بإعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عقد مؤتمر جنيف2 الذي أرجئ عدة مرات في 22 يناير تدخل الأزمة السورية في منعطف تاريخي هام مع استمرار البطش الأسدي ضد الشعب السوري المناضل من أجل حريته والتخاذل والصمت الدولي إزاء ما يجري على الأرض السورية من تخريب وتدمير منتظم لقمع الثورة السورية. النظام السوري الذي حاول جهده إطالة أمد الأزمة لم يستطع منذ انطلاق الثورة القضاء على المعارضة التي انطلقت شعبياً في جميع أنحاء سورية منذ أكثر من سنتين والتي حولها النظام السوري إلى حرب دموية ضد الشعب عبر تحالفاتها الإقليمية والدولية. ولا شك أن الأزمة السورية تعاظمت وبلغت ذروتها خصوصاً في جانبها الإنساني، سواء عدد الضحايا الذي زاد على 100.000 (مائة ألف) أو عدد اللاجئين والنازحين الذي تجاوز 8 ملايين سوري، حيث أصبح السوري ليس فقط لاجئا خارج سورية بل حتى في الداخل إضافة إلى التدمير المنظم للبنية التحتية والمرافق الحيوية والاقتصادية السورية. والمطلوب لإنجاح مؤتمر جنيف قبول مطالب المعارضة السورية الشرعية بعدم إشراك النظام السوري وأزلامه الملطخة أيديهم بدماء الشعب السوري في المؤتمر وإعطاء الفرصة للمعارضة لتشكيل حكومة انتقالية بلا بشار لكي ينعم الشعب بالأمن والأمان. ورغم دموية النظام وعمليات القتل والتدمير التي ارتكبتها قواته لم يتمكن النظام الأسدي البربري من الإجهاز على المعارضة أو إسكات صوتها على الرغم من تفوقه العسكري واستخدامه السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري. إن المجتمع الدولي مطالب الآن بإظهار دعمه الكامل للمعارضة في مؤتمر جنيف2 لكي يتحقق النجاح لهذا المؤتمر الذي طال انتظاره والإعلان صراحة النأي عن النظام السوري ودعم الضحية ضد الجلاد السوري الذي أهلك الحرث والنسل في سورية لكي يعود الأمن والسلام إلى سورية وينتهي الكابوس الأسدي الجاثم على صدور السوريين.