شكلت التيارات الاتحادية مرحلة جديدة من صراع الجبابرة بعد أن بات يدار على المكشوف في سبيل عدم نهوض نادي الاتحاد من كبوته بمساعدة من أطراف خارجية، فبعد انشقاق المجلس الشرفي الاتحادي واتساع رقعة الخلاف بينهم، جاء الدور على تشكيل الأحزاب على حساب تاريخ النادي، ففي الوقت الذي انحدرت كافة الألعاب بالنادي محققة أعلى نسبة من الإخفاق، وبعد أن بلغ السيل الزبى في لجنة الاحتراف من الشكاوى المقدمة ضد النادي نجد أن هناك العديد من الفصول الجديدة التي مارست إدارة النادي بقيادة الرئيس الفعلي عادل جمجوم مخطط البقاء بغض النظر عن مصلحة الاتحاد وغليان جماهيره من الوضع المتردي الذي تعيشه كافة الألعاب وفي مقدمتها كرة القدم، وحالة الإحباط التي سكنت أروقة النادي بعد ما آلت إليه نتائج الجمعية العمومية للنادي والتي عقدت الخميس الماضي، وأسفرت عن تمسك إدارة الفايز بفترتها القانونية، وكذلك الإعلان عن المركز المالي، لكن ماذا دار قبل وبعد الجمعية العمومية. «عكاظ» تتبعت ما دار خلف الكواليس وخرجت بالمعلومات التالية، حيث كشفت مصادر «عكاظ» أن إدارة نادي الاتحاد متمثلة في عادل جمجوم وسمير باجنيد وإيهاب أبو شوشة بالإضافة إلى بعض الإعلاميين عقدوا اجتماعا فور إعلان إبراهيم البلوي ترشيح نفسه حيث قام عادل جمجوم بالاتصال بسمير باعيسى «أحد الأعضاء الداعمين للإدارة» لترتيب موعد مع أسعد عبدالكريم عقب إلحاح البلوي على الترشح ومحاولة امتصاص ردة فعل الجماهير الاتحادية والظهور بأنهم متعاونون إلى أقصى حد، وبالفعل عقد اجتماع في مكتب أسعد عبدالكريم وحضر الجمجوم ورفاقه بدون أن يتم إحضار أي قوائم مالية في إشارة واضحة لعدم الجدية في الاجتماع والبحث عن حلول للخروج من أزمة الاتحاد، وقام عادل جمجوم بالترتيب مع مصور إحدى الصحف للحضور ومحاولة التقاط صور لانفعالات إبراهيم البلوي على أن يقوم بتوزيعها هو على بعض الموالين من الإعلام، وقد وعد الجمجوم بإحضار المركز المالي في اجتماع لاحق بعد انعقاد الجمعية العمومية حيث كان الهدف تمرير الجمعية العمومية دون ترشيح البلوي للرئاسة. وأضافت المصادر إن عادل جمجوم وبعد 24 ساعة قام بالاتصال بعدنان جستنية وطلب الحضور للاجتماع معه واشترط الأخير للحضور معرفة الغرض من الاجتماع، فأبلغه بإبعاد أبناء البلوي عن نادي الاتحاد، واجتمع الطرفان بحضور باجنيد وأبو شوشة وطلب الجمجوم من جستنية إدارة الجمعية العمومية بالطريقة التي تظهر سلامة موقف الإدارة من البقاء، كما أبلغه بعدم إعطاء بعض أعضاء الشرف فرصة التعليق أو إبداء وجهة نظرهم في المركز المالي أو استمرار الإدارة من عدمها، ومن بين الأعضاء «الموصى عليهم» إبراهيم البلوي وطلعت لامي إلى جانب رأفت التركي وفراس التركي ومنير رفه، وبالفعل عند انعقاد الجمعية نفذ الجستنية ما طلب منه ورفض مداخلات البلوي، كما قاطع رأفت التركي وفراس التركي، بينما أصر منير رفه على تسجيل موقفه من المركز المالي المعلن مبديا تحفظه الكامل لكل ما جاء فيه، وطالب بتقديم كافة المستندات التي تؤكد صحة الأقام الموجودة في المركز المالي، وقد احتدم النقاش بين عدنان جستنية وطلعت لامي والذي حاولت إدارة النادي منعه من دخول الجمعية من خلال التضييق عليه من قبل المنظمين لها قبيل انعقادها بهدف إبعاده، إلا أن طلعت لامي أصر على الدخول، في الوقت نفسه سمح عدنان جستنية بتوصية من الجمجوم بفتح المجال لأعضاء الجمعية الآخرين الذين حضروا لمساندة الإدارة، ورفض طلب رأفت التركي المتضمن الإجابة على أحد تساؤلاته حول كيف يحق لإدارة النادي أن تستلم 18 مليون ريال دون أن يكون هناك إيصال بنكي أو شيك مصدق، وهذا التساءل أثار بلبلة داخل الجمعية إلا أن الجستنية قال «هذا ليس موضوعنا» مما أثار غضب وحفيظة البلوي والتركي واللامي من التصرفات التي مارستها الإدارة بحقهم، مطالبين أحمد روزي بتدوين ما حدث في الجمعية من تكميم للأفواه وعدم السماح للأعضاء بالمناقشة، ومنع فتح باب سحب الثقة. وأشارت المعلومات إلى أنه وبعد انتهاء الجمعية قام عدد من الأعضاء بتسجيل شكوى ضد إدارة الاتحاد على الأسلوب الذي أديرت به الجمعية العمومية ورفعها إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب مطالبين بفتح تحقيق حيال ذلك. كما أشارت المعلومات إلى أن أحمد فتيحي أبدى انزعاجه من تسليم القوائم المالية قبيل الاجتماع مباشرة مما جعله يصف الجمعية بأنها «لعبكة مالية داخلة وخارجة». وتحولت إلى نقاش بيزنطي.. مضيفا قوله: «وضح لي للوهلة الأولى أن الكارثة آتية أو موجودة في النادي.. وتبدو من ملامحها أنها درست بعناية لم تخل من محاور مالية لايعرفها غير المختصين». وأشارت مصادر ل «عكاظ» إلى أن السيناريو التالي سيكون على النحو التالي (عادل جمجوم وأعضاء مجلس إدارته لن يفوا بوعدهم للعضو الفعال أسعد عبدالكريم بالاجتماع مرة أخرى مع إبراهيم البلوي، وإنما سوف يغادر إلى دبي في النصف الأخير من ديسمبر المقبل للاجتماع مع مكتب تسويقي أبلغه بوجود عرض رعاية لنادي الاتحاد، وفي حالة الاتفاق سوف يوقع الجمجوم العقد هناك، على أن يمنح المكتب التسويقي عمولة ربما تصل إلى 25% ومن ثم استلام شيك مصدق بالدفعة والعودة إلى جدة مرة أخرى وإدخال الشيك في حسابات النادي، ومن ثم خصم سلف أعضاء مجلس الإدارة وبعد ذلك يعلن محمد الفايز استقالة مجلسه بكامل أعضائه من رئاسة النادي).