قبل أن يغمض النهار جفنيه، أبصر عراكا غير متكافئ بين محمدوه والطبيب الهندي، ومضى مخبا في ليل بهيم من غير أن يتريث لمعرفة نهاية شجار تعالى على بصيص من نور شمسه الغاربة. وعلى ضوء مصباح البلدية الشاحب، انتهى العراك بتدخل العابرين لفض النزاع، وأكمل الشهود فرط روايات متفاوتة عن مسببات العراك الذي انتهى بإحداث جرح غائر استقر بكتف الطبيب، واستكمل ضابط التحقيق بحثه عن عمق المسببات بسوط جلدي لا يفارق يده يلجأ إليه كثيرا بسبب فوران دمه الذي وضع على أعصاب لها ألسنة من لهب. استقرت حجرة التحقيق في خلف مكاتب المركز بجدران حائلة الألوان ونافذة وباب مغلقين على الدوام، وكأنهما يمسكان بروائح التبغ الكثيفة، فجثم في زواياها هواء فاسد ارتهن للبقاء لمجاورة أثاث فائض عن حاجة قذف بعشوائية في الأركان وأسند بعضه على الجدران المقابلة لمكتب ضابط التحقيق، وغدت فسحة وقوف المختصمين أمامه لا تسمح باتخاذ الحركة المثلى معهم، اختنق المكان بكل شيء، فلم يعد لديه رئة لاستقبال ضيق آخر، إلا أن الضابط أبو لبن يروق له تجميع المتهمين في هذا الحيز الضيق ويظل كقط جائع يتربص بفرائسه منتظرا خروج أي منها لتعكير مزاجه فينقض عليها انقضاض الظافر. وقف محمدوه منحني القامة وطرف عينيه يخطف ما بين قدميه من اتساخ لأرضية المكتب تساوت مع اتساخ نعليه المحملة بجلخ الأتربة السبخة المالحة، ومستشعرا أن فوطته زهيدة الثمن تقلل كثيرا من قيمته وتمكن الضابط من المغالاة في ازدرائه. ما الذي جاء بإبراهيم إلى هنا؟ انشغل محمدوه بهذا السؤال وهو يقف منكسا رأسه ومنتظرا حلحلة قيده أو كسر الصمت الممتد في تلك الغرفة الضيقة، شد صلبه حين لمح الضابط ينهض من على مكتبه متناولا سوطا جلديا كان مستقرا بين أوراق وضعت في سلة خشبية، وخطف نظرة سريعة لوجه إبراهيم الواقف باسترخاء بجوار جنديين ثبتت وقفتهما كمسمارين جديدين لم يظهر فيهما انحناء، طاف الضابط حول قامة محمدوه زافرا هواء ساخنا مخرجا الكلمات من بين أسنانه: مللت من كل «التكارنة» وأنت أولهم. قامته المديدة وانبساط جسده لا تتواءم مع ما أظهره من لياقة فائقة بالالتفاف العكسي وتسديد صفعة مباغتة على صدغ محمدوه: سأجعلك عبرة لبني جلدتك. وأنهى جملته ببصقة افترشت وجه محمدوه واستقرت في أسفل تجويف عينه اليسرى ليجد صعوبة بالغة في إزالتها، فيداه المقيدتان للخلف جعلتا رقبته تلوب وتتثنى نحو كتفيه عل أحدهما يسعفه بتقليل دبق ريق فقد خاصية السيلان. ما فعلته كان دفاعا عن النفس... حسنا، سأرى كيف تستطيع الدفاع عن نفسك الآن. انشغل الضابط عنه بالتحرك باتجاه مكتبه وانثنى على ورقة اعتلت بقية الأوراق دون بها أمر خروج إبراهيم عاشور من التوقيف، وقبل أن يختمها توقف فجأة ونظر لإبراهيم: هل ترغب في الخروج تلقى اهتزازة رأس إبراهيم بمكر قط وقعت فريسته أسفل مخالبه