تصاعدت شكاوى أهالي محافظات عسير ضد آبار مكشوفة تركت في العراء دون حواجز أو أغطية أو علامات تحذيرية، حيث تشكل مصدر خطر مستمرا وبالغا على الأرواح، وخصوصا الأطفال والمواشي، وتتساوى فوهات بعضها في قرابة الثلاثة أمتار مع سطح الأرض وبالقرب من الأودية بشكل كبير والتجمعات السكانية والمدارس. وقال عدد من الأهالي ومنهم حسن المالكي، ومحمد عسيري، ومشبب بن عميس، ونبيل شروق، إن تلك الآبار المكشوفة زرعت القلق لدى نفوس السكان والزوار نتيجة تربصها بأرواح أبنائنا، مشيرين إلى أن انتشار الآبار بشكل لافت في عدد من محافظات عسير يعود إلى طبيعة المنطقة الزراعية، إذ أنها كانت تستخدم لتخزين مياه الأمطار، وقد زاد من انتشار الآبار اختلاف الطبيعة الجيولوجية للمنطقة عن غيرها من المناطق بموقعها الجغرافي والظروف المناخية التي تشهدها. واعتبروا تلك الآبار المكشوفة قنابل موقوتة تتربص بالمواطنين الأبرياء على اختلاف أعمارهم، والحيوانات على حد سواء، علاوة على قيام عدد من ضعاف النفوس باستغلالها في إخفاء جرائم لا سمح الله إضافة إلى كونها مصائد خطرة للعابرين الذين لا يعرفون طبيعة المنطقة وحقيقة تلك المواقع أثناء الليل، خاصة أن بعضا من تلك الآبار ذات فتحات كبيرة، ويتساوى مع سطح الأرض ويخلو من الحواجز والأغطية والعلامات البارزة والتحذيرات. وأكدوا أن الآبار المكشوفة تنتشر في أغلب أرجاء منطقة عسير، حيث منها ما هو قديم جدا ومنها ما حفرت حديثا؛ بهدف تأمين السقيا والري للمحاصيل الزراعية، ولكن أغلبها يفتقر إلى وسائل السلامة تماما، حيث يشكل خطورة بالغة في حالة السقوط فيها - لا قدر الله. ولا يختلف الحال في الآبار عنه في المستنقعات والغدران، والتي تشكل أيضا خطرا على الأرواح، خاصة أن المنطقة يتواجد بها عدد كبير من الأودية المتجهة إلى البحر الأحمر غربا، وسبق أن راح العشرات ضحية تلك المستنقعات. فغدير تية آل عيسى بمحايل عسير، وغدران وآبار مكشوفة في شنكة بوادي حلي، ومركز بارق، فتكت بالأبرياء خاصة أن وضع السدود الترابية لأغراض الري وخلافه يؤدي إلى تكون مواقع تجمع المياه، وبالتالي تشكل خطورة على الأشخاص وتتكون بعض الحفر والمستنقعات نتيجة أعمال الحفر والبناء والإنشاءات، ونقل التربة وتركها بدون ردم، وعند تجمع المياه بها تكون طبقة الطمي داخلها، وبذلك تشكل مصائد لمرتادي مواقعها. وأكد الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة عسير العقيد محمد بن عبدالرحيم العاصمي ل «عكاظ» أن ضعف الرقابة الأسرية على الأطفال وصغار السن وعدم مراقبتهم مراقبة جيدة في ظل وجود العديد من المسابح الخاصة سواء بالمنازل أو الاستراحات، والتي تشكل مكمن خطورة خصوصا على صغار السن. وعن الآبار المكشوفة في المنطقة، أوضح أن بعض الآبار يفتقر إلى وسائل السلامة تماما مشكلة خطورة نتيجة السقوط بها خصوصا من الأطفال، كما أن هناك خطورة تتمثل في استخدام مكائن رفع المياه إلى الأعلى، والتي تكون داخل هذه الآبار وتعمل بالوقود؛ نظرا لبعد غالبيتها عن مصادر التيار الكهربائي، وهذا بلا شك يشكل خطورة نتيجة انبعاث العادم مما يؤدي إلى الاختناق لمن داخل البئر. وعن إجراءات الدفاع المدني الاحترازية، بين المقدم العاصمي أن مديرية الدفاع المدني بمنطقة عسير حصرت الآبار بكافة المحافظات بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة للوقوف على مدى توفر وسائل واشتراطات السلامة لتلك الآبار، وجرى رفعها للجهات العليا لإقرار وتفعيل التوصيات، وبناء على ذلك صدرت التوجيهات السامية الكريمة بإقرار هذه التوصيات وإنفاذها، كما تم توجيه مشايخ ونواب القبائل والعمد عن طريق إمارة منطقة عسير بالبحث عن أصحاب وملاك الآبار التي تشكل خطورة بمعالجة وضعها وتوفير وسائل ومتطلبات السلامة بها. وأضاف، إن الدفاع المدني يقوم وبشكل مستمر بالتنسيق مع كافة المحافظات بمنطقة عسير بتشكيل العديد من اللجان، ومنها لجان تنظيف الأودية وإزالة العوائق ولجان حصر الحفر والمستنقعات الخطرة والسدود الترابية العشوائية التي تشكل خطورة، وكذلك لجان التعديات على مجاري الأودية والشعاب، ومن ثم رفع كافة نتائج تلك اللجان إلى أعلى سلطة إدارية في المحافظة أو المنطقة لتكليف الجهات المعنية بمعالجة الموقف، كل فيما يخصه. وشدد على دور التوعية على مدار العام من خلال المحاضرات وتوزيع الكتيبات والنشرات والمطويات الإرشادية والتي تشمل مجموعة من الأخطار التي قد يتعرض لها الإنسان، مشيرا إلى أن الدفاع المدني في المنطقة لديه كوادر مؤهلة ومدربة من الغواصين والمنقذين للتعامل مع جميع أنواع الحوادث المختلفة ومن ضمنها حوادث الغرق المتنوعة.