تجد القابلات العاملات بأقسام الولادة في مستشفيات العاصمة المقدسة أنفسهن بين هموم الوظيفة والمسؤوليات الأسرية، لذا فإن هذه الكوادر لا تتناول طعام إفطار رمضان أو السحور مع أسرهن وذلك بسبب كثرة حالات الولادة على مدار اليوم، حيث تستقبل مستشفيات العاصمة المقدسة بنوعيها الحكومية والخاصة حالات كثيرة لنسوة حوامل من سكان مكة والزائرات والمعتمرات. في هذا السياق أوضحت القابلة سهام محمد أنها لم تتناول وجبة الإفطار ولا السحور منذ بداية شهر رمضان في مواعيدها، بسبب حالات الولادة التي ترد إلى المستشفى، مبينة أن متوسط الولادات التي تحصل في اليوم الواحد تتجاوز ال20 حاله منها الطبيعي والقيصري، وأحيان تلد أكثر من 10 سيدات في وقت واحد، ما يشكل ضغطا كبيرا على القابلات العاملات في تلك الفترة والتي لا يتراوح عددهن بين 5 - 8 قابلة. وأضافت بأن لكل حالة ولادة ظروفها الصحية والنفسية فمنها من تضطر إلى أخذ وقت وجهد مضاعف بسبب الأمراض التي تعاني منها المرأة الحامل أو الوضع النفسي والعصبي المتوتر لبعض السيدات، وغيرها من الأسباب التي تغرق القابلة في دوامة العمل وتجبرها على التركيز حتى لا يحدث أي خطأ أو مكروه للجنين وأمه لا سمح الله. فيما تكتفي القابلة لطيفة بوجبة واحدة تتناولها بعد نهاية الدوام بحسب الفترة التي تعمل بها وتقول إن كثرة العمل في شهر رمضان تنسينا الجوع والعطش فالبعض منا لا تحتسي كوب الماء بعد أذان المغرب بساعة وأكثر بحسب حالة الولادة التي بين يديها فمن النساء من تقدر لنا ذلك التعب والمجهود وتتعامل معنا بلطف وتهذيب، ومنهن من ينسيها الألم المجهود والتضحية التي نقوم بها من أجل مساعدتها لتلد طفلها بسلامة وأمان، ومن أجمل القصص التي احتفظت بها في ذاكرتي أن معتمرة مصرية وضعت طفلتها الأنثى قبل أيام وأسمتها على اسمي، بعد أن أخبرتها بأنني ساعدتها في ولادتها وقد انتهى وقت عملي وبقيت وقتا إضافيا من أجلها، فيما تطلب بعض النساء من القابلة أن تختار اسم لمولدها أو تسمية على اسم الطبيب الذي ولد على يديه، بالإضافة إلى مساعدة بعض النساء في الولادة داخل سيارة الإسعاف أو بسياراتهم الخاصة بسبب تأخرهم في الوصول إلى المستشفى في الوقت المناسب». فيما قالت القابلة هناء سعد «إن القابلات يستقبلن أكثر من عشر حالات في فترة العمل المحددة لهن في شهر رمضان الكريم، حيث تكثر الحالات في هذه الفترة بسبب موسم العمرة بالإضافة إلى نساء مكة، مبينه أن العلاقة بين الحامل والقابلة غالبا ما تكون متوترة بحيث تبررها المرأة بخوفها على نفسها وترجعها القابلة إلى الضغط والظروف المهنية الصعبة التي تعمل بها في شهر رمضان خاصة أثناء النهار وقبيل المغرب، مبينة أن الحامل تتميز بالحساسية المفرطة نتيجة خوفها على نفسها وجنينها، والقابلة تمارس عملها وسط ضغط شديد يؤثر سلبا عليها في بعض الأحيان ما يجعلهما يصطدمان في مواقف عديدة مع النساء أو ذويهن المرافقين معهن». زحمة السير القابلة فائزة محمد أوضحت بأنها لم تنعم بالإفطار ولا السحور مع أبنائها وزوجها في رمضان بسبب أوقات مناوبتها في المستشفى في الفترة المسائية، وتضطر إلى تناول السحور أحيانا مع زميلاتها في العمل أو في السيارة أثناء طريقها إلى المنزل، بسبب زحمة السير فغالبا ما تصل إلى منزلها بعد أذان الفجر، مع ذلك ذكرت بأن نجاح الولادة على يديها ينسيها هم التعب العمل وضغوطه والصيام لأكثر من 15ساعة يوميا.