مباشرة، ففتح فمه على اتساعه وهو ينظر لمحمدوه: سأرى كيف تستطيع الدفاع عن نفسك.. واقترب من إبراهيم عاشور حاملا ورقة أمر إخراجه من غير توقيع: لو أردت الخروج حقا نفذ أمري.. تلجلج إبراهيم قليلا وخرجت كلماته مستفسرة عن الأمر الذي يقصده: انخش الفقي وسوف أخرجك في الحال.. اتسعت حدقتا محمدوه وساوت بين استنكارها ورجائها أن لا يقدم إبراهيم على تنفيذ أمر الضابط، كان الهواء المحشور في رئتيه ينتظر فسحة الخروج ليزيح اختناقا قبض على صدره ولسانه، فظل منتظرا اللحظة النادرة لانفراج قضية تداخلت بينه وبين إبراهيم عاشور والطبيب الهندي... أودع إبراهيم عاشور غرفة التوقيف بعد اتهام تقدم به محمدوه يتهمه بإطلاق خرطوشة خاملة على أمه في مراهنات عقدها مع أصحابه على إصابة إبهام قدم الحجة فاطمة، إنكار إبراهيم وعدم وجود إصابة جعل الضابط يتخذ قرارا بأن البلاغ كيدي ولتأكيد قراره استمر حبس إبراهيم لأسبوع في تحقيق متواصل تنادى له شهود أنكروا ادعاء محمدوه وجاء الحظ العاثر لأن يجتمع الخصمان في غرفة التحقيق وكل منهما يحمل للآخر ضغينة متساوية. وجد إبراهيم في أمر الضابط تشفيا وإذلالا لمحمدوه، مبديا استعدادا لتنفيذ الأمر بنشوة طفحت من عينيه، مستذكرا تلك الفحولة التي يبديها محمدوه في ملاعب الحواري المنتشرة: هيا تحرك. هي جملة صدرت من فم الضابط أبو لبن حاملة غضبها وتحفيزها، فوجد إبراهيم فيها الغطاء الرسمي لأن يذل خصمه ويكسب البراءة والخروج من التوقيف، كانت ذكريات ملاحقة محمدوه له في الملاعب تقف عند أطراف أهدابه فتحفزه لأن يقتص لنفسه والخروج مفاخرا بهذا الفعل، ويبدو أن تلك الخواطر كانت تطوف أيضا في مخيلة محمدوه الذي وقف مكبلا في قيده ملجوم اللسان أمام تحريض الضابط، وكلما تقدم إبراهيم لتنفيذ تحريض الضابط حمحم محمدوه مستنكرا ومهددا بالشكوى لمأمور القسم، فلا يجد إلا سوطا يشق كلماته ويبقي له أمنية وحيدة أن لا يقدم إبراهيم على تنفيذ الأمر، ومع تقدمه وظهور إصراره لاذ بجدار غرفة التحقيق مصوبا عينين تقدحان غضبا ودعاء سريا أن لا يحدث إذلاله أمام جنديين أحدهما يملك لسانا يخرج لتنزه في كل حين لإشاعة كل فعل يراه. كانت حركة إبراهيم الإقدام بثبات وحركة محمدوه التقهقر للخلف حماية لمؤخرته بجدار تراكم عليه أثاث المكتب الفائضة. أقسم محمدوه أن لا ينسى لإبراهيم إمعانه في الإذلال بسحبه من فوطته وتعريته ومعاودة فعلته مرارا على صيحات هستيرية من الضابط أبو لبن: كمان انخشه.. انخشه كمان.. لم يطق محمدوه تلك الإهانات المتكررة، فتعالى صوته بالشتائم لاعنا أسلاف إبراهيم في كل كتاب، تلك اللعنات لم تزد إبراهيم إلا غيا في مواصلة فعله المشين، فانتقلت لسان محمدوده للعن الضابط ونعته بالحمار الذي يتبول على طعامه. فاشتاط غضب أبو لبن، وأمر الجنديين الواقفين أمام مكتبه بنقل محمدوه لزنزانة