تتسبب الأمطار الغزيرة التي تهطل على منطقة عسير في المئات أو آلاف المستنقعات والغدران ومواقع تجمع المياه والتي لا يمكن حصرها بالكامل والقضاء عليها، في وقت تشكل هذه المواقع خطرا راح ضحيته أطفال وكبار في جميع المحافظات. فغدير تية آل عيسى بمحايل عسير وغدران وآبار مكشوفة في شنكة بوادي حلي ومركز بارق التهمت الأبرياء، في وقت ينظر البعض إلى أن وضع السدود الترابية لأغراض الري وخلافه يؤدي إلى تكون مواقع تجمع المياه وبالتالي تشكل خطورة على الأشخاص، وتتكون بعض الحفر والمستنقعات بفعل الإنسان نتيجة أعمال الحفر والبناء والإنشاءات ونقل التربة وتركها بدون ردم، وعند تجمع المياه بها تكون طبقة الطمي داخلها وبذلك تشكل مصائد لمرتادي مواقعها. ولكون منطقة عسير تشتهر بالزراعة فقد صاحب هذا الأمر انتشار الآبار الجوفية والارتوازية والآبار المكشوفة فمنها ما هو قديم ومنها ما حفر حديثا مكونة روافد مائية للسقيا والري في جميع محافظات ومراكز منطقة عسير. وأكد ل «عكاظ» الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة عسير العقيد محمد بن عبدالرحيم العاصمي أن ضعف الرقابة الأسرية على الأطفال وصغار السن وعدم مراقبتهم مراقبة جيدة في ظل وجود العديد من المسابح الخاصة سواء بالمنازل أو الاستراحات والتي تشكل مكمن خطورة خصوصا على صغار السن. وبين أن بعض الآبار في المنطقة تفتقر إلى وسائل السلامة تماما مشكلة خطورة نتيجة السقوط بها خصوصا من الأطفال، كما أن هناك خطورة تتمثل في استخدام مكائن رفع المياه إلى الأعلى والتي تكون داخل هذه الآبار وتعمل بالوقود نظرا لبعد غالبيتها عن مصادر التيار الكهربائي وهذا بلاشك يشكل خطورة نتيجة انبعاث العادم مما يؤدي إلى الاختناق لمن داخل البئر. وعن إجراءات الدفاع المدني الاحترازية أوضح المقدم العاصمي أن مديرية الدفاع المدني بمنطقة عسير حصرت الآبار بكافة المحافظات بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة للوقوف على مدى توفر وسائل واشتراطات السلامة لتلك الآبار، وجرى رفعها للجهات العليا لإقرار وتفعيل التوصيات وبناء على ذلك صدرت التوجيهات السامية الكريمة بإقرار هذه التوصيات وإنفاذها، كما تم توجيه مشايخ ونواب القبائل والعمد عن طريق إمارة منطقة عسير بحث أصحاب وملاك الآبار التي تشكل خطورة بمعالجة وضعها وتوفير وسائل ومتطلبات السلامة بها. وأضاف، إن الدفاع المدني يقوم وبشكل مستمر بالتنسيق مع كافة المحافظات بمنطقة عسير بتشكيل العديد من اللجان ومنها لجان تنظيف الأودية وإزالة العوائق ولجان حصر الحفر والمستنقعات الخطرة والسدود الترابية العشوائية التي تشكل خطورة وكذلك لجان التعديات على مجاري الأودية والشعاب ومن ثم رفع كافة نتائج تلك اللجان إلى أعلى سلطة إدارية في المحافظة أو المنطقة لتكليف الجهات المعنية بمعالجة الموقف كل فيما يخصه. وعما يتعلق بالمسابح في الاستراحات والفنادق والنوادي الرياضية والمواقع العامة التي تخضع لتصريح من الجهات ذات العلاقة بين العاصمي أنها تطبق عليها لائحة اشتراطات السلامة في المسابح المحددة والمتعارف عليها، مشددا على دور التوعية على مدار العام من خلال المحاضرات وتوزيع الكتيبات والنشرات والمطويات الإرشادية والتي تشمل مجموعة من الأخطار التي قد يتعرض لها الإنسان، مضيفا أن الدفاع المدني في المنطقة لديه كوادر مؤهلة ومدربة من الغواصين والمنقذين للتعامل مع جميع أنواع الحوادث المختلفة ومن ضمنها حوادث الغرق المتنوعة.