تطارد أكثر من 60 خريجة بكلية العلوم الصحية بمكةالمكرمة ممن يمثلن الدفعتين الأخيرتين من الحاصلات على الشهادة الجامعية المتوسطة تخصص «قابلة» حلم التوظيف منذ ثلاثة أعوام، بعد أن أصدرت وزارة الخدمة المدنية المفاضلة الأولى في عام 1433ه عبر برنامج «جدارة» أسماء زميلاتهن اللاتي تم تعيينهن بعدد من مستشفيات العاصمة المقدسة ممن يمثلن الدفعة الأولى، غير أن توظيف مخرجات الدفعتين الأخيرتين بقي «محلك سر»، رغم النقص في عدد القابلات في مستشفى الولادة والأقسام ذات العلاقة بالمستشفيات في مكةالمكرمة التي تعمل بضعف طاقاتها بموسمي العمرة والحج لاستقبال حالات الولادة للمعتمرات والزائرات وضيفات الرحمن، بالإضافة إلى المواطنات والمقيمات بخلاف مستشفيات مدن المملكة. وتقول الخريجة سهى محمد: «اضطررت للعمل بعيادات أسنان لعدة أشهر ثم تركت العمل لسوء الإدارة وبعدها انتقلت للعمل بعيادات أخرى تختلف عن التخصص الذي درسته لأن وزارة الصحة منعت المستوصفات والمستشفيات المتخصصة في الولادة من توظيف وتدريب القابلات على حد قول إدارة المستوصف وتركتها لتأخر الراتب لما يزيد عن 15 يوما، بعدها عملت بمستشفى خاص وتركته لأن الإدارة رفضت نقلي لقسم الولادة بالإضافة إلى تدني الراتب». وبدأت معاناة مها عبدالله بعد التخرج بشهور عندما عملت بمجمع عيادات وكان بواسطة أحد معارفها، بشرط أن تعمل مساعدة تمريض في غير تخصصها، وعلى فترتي دوام وبراتب 1500 ريال، بعدها تركت العمل من أجل الحصول على ترخيص الهيئة الصحية، وعجزت عن الحصول على عمل آخر بسبب تعميم وزارة الصحة بقصر تشغيل القابلات على المستشفيات الكبرى، تقول مها «عملت بعدها في عيادات أسنان وبعيادة أخرى كموظفة استقبال ففي كل مرة الرواتب لا تزيد عن 2000 ريال قبل خصم التأمينات فبعض من العيادات تخصم من 390 إلى 600 ريال؛ لعدم وجود قانون يحمينا ومجبرات لقبول هذه الوظائف من أجل لقمة العيش». وانتظرت أمل طارق بعد تخرجها عاما كاملا حلم الوظيفة، وبعد المفاضلة الأولى التي لم يرد فيها اسمها، عملت بمستشفى خاص بنظام الساعات مقسمة على دوامين براتب قدره 2000 ريال، وذكرت أنها تعاني الأمرين من الدوام والمواصلات التي تستنزف حصة كبيرة من راتبها. ولم يحالفها الحظ بالعمل في المستشفيات الحكومية عبر التشغيل الذاتي لأن التقديم عن طريق الموقع الإلكتروني لا يشمل القابلات نهائيا. وتقول كل من علياء عبدالله ونورة خالد إنهما في انتظار الوظيفة خاصة وأن أقسام الولادة في مستشفيات مكة بحاجة إلى خدماتهما. ويقول الدكتور أشرف رشاد استشاري النساء «إنه يجري تدريب القابلات للتعرف والتعامل مع أي خروج عن المألوف. بينما أطباء التوليد متخصصون بأمراض الحمل وبالجراحة لذا فإن وجودهن بالغ الأهمية لمساعدة النساء في عملية الولادة، ومما لاشك فيه أن مستشفيات العاصمة المقدسة تعاني من نقص ملحوظ في أعداد القابلات خاصة وأن مكة لها خصوصية تختلف عن باقي مدن المملكة بسبب موسمي الحج والعمرة اللذين يضاعفان عمل المستشفيات عن بقية شهور السنة».