التوقيف وتعليقه على بوابتها، وتبعهما حاملا سوطه الجلدي وانهال بجلد النصف العاري من جسد محمدوه جلدا متواليا، موصيا إياه بالتمسك بأهداب الحرص على أن لا يجمعهما مكان وإلا لن يكون الوقت سانحا له لأن يقضم أصابع الندم. ** ** عاد محمدوه إلى البيت متسللا ومتحاشيا أن يراه أحد، ولم يكن البيت يحمل ميزة الستر، فسرعان ما تجمع حوله أفراد أسرته المتناثرين في ذلك الفناء الواسع متسائلين عما حدث في مركز التوقيف، فقد سبقت خروجه أقاويل مخزية تم تناقلها من فم الجندي أبو خداش، فنفى حدوث أي شيء، وتكوم على فراشه الرث ظنا منه أنه أنهى كل الاستفسارات الواجب الرد عليها. أظهر ضوء الإتريك ظلال جسد أمه المنحني عليه وهي تتلمس ظهره متهاوية: كل نقطة في جسدي أصابها الوخز، وأنا لا أعلم ما الذي حل بك، فيا قلب أمك لا تخفي عني شيئا؟. انتفض وعجز عن كتمان تناشج بكائه، فازا من رقدته مقبلا يديها ورأسها: أنت متعبة، عودي إلى فراشك. فتهاوت عليه باكية، والتحما سويا في نحيب مشترك. ** ** ما إن ظهر الخيط الأبيض حتى ألقى بغطائه جانبا ونهض متحاشيا هرس أحد إخوته المستلقين على فرش بسطت على أرضية غير مستوية، ومستجيبا لتحذيرات أخته الكبرى: انتبه فحواء نائمة أسفل سريرك. تمطت حواء من تكورها وأطلقت ضحكة صافية: تعودت على هرس قدميه. يبدو أن تلك الصندقة المختنقة بأنفاس تسع أنفس لم تذق طعم النوم ليلة البارحة، حيث تأرجحت أفئدتهم جزعا على هذيان الحجة فاطمة من تحت غطائها الثالث، وبين ركون محمدوه إلى الصمت المطبق بعد أن أعاد والدته لفراشها وهو يمسح أدمعه وأدمعها محرضا إخوته للاستسلام للنوم. كل نفس من تلك الأنفس أسرجت مخيلتها لمتابعة خيالات راكضة في ذلك الليل الحزين بحثا عن حكاية سعيدة تختبئ داخلها، وبقي محمدوه يغالب نشيجا يهز أعماقه ويخرجه ملتويا بين سعال مفتعل أو نحنحة غليظة تبدد حدة النشيج. نهض باكرا وهو لا يعلم متى تغلب على نشيجه وغفا. نهض حين كان الندى يترقرق بين أغصان شجرة الليمون المغروسة في فناء بيت سور بصفائح الزنك وتجمعت فيه ثلاث عوائل ينتهي نسبهم عند الجد الأول، وثمة حسرة تلازمهم جميعا لفقد عمتهم آمنة في طريق هجرتهم للبيت الحرام... وغدا مرض الحجة فاطمة وتورط محمدوه بتهمة محاولة قتل ممثل الصحة قلقا إضافيا يشعرهم بضرورة خفض سقف أحلامهم. استوى محمدوه في وقفته وخطف بصره بقية أفراد أسرته الذين يغطون في نوم عميق، واتجه لغسل وجهه أسفل حنفية استقرت بجوار شجرة الليمون... ليلته السابقة كانت فاحشة الكدر، فمع اعتلال صحة أمه وترفع الطبيب الهندي من دخول الصندقة التي ترقد بها والاكتفاء بصرف دواء الكلوروكين لمعالجة حمى مراوغة اجتاحت جسدها يشتبه أن تكون حمى شوكية ولخشيته من تلك الحمى أن تسرق أمه لم يجد تصرفا لائقا لمواجهة تعنت الطبيب إلا جذب حقيبته الطبية وتفريغ محتوياتها