من سنوات لم أعد أذكر عددها وبعض الأقلام تطالب باستخدام توقيتين يتناسبان مع مواعيد شروق الشمس وغروبها لما يحققه ذلك من أهمية لطلاب المدارس وبالذات الأطفال منهم. وكان آخر من تناول هذا الموضوع بكل وضوح هو أخي الأديب الدكتور عبدالواحد الحميد فيما كتبه ب «الجزيرة» بتاريخ 11/2/1435ه وقد استهله بقوله: يحزنني منظر أطفال المدارس وهم يغادرون منازلهم بعد الفجر مباشرة في شهور الشتاء الباردة. هؤلاء الأطفال يخرجون في الظلام وفي البرد القارس وهم نصف نيام ! وقد يختلف الأمر من منطقة إلى أخرى بحسب الموقع الجغرافي وطبيعة طقس المنطقة، ولكن في المجمل يعاني أطفال المدارس من صعوبات يمكن التغلب عليها باستخدام توقيت شتائي يختلف عن التوقيت الصيفي. ومن المعروف أن معظم دول العالم المتقدم وبعض الدول العربية، وخاصة الدول التي لا تقع في المناطق الاستوائية تستخدم توقيتين مختلفين خلال شهور العام، وذلك مراعاة منها لمواعيد شروق الشمس وغروبها وتحقيق أكبر استفادة من الأوقات المشرقة، وتفادي السلبيات التي تحدث، بسبب بدء ساعات العمل في الأوقات المظلمة في فصل الشتاء. وبعد أن يستعرض الدكتور عبدالواحد كيف كان موضوع إدخال التوقيت المختلف عن الرسمي موضع جدل وخلاف بين الفئات المختلفة بالمجتمع في شتى أنحاء العالم انتهى بترجيح اعتماد التوقيتين لما يحققه من مصالح ثم ما كتب بتوضيح الإيجابيات التي يستفاد منها بتطبيق التوقيتين بما نصه: ولا نحتاج إلى القول إن تطبيق نظامين مختلفين للتوقيت خلال فصول السنة ينطوي على بعض السلبيات، فهذه السلبيات موجودة ومعروفة لكن المهم هو مقارنة السلبيات بالإيجابيات، فإذا كانت الإيجابيات تفوق السلبيات يكون هذا سببا كافيا لتبني نظام توقيت شتائي مختلف عن التوقيت الصيفي بدلا من نظام التوقيت الواحد على امتداد فصول السنة. إن ما أوضحه الدكتور عبدالواحد الحميد هو عين الحقيقة والشاهد على ذلك الإجراء الذي اتخذته وزارة التربية والتعليم وفق ما نشرت «الاقتصادية» بعدد الجمعة 24/2/1435ه وقد جاء فيه: منحت وزارة التربية والتعليم الصلاحيات لإدارات التعليم في مختلف المناطق بتأخير موعد اختبارات الفصل الدراسي الأول للمرحلتين المتوسطة والثانوية، إلى الساعة الثامنة صباحاً بدلاً من السابعة، على خلفية التوقعات بموجات من البرد خلال الأيام المقبلة، التي تصادف بداية الامتحانات. إن الواقع المعاش وما يعانيه الطلاب والأطفال خاصة أيام الشتاء عندما تنتهي صلاة الفجر بعد السادسة في الوقت الذي يلزمهم النظام بالحضور في السابعة يجعل أمر اعتماد التوقيتين ضرورة فهل إلى ذلك من سبيل ؟ السطر الأخير: الحاجة أم الاختراع