مع مضي أكثر من سنتين على الثورة السورية، واستمرار البطش الأسدي الممنهج ضد الشعب السوري المغلوب على أمره، تقترب الأزمة السورية من لحظة تاريخية مع قرب انعقاد مؤتمر جنيف 2 خاصة عقب تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التي قال فيها إنه يتعين وقف القتال في سورية قبل بدء المفاوضات السياسية في مؤتمر جنيف 2 بشأن حكومة انتقالية لإقرار السلام في الدولة التي مزقتها الحرب. والسؤال الذي يطرح نفسه هل وضع رئيس الهيئة الأممية آلية لوقف عمليات القتل التي ترتكبها قوات النظام الأسدي ضد الشعب لكي ينطلق حوار جنيف على أسس واقعية وموضوعية، أم أن هذه التصريحات هي مجرد تصريحات استهلاكية لذر الرماد في العيون. مؤتمر جنيف 2 الذي يعقد بحضور ممثلين عن نظام الأسد والمعارضة السورية مع وسيط السلام الأخضر الإبراهيمي يوم 22 (يناير) لبحث سبل إنهاء الحرب في سورية، لن يكتب له النجاح إذا استمرت قوات الأسد في القتل وتدمير البنية التحتية، وإذا كان النظام الأسدي جاد في إيجاد حل للأزمة والدخول في مؤتمر جنيف 2 فعليه وقف سفك دماء الأبرياء أولا وعلى المجتمع الدولي والهيئة الأممية التي ظلت تتابع ما يجري على الأرض السورية من قتل وبطش دون أن تتخذ أي خطوات عملية لوقف العنجهية الأسدية أن تتحرك الآن لوقف بربرية الأسد ومحاسبة النظام السوري عن جرائم الحرب التي ارتكبت بحق الشعب السوري خاصة بعد إعلان تقرير لجنة التحقيق استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية في سورية ضد الشعب السوري. إن مصداقية الأممالمتحدة على المحك فالشعب السوري يحتضر والخلاص برحيل نظام الأسد.