يضع أهالي منطقة عسير أياديهم على صدورهم خوفا في هذه الأيام بالذات من المستنقعات والغدران المكشوفة التي تخلفها الأمطار، ما يجعلها بمثابة عيون تتربص بالمارة. وأجمع عدد من الأهالي أن هناك آلاف الغدران التي ابتلعت ضحايا كثيرين في فترات سابقة، مثل غدير تية آل عيسى في محايل عسير وغدران وآبار مكشوفة في شنكة في وادي حلي ومركز بارق فتكت بالأبرياء. مؤكدين أن وضع السدود الترابية لأغراض الري وخلافه يؤدي إلى تكون مواقع تجمع المياه وبالتالي تشكل خطورة على الأشخاص. وفي هذا السياق، أكد ل «عكاظ» الناطق الإعلامي للدفاع المدني في منطقة عسير المقدم محمد بن عبدالرحيم العاصمي أن بعض الآبار المكشوفة في المنطقة تفتقر إلى وسائل السلامة تماما مشكلة خطورة نتيجة السقوط بها خصوصا الأطفال. وأضاف العاصمي أن هناك خطورة تتمثل في استخدام مكائن رفع المياه إلى الأعلى والتي تكون داخل هذه الآبار وتعمل بالوقود نظرا لبعد غالبيتها عن مصادر التيار الكهربائي، مؤكدا أن هذه الآلية تشكل خطورة نتيجة انبعاث العادم مما يؤدي إلى الاختناق لمن يدخل البئر، وعن إجراءات الدفاع المدني الاحترازية، قال «مديرية الدفاع المدني في منطقة عسير حصرت الآبار بكافة المحافظات بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة للوقوف على مدى توافر وسائل واشتراطات السلامة لتلك الآبار، وجرى رفعها للجهات العليا لإقرار وتفعيل التوصيات، وبناء على ذلك صدرت التوجيهات السامية الكريمة بإقرار هذه التوصيات وإنفاذها، كما جرى توجيه مشايخ ونواب القبائل والعمد عن طريق إمارة منطقة عسير مناقشة أصحاب وملاك الآبار التي تشكل خطورة بمعالجة وضعها وتوفير وسائل ومتطلبات السلامة بها. واستطرد المتحدث الرسمي للدفاع المدني في منطقة عسير بقوله، إن الدفاع المدني يقوم وبشكل مستمر بالتنسيق مع كافة المحافظات، ومنها لجان تنظيف الأودية وإزالة العوائق ولجان حصر الحفر والمستنقعات الخطرة والسدود الترابية العشوائية التي تشكل خطورة، وكذلك لجان التعديات على مجاري الأودية والشعاب ومن ثم رفع كافة نتائج تلك اللجان إلى أعلى سلطة إدارية في المحافظة أو المنطقة لتكليف الجهات المعنية بمعالجة الموقف كلا فيما يخصه.