وقذف كل أداة في اتجاه، وهو يصيح: أمي تموت وأنت تتمنع من الدخول والكشف عليها.. في هياجه كان الطبيب الهندي يحاول جمع أدواته المتناثرة ويستدعي كلمات عربية مكسرة ليظهر بها همجية ذلك التصرف، فلم يمكنه محمدوه من استدعاء الكلمات أو جمع أدواته المتناثرة، وسبقه بتناول مقص طبي غرس أحد طرفيه في الكتف.. فعلته تلك انتهت بوقوفه أمام الضابط يحيي أبو لبن وتشقيق وجهه بالصراخ والشتائم، وكان يتمنى مبادلته بأقذع منها لولا سطوة الضابط ووقوفه بين جنوده، فآثر الصمت الذي لم يتغير طعمه إلا بعد فعلة إبراهيم عاشور انفجر صدره عن شتائم استجلبها من كل الألسن البذيئة التي لا تعرف حدا تقف عنده، واستمر في إطلاق شتائمه وهو معلق من يديه في أعلى بوابة الزنزانة، ما جعل الضابط أبو لبن يضاعف ضربات السياط الحارقة، خمسون جلدة أو أكثر لم تمكنه من النوم المسترخي، فظل يتقلب كسمكة وضعت في زيت شديد الغليان. كان يشعر بالخزي والعار مما أحدثه إبراهيم عاشور، فقد تربى على أن ألم الضرب يزول بينما كسرة النفس هي الحطمة التي تحرق ما تبقى من مباهج الحياة. وإبراهيم كسر نفسا أبية طالما فاخرت برجولتها وقارعت كل أبناء الحي في محاولة دامية لإثبات أن العرق ليس مفخرة تكتسب بل وعاء ينقل بصمة بشر عبر التاريخ. لم يذق طعما هنيئا لنومته في الليلة السابقة، فأنين أمه وآلام السياط وفعلة إبراهيم كلها جعلته متهيجا كاظما غيظه ومطلقا زفرات متتابعة في فضاء (صندقة) جمعته مع أمه وبقية إخوته، بينما تفرقت بقية أفراد أسرته على الصندقتين الأخريين لا يعرف تحديدا ما الذي يقولونه عنه. ** ** صياح الدجاج المتناثر في الفناء قاده إلى القن، فوجد بيضا متناثرا جمعه بعناية وكسر حبتين منه وازدردهما على عجل ماسحا فمه بكم ثوبه المتسخ متصبرا على انبعاث زفر اعتلى سقف لهاته بقرط حبيبات فول سوداني تناوله من وعاء أعد للتحميص، وتقدم لأخته عائشة وأودع بقية البيض بين يديها: جهزي لنا إفطارا. نفير بوق إحدى السفن القادمة أو المغادرة للميناء تعالى بثقل ورتابة متباطئة، جرف معه حسرة الحجة فاطمة وهي تلتحف بشال حائل مخفية ارتعادا خفيفا يسري بين أوصالها تستقوي عليه بقضم أطراف اللحاف والمناداة على بناتها بإحضار كانون الجمر ونثر حبات البخور والاختباء خلف الدخان المتصاعد لإخفاء اعتلالها، نفير بوق السفينة استرجعت معه زمنا قذف بها على رصيف ميناء جدة، حينما كانت ابنتها خديجة مركوزة على خاصرتها، ذبت الذباب المتجمع على وجهها متقززة من لبخة (الشيح الحلو) الملبدة على قحف جمجمتها: هذا الذباب لا يردع تقدمه دخان ولا شيح. ونهضت متثاقلة من غير أن تستجيب لرجاء ابنتها بالبقاء على فراشها: ما زلت في بداية طور الحمى. تحركت بتثاقل صوب صندوق خشبي اتخذت منه مستودعا لأشيائها الصغيرة، ومدت يدها جاذبة كيس لبن يعدل مزاجها وحلت عقدته، وهمت