خفاجي ومحمد عبده وهو الأهم. وهناك من يعتبر أوبريت «كتاب مجد بلادنا» للأمير عبدالرحمن بن مساعد ومحمد شفيق، والذي شدا به «طلال مداح، محمد عبده، عبدالمجيد عبدالله، عبدالله رشاد» يعتبرونه الأفضل في السياق العام لهذه الفعالية من كل موسم. في افتتاح هذه الدورة التي ستنطلق في 6 جمادى الأولى، سيكون محمد عبده وماجد المهندس وراشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله هم الفرسان الأربعة هذا العام لأداء الأوبريت الافتتاحي الذي كتبه عبدالله أبو راس في أول تجربة له لكتابة عمل وطني كبير، بعد نجاحه مع ناصر الصالح وماجد المهندس قبل سنوات في أغنية «التحميد» لسلامة أبو الوطن الملك عبدالله بعد رحلته العلاجية «ابشرك حنا بخير وسلامة.. لا ينشغل بالك يا بو متعب ارتاح»، والأوبريت لحنه ناصر الصالح صاحب النجاحات المتلاحقة منذ «أماكن» محمد عبده. يقول ناصر الصالح: متعة كبيرة لا يضاهيها أي شيء تلك التي تخالجني وأنا أعمل في عمل فني للوطن، الذي يعتبر العمل من أجله «حالة صدق» كبيرة قد لا تعيشها كفنان وأنت بصدد أي عمل آخر ليس له علاقة بالوطن، وهي تجربتي الثانية في هذا الصدد بعد مشاركتي وماجد المهندس في الأوبريت المماثل للمهرجان منذ ثلاثة أعوام من كلمات الشاعر ساري. ويقول بدوره شاعر الأوبريت عبدالله أبو راس: الأمر لا يحتاج إلى تعليق، فهي فرصة أتيحت لي للتعبير عن مكنوناتي في كل ما يتعلق بالوطن، أتمنى أن نوفق كفريق عمل في الخروج بأفضل نتيجة. ويقول فنان العرب الطرف الثابت في هذه الاحتفالية بالكرنفال الموسمي الجنادرية، والذي اتجه أمس إلى دبي، ومنها إلى الدوحة لإحياء حفل غنائي كبير في سوق واقف في الدوحة يوم 24 يناير. المشاركة في أداء هذا الأوبريت الوطني السنوي تناغم مع الوطن وتجديد عهد في الغناء والتغني به، كيف لا؟ وهو الذي يملأنا في كل يوم أمنا وأمانا، وترتهن إلى أمنه سواعد المجد التي تضيف في كل يوم لبنة جديدة، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.