المسافة بين صفقة جنيف النووية بين إيران والقوى الكبرى وجنيف2 السورية لن تكون طويلة، ولكن المسافة بين الثورة السورية وجنيف1 و 2 كانت ليس فقط طويلة بل دامية وبربرية لعب فيها النظام الهمجي الأسدي دورا رئيسيا في التفنن في قتل الشعب السوري المناضل بدعم من إيران وروسيا وتخاذل واضح من قبل المجتمع الدولي؛ ولهذا فإن السوريين يتخوفون بشدة من استخدام منبر مؤتمر جنيف2 والذي سيعقد في 22 يناير من قبل المجتمع الدولي لإطالة أمد الأزمة التي تجاوزت السنتين وإعطاء الغطاء لاستمرار النظام الأسدي في قتل الشعب السوري ودعم الجلاد السوري ضد الضحية خاصة بعد صفقة جنيف النووية بين إيران والقوى الكبرى وفي ظل الرغبة الروسية الجامحة في مشاركة نظام الأسد في المؤتمر وهو الأمر الذي سيعتبر مكافأة للمعتدي وينهي احتمال وقف سريع للأزمة التي أوقعت أكثر من مئة ألف قتيل وشردت أكثر من ثلاثة ملايين شخص. قد يكون مجرد إعلان الأممالمتحدة عن موعد انعقاد جنيف 2 السورية إشارة إيجابية لكن تبقى فرص نجاحه ضئيلة إذا شارك فيه النظام السوري وهو الأمر الذي ترفضه المعارضة السورية التي لم تعلن بشكل واضح موافقتها في المشاركة في جنيف 2 إلا أن المؤشرات كلها تؤكد أنها ستشارك لأنها لا تريد أن تظهر كالطرف الذي يفشل المحادثات عبر رفضها المشاركة. كما أن مشاركة إيران في جنيف 2 تثير جدلا كبيرا حيث تحرص طهران أن يكون لها دور في جنيف السورية بعد صفقة جنيف النووية التي أسفرت عن اتفاق مرحلي مع القوى الكبرى والذي ساعد الرئيس الأمريكي أوباما في تحقيق نجاح داخلي. بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة يرى أن النزاع مستمر منذ فترة طويلة وسيكون أمرا لا يغتفر عدم اقتناص هذه الفرصة لوقف المعاناة والدمار اللذين سببهما، ولكن على مون الإيمان أولا بأن التوصل إلى اتفاق يستجيب للتطلعات المشروعة لكل الشعب السوري يكون عبر عدم مشاركة النظام السوري في جنيف 2 وعدم إعطاء النظام البربري الغطاء القانوني للاستمرار في قتل الشعب المناضل.