عندما يتحدث عبدالله خوقير عن الوحدة فالكلام لايمكن أن يكون على سبيل الثرثرة أو المكايدة، فالقائد الأسبق للفريق والمشرف على جهاز كرة القدم بنفس الصفة وعضو شرف النادي حاليا يعرف كل كبيرة وصغيرة عن ناديه كما يعرف دروب مكة وشعابها، لذلك فهو لا يبالي عندما يشن هجوما لاذعا على من وصفهم بأعضاء الشرف المزيفين الذين يدفعون الفتات ويزرعون العراقيل في طريق النجاح، ومن ثم يرفضون حوار الطاولة خشية تلاشي أدوارهم مستقبلا، ومن ثم يكشف في ذات الصدد بأن الفريق الحالي عادي جدا ويحتاج لغربلة تبعد بعض عناصره واستقطاب وجوه شابة أخرى، ليؤكد خلال تفاصيل هذا الحوار بأن شهر العسل لن يستمر بين أعضاء الشرف والإدارة الحالية إذا واصل الوحداويون سياسة الجفاء تجاهها.. وهنا تفاصيل الحوار. في البداية كيف تقرأ مسيرة الفريق الأول في دوري ركاء وماذا يحتاج من أوراق فنية؟ الكل لاحظ التطور المتدرج في الأداء والنتائج بعد تسلم الإدارة الحالية زمام الأمور وإحضار مدرب عربي جيد معروف بتاريخه وهو محمد صلاح، وإسناد مهمة الإشراف على الكرة لعصمت بابكر ومحمد الهيج وهذا الثنائي أفضل جهاز كرة مر على كرة القدم بنادي الوحدة، وبعد هذه التغييرات التي طالت الإدارة والجهازين الفني والإداري وجلب المهاجم إسماعيل مغربي وجدنا الفريق يتطور من مباراة لأخرى ولكنه يحتاج في فترة التسجيل المقبلة للاعبين في الوسط والهجوم. ولكن في بداية الموسم كان المستوى ضعيفا والنتائج مخيبة والجماهير عازفة عن الحضور ما هو السر في تحول الأمور من سلبي إلى إيجابي وعودة الجماهير بقيادة عاطي الموركي وهل بالفعل الوحداويون مزاجيون؟ للأسف في حقبة علي داوود ليس هناك شيء مشجع فكل الأمور كانت تسير بشكل عشوائي، وهناك فراغ إداري كبير والنتائج والمستوى غائب، وهذا الأمر أصاب الوحداويين بالإحباط ولكن حينما جاءت إدارة منفتحة على كافة الشرائح وقدمت عملا ملموسا على أرض الواقع الكل أصبح يقف خلف هذه الإدارة والجماهير عادت إلى المدرج بقيادة عاطي الموركي لأن معظم الشرائح الوحداوية كانت خلال الفترة الماضية مهمشة. يتحدثون ولايدفعون رغم الانفتاح الذي تتحدث عنه إدارة النادي الحالية والنتائج والمستويات والعمل الملموس إلا أن الكل يدير ظهره ولايدعم الإدارة الحالية كسابقاتها؟ هذه مشكلة دائمة وأزلية تطارد كل الإدارات مع الأسف فلدينا أشخاص يزعمون أنهم أعضاء شرف وهم في الواقع مزيفون يعدون بالمليون ولايدفعون سوى الفتات فكل شخص يعد رئيس النادي بمليون يعطيه فقط عشرة آلاف ريال وهذا الفتات من المبالغ لايمكن أن يبني خطة فنية على مدار موسم رياضي ومع ذلك يظهرون في الإعلام ينتقدون ويطالبون بالنتائج والمستويات ويتدخلون في عمل الإدارة وهم أول من خذلوا ناديهم وأخلفوا وعدهم مع رئيس مجلس الإدارة، ولكن هناك أعضاء شرف يعدون على أصابع اليد الواحدة يدعمون ويشاركون بفاعلية ولكن هذا لايكفي إذا أردنا أن نبني فريقا لايكسر أمام الأقوياء ويحقق آمال جماهيرنا حيث لابد من دعم كبير ووقفة رجل واحد. نريد إجابة بشكل مباشر.. لماذا الوحداويون مختلفون دائما حول إدارات ناديهم وطريقة خدمته؟ هذه صراعات أزلية وتقاطع مصالح فكل خندق يبحث عن مصلحته ولايريد التعاون مع الخندق الآخر وهذا لايقبل رأي ذاك، فكل فريق يقول أنا معي الحق والبقية على خطأ، وهذه الصراعات كلفتنا الشيء الكثير حيث لاتوجد إلا في نادينا مع الأسف، ففي الأندية النموذجية مثل الاتحاد والأهلي والهلال والنصر والشباب هناك اختلافات وهو أمر صحي وطبيعي ولكن لاتصل الأمور إلى القطيعة والضرب تحت الحزام. التنازلات مهمة ما العمل إذن لأجل حل هذه الصراعات حتى يلتف الجميع خلف الإدارة ويصبحوا على قلب رجل واحد؟ لابد من تنازلات من طرف لطرف والجلوس على طاولة واحدة وتبادل الأدوار لأجل خدمة النادي، فكل شخص يعرف واجباته ويتساوى الجميع في الدعم المادي الذي ينبغي أن يتوفر لإدارة النادي قبل بداية الموسم حتى تتمكن من وضع برامج وخطط الاستعداد، وأنا شخصيا أرى أن الوقت الحالي وفي عهد إدارة حازم اللحياني مناسب جدا لتصفية خلافاتنا والانخراط في العمل الجماعي، ومن يتهرب من خدمة الوحدة في الوقت الراهن فهو غير مؤهل أصلا لانتقاد الوضع الوحداوي، فالوضع الآن وردي ومشجع لأي وحداوي غيور. ولكن لماذا أخفقتم في حل خلافاتكم طالما أن هناك علاقات أزلية بين الأطراف؟ لأنه مع الأسف الشديد هناك من يتلذذ بتفجير الأوضاع في الوحدة من أجل الظهور فلو تنازل ذاك الطرف عن أسلوبه في تأجيج الأوضاع والاختفاء عن الحضور الإعلامي لأصبح العمل ملموسا وإيجابيا وله صدى إعلامي وجماهيري واسع، ولكن مع الأسف كل طرف يرى أن مصلحته فوق كل اعتبار ولايحب أن يدعم إدارة فلان، وهذا لايريد «علان» أن يعمل معه، والكل يتهرب من الجلوس على طاولة النقاش لأنهم مفلسون وليس لديهم ما يقدمونه وليتهم يتركون الوحدة وشأنها ويرحمونا. ألا تعتقد أن نادي الوحدة بحاجة إلى وجوه أخرى جديدة في عضويته الشرفية؟ بالتأكيد لابد من جلب شخصيات رياضية محبة لمكة وهناك من لديه الرغبة في قبول شرفية الوحدة، فلابد من إعادة هيكلة مجلس أعضاء الشرف وتحويله من مجلس عبء على الإدارات إلى سند قوي في المستقبل. شهر العسل سيطول قلت إن الكل مرتاح لعمل الإدارة الحالية.. برأيك هل سيطول شهر العسل مع الإدارة الحالية أم سيخلقون لها المشكلات المعتادة؟ من وجهة نظري الشخصية سيطول شهر العسل بين الإدارة الحالية والجميع لأن هذه الإدارة توافقية ومنفتحة على كافة الشرائح الوحداوية وسياستها واضحة المعالم منذ البداية، ولكن يجب على الكل استغلال مرحلة العسل لتقديم ما يثبت أن هذا الشخص وحداوي ومحب، فكل واحد مطلوب منه أن يبرهن محبته للوحدة من خلال دعم مادي ومعنوي ملموس على الأرض لأننا شبعنا من الوعود الوهمية. فيما لو صعد فريق الوحدة لدوري جميل وهو الأقرب إلى ذلك فهل سيستطيع الصمود بعناصره الحالية وفي ظل غياب دور أعضاء الشرف والمحبين؟ بصراحة لا، ويجب أن نحضر لبقائنا في دوري جميل من الآن من خلال جلب استثمارات ورعاة، لأننا في حالة صعود الفريق نحتاج إلى ثلاثة لاعبين أجانب ومثلهم محليين ومعسكر خارجي منذ وقت مبكر، ولانريد تكرار أخطاء الإدارة السابقة فقد هبطنا من حيث جئنا في نفس العام بسبب عدم إحضار لاعبين أجانب وعدم الاستعداد المبكر. نظرة خبير لماذا هذه النظرة السوداوية لأعضاء الشرف ومستقبل النادي؟ أنا رجل لي 33 عاما وأنا في الوحدة لاعبا وعضو مجلس إدارة ومشرفا على كرة القدم ومحبا ومشجعا في المدرجات وأعرف كل صغيرة وكبيرة ونظرتي عن أعضاء الشرف ليست سوداوية بل تلامس كبد الحقيقة التي يتهرب منها الكثيرون ممن يبحثون عن الشهرة والظهور الإعلامي من خلال خلق المشكلات والتهرب من تحمل المسؤولية، هذا هو مع الأسف الموال الذي عشنا عليه منذ ربع قرن، فلن تقوم للوحدة قائمة إلا من خلال تكوين مجلس شرف قوي الكل يلتزم بما يقول أمام الجميع وتحجيم دور محبي الذات. الملاحظ على عبدالله خوقير أنه يهاجم كل رؤساء الإدارات إلا جمال تونسي.. ما السبب؟ ومن قال لك هذا، أنا كنت أكثر شخص يتصادم مع جمال تونسي من أجل توفير مرتبات اللاعبين مسبقا ومنذ بداية الموسم حتى نهايته وقيمة اللاعبين الأجانب والمدرب والمعسكر الخارجي كنت أقاتل إدارة جمال تونسي من أجل توفير كافة الأجواء الصحية، وكما يعرف الجميع جمال تونسي وهذا رأي الأغلبية أكثر رئيس دعم من جيبه وتحققت في عهده نتائج ومراكز غير مسبوقة. أختلف مع هؤلاء يلاحظ أنك تجرد الآخرين من حب الوحدة حينما تختلف معهم.. لماذا؟ من قال لك إنني أجرد محبي الوحدة من حبهم لهذا الكيان الكبير الذي نتفق ونختلف عليه بشكل حضاري، ولكن أنا أختلف مع من يدعي أنه عضو شرف فعال ويدعم بالملايين ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة ويثير المشكلات عبر الإعلام، وهو لم يقدم ربع وعوده ولايحضر للمباريات أو التمارين فهؤلاء الذين يزعزعون استقرار الأمور غيابهم عن الساحة نعمة إلى أن يثبت عكس ذلك من خلال دعم ملموس على الأرض. أنت عبدالله خوقير.. ماذا قدمت للوحدة الذي قدمتك للساحة الرياضية ونلت شهرة واسعة من خلالها وقدم لك هذا النادي حفل اعتزال؟ هذا صحيح نادي الوحدة له أفضال كثيرة علي منها تلك التي ذكرتها، وأنا لن أخترع مثل غيري أقاويل ولكن الواقع يقول والجماهير تشهد على ذلك فقد خدمت هذا الكيان لاعبا ومديرا للكرة ولم أرض يوما ما أن يكون فريقي هزيلا أو ضعيفا بل ندا قويا لخصومه وقد تحقق ذلك من خلال جلب لاعبين محليين على قدر كبير ومدربين مشهود لهم بالتاريخ بأنهم من ذوى الإنجاز الرياضي ومازلت حتى هذه اللحظة في خدمته. ثمن الصراعات الحال الذي وصل له فريق الوحدة حاليا في دوري ركاء نتيجة بيع جمال تونسي وعبدالمعطي كعكي للنجوم أمثال المحياني والشمراني والكاملين وأسامة هوساوي فها هو يدفع ثمن أخطاء إدارات سابقة؟ لا.. هو يدفع ثمن صراعات أزلية تطارده في كل عام أما رحيل هؤلاء النجوم فهو أمر طبيعي لأنه لاعب محترف اليوم معك وغدا ضدك. ولكن ألا ينظر محبو الوحدة إلى فريقهم بأنه مجرد من النجوم وأنه فريق عادي.. ما رأيك؟ نعم هذا صحيح الفريق حاليا خال من النجوم حيث رحل عنه نجوم كبار في مقدمتهم عدنان عبدالشكور وعبيد الدوسري والمحياني وناصر الشمراني وأسامة هوساوي وكامل الموسى وكامل المر ومهند عسيري ومختار فلاتة، وهناك الآن كوكبة من النجوم قادرون على إعادة جيل هؤلاء لأن مكة ولادة، فلابد من التركيز على الفئات السنية الأشبال والشباب واستقطاب المواهب الشابة من الحواري.