أوضح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أن ما تحقق من خلال أنشطة المدينة عاصمه للثقافة الإسلامية سيكون بمثابة انطلاقة جديدة للعمل الثقافي المُستدام، وتنفيذها لن يقتصر على المدة الزمنية المحدّدة بعام وذلك في كلمة ألقاها في الحفل الذي أقامه في مبنى محطة القطار التاريخي لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي والعربي وضيوف المؤتمر الذي يشاركون به والذي انعقد في المدينةالمنورة خلال اليومين الماضيين. وأشار الأمير فيصل بن سلمان، إلى أنه منذ أن تم اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية عملنا جهدنا على تجسيد هذا الاختيار لتصبح بالفعل عاصمة للثقافة الإسلامية، حيث تم تنظيم المئات من الفعاليات الثقافية والأدبية والتراثية، استقطبتْ جموعا كبيرة من داخل المملكة وخارجها. كما أننا لم نغفل عقد عشرات الندوات الفكرية والمعارض المصاحبة، وقد سبق هذا كله تلاقي أفكار ومقترحات في ورش عمل أثمرت عن إقرار العديد من المبادرات المتمثلة في مشاريع ثقافية وعلمية. من جانب آخر، اختتم المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة أعماله، أمس، ورفع وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لدعمهما ورعايتهما المؤتمر واحتضان كل ما يعزز العمل الإسلامي المشترك، وهنأ أمير منطقة المدينةالمنورة لنجاح فعاليات المؤتمر. وسلم علم الاحتفالية إلى الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفاليات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2014م. واعتمد المؤتمر انتخاب أعضاء المجلس الاستشاري المكلف بتنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي لفترة مدتها سنتان قابلة للتجديد مرة واحدة، واعتمد المؤتمر انتخاب أعضاء لجنة التراث في العالم الإسلامي. وعلى صعيد متصل، انتخب المشاركون في المؤتمر الثامن لوزراء الثقافة في الدول الإسلامية، أعضاء لجنة التراث في العالم الإسلامي، بعد موافقة المؤتمر على إنشائها وفقا لقرار المؤتمر الإسلامي الخامس لوزراء الثقافة الإسلامية في ليبيا عام 2007م. وجاء في قرارات المؤتمر: انطلاقا من توجهات الخطة متوسطة المدى (2010 2018م)، واستنادا لخطة العمل الثلاثية (2013 2015م)، أكدت ضرورة تخصيص حيز من برامج «الإيسيسكو» وأنشطتها لدعم قضايا حماية التراث الحضاري الإسلامي، ومن ضمن الأنشطة التي نفذتها «الإيسيسكو» ما بين الدورتين السابعة والثامنة تسجيل المواقع الإسلامية التراثية والطبيعية في العالم الإسلامي في قائمة التراث الإسلامي، إضافة إلى العمل على توفير التكوين المستمر للإطار البشري العامل في المجالات المعمارية والمتحفية، ومواصلة إصدار الدراسات العلمية والوثائقية من المآثر الحضارية الإسلامية بالدول الأعضاء، كما قامت الإيسيسكو بتنفيذ العديد من الأنشطة، ومنها حماية التراث الثقافي المعرض للأخطار من الكوارث الطبيعية أو الاستيلاء عليها من في أوقات الأزمات والحروب كما حصل في فلسطين والعراق وسورية وليبيا واليمن والصومال ومالي وأفغانستان، كما ركزت الإيسيسكو جهودها نحو المحافظة على المعالم الحضارية والمعرضة للخطر في فلسطين وسورية ومالي وأفغانستان، وقد أقامت الإيسيسكو برامج تطوير عمل المتاحف ومراكز حفظ المخطوطات وحماية المعارف التقليدية في الدول الأعضاء، واهتمت بجانب توثيق التراث الحضاري وإنشاء هذا المشروع لدول الأعضاء على شبكة الإنترنت، وتقوم لجنة التراث في العالم الإسلامي بتقديم الدعم المادي والتقني لحماية التراث الحضاري والإنساني في الدول الأعضاء والتصدي لمحاولة إسرائيل تهويد المواقع الأثرية الفلسطينية».