بتحميصه وتذكرت أكياس الفول السوداني التي جلبتها من السوق قبل أن يتهاوى جسدها استجابة لتلك الحمى اللعينة موجهة حديثها لابنتها عائشة: هل قمت بتقشير اللوز وتحميصه... وأخرجت ندمها بزفرة ثقيلة: مضت أسبوعان لم أخرج للبيع. حالما تتشافين سيكون كل شيء ممكنا.. الممكن فيما تفعله الآن وليس الغد! نفير بوق السفينة يرتفع وينخفض، فيما كان الهواء العابر يحمل هواء ثقيلا معبأ بتجشؤ البحر، فصاحت عائشة: من أين يأتي كل هذا العفن؟. من البحر.. تضاحكت الحجة فاطمة ساترة بيدها فجوة بدت من فوق سنها المكسور منذ القدم: كل بطن يشبع يتجشأ عفنه.. وهذه الرائحة تأتي من بطن البحر.. أظنه شبع بما فيه الكفاية. وعندما لم تجد تعليقا من ابنتها أردفت أجدادك يعرفون تقلبات البحر جيدا، فهم ينتسبون إلى قوم «الكوتوبا»، وهم أحفاد (الساو) غمسوا حياتهم في حوض بحيرة تشاد منزهين أسماكها من زفارة البحار، وكان أبي دائما ما يردد: البحار تهبك الموت والعفن. لا أذكر أنه زجرني كما فعل حين كنا نهم بركوب سفينة من ميناء بور سودان، فانزلق حذائي وقبل نشوء محاولتي لالتقاطه قال جدك: البحر يبحث عن خميرة يحمض بها أحشاءه. عشرات السنوات تراكمت وتلبدت على تلك الحادثة، إلا أن فوران ذكرياتها يعيدها للزوجتها الفوارة. هي الزوجة الأولى، وأودع زوجها في ذمتها نساءه الثلاث وسقط ميتا على رصيف ميناء بور سودان متنازلا لها عن ولاية عليهن، فغدت أما للجميع ولا ينده عليها إلا بأمنا فاطمة. ولشعورها بهذه الأمومة والانتقاص لعرقهم من قبل بعض الجيران لم تكن لتفوت فرصة إلا واستعادت فخرها بجذرها الذي كان ذات يوم يمسك بزمام مملكة (كانم)، وتتشبه ببقية أسلافها في لعن الفرنسيين الذين انهوا حياة مملكة حكمت اثنى عشر قرنا، وتذكر يوم الاستقلال كعيد قومي خرجت منه تشاد دولة حرة تبحث عن جذورها التي تلفت من تبول الفرنسيين لولا ما أبقاه الاستعمار من نوازع لم تتخلص منها القلوب، فهربت أسرتها إلى السودان، ومن هناك هاجروا إلى مكة وتقسم دائما أنها من المهاجرين حتى أنها أبقت هذا اللقب ملتصقا باسمها، ولم يكن الجيران مهتمين بمراجعة نسبها، فغدا جميع أهل الحي ينادون عليها فاطمة المهاجرة. لا تمل من سرد حكاية هروبها مع أسرتها تاركين كل شيء خلفهم ومخترقين الصحاري باحثين عن منفذ يخرجهم من جيوب الجوع والخوف، وكلما اغتسلت بشظف العيش خرجت منه بمقارنة ما مر بها في بلدتها انجامينا، أو من خلال هروبهم الجماعي إلى شرق البلاد قاصدين بيت الله. هي حادثة وحيدة حدثت لقافلتهم الهاربة على شاطئ بور سودان، فعكرت على أسرتها ما تبقى لها من حياة، حيث تم اختطاف آمنة أخت زوجها من قبل تجار الرقيق حين ذهبت لقضاء حاجتها في الفضاء الفسيح مبتعدة عن قافلة سيرهم، وهي الحادثة التي أدمت روح زوجها، فمات كمدا قبل أن تبحر سفينتهم باتجاه مدينة جدة.