ليس المهم أن يعقد المؤتمر الدولي المعني بحل الأزمة السورية التي تجاوزت السنتين والنصف في جنيف أو في مدينة مونترو السويسرية.. فالمكان لا يهم المجتمعين .. ولا .. الشعب السوري .. ولكن الأهم هو أن يتمخض الاجتماع الذي سيعقد في 22 يناير عن رحيل نظام الأسد البربري الذي أهلك الحرث والنسل في سورية، ومحاكمة زبانية النظام الذين عاثوا في الأرض السورية الفساد وانتهكوا الحرمات، كمجرمي حرب بسبب سفك دماء الشعب السوري الذي يحارب من أجل حريته وكرامته. لا شك أن هناك شيئا ما قيد التحضير في مطابخ السياسة الدولية، حول الدبلوماسية التي ستنتهجها القوى التي أيدت نظام الأسد بهدف الحفاظ على مصالحها في سورية وفي مقدمتها روسيا وإيران التي دعمت الجلاد السوري ضد الضحية. والغشاوة التي تعتري المجتمع الدولي قد تنجلي عنه في مؤتمر جنيف2 المرتقب والذي أصبح اسمه الآن مونترو.. إما عبر تشديد الخناق على نظام الأسد والإعلان عن تشكيل حكومة انتقالية من المعارضة السورية خالية من شبيحة النظام الأسدي وبصلاحيات تنفيذية واضحة لكي ينعم الشعب السوري بالأمن والسلام، أو الاستمرار في إعطائه الضوء الأخضر لقتل الشعب السوري ومكافأة المعتدي وبالتالي إطالة أمد الأزمة السورية. ومن المهم جدا أن تحقق المعارضة السورية اختراقات حقيقية على مسرح العمليات العسكرية لكي تدخل في المؤتمر وهي قوية على الأرض وتفرض التسوية السياسية اللازمة لمصلحتها. ومن المؤكد أن إعلان الأممالمتحدة رسميا عن انعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا، في 22 يناير المقبل، بمدينة مونترو السويسرية، بدلا من جنيف لأسباب لوجيستية والذي يشارك فيه ممثلون عن الحكومة السورية والمعارضة وذلك لأول مرة منذ بدء الصراع في مارس 2011 سيكون الحدث الأبرز في العام الميلادي الجديد والذي سيعلن دخول الأزمة السورية عامها الثالث.. ولكن الحدث الأكثر سعادة سيكون هو إراحة الشعب السوري المغلوب على أمره، من نظام تعسفي طائفي عمل طوال السنتين الماضيتين للأسف على تكريس ثقافة القتل والدمار لشعبه وتدمير بلده وتجاهل كل النداءات للرحيل.. والآن.. ليس أمامه إلا الرحيل.. طوعا أو كرها.. لأن حبل الظلم قصير.