شنت القوى السياسية المسيحية هجوما عنيفا على حزب الله أمس، على خلفية التهديدات التي أطلقها ضد معارضيه. وأكدت قيادات لبنانية أنها لا تخشى هذه التهديدات، وأنهم سيذهبون لانتخاب رئيس جديد. وقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، إن النواب لن يخافوا وسيذهبون إلى جلسة تصويت لانتخاب رئيس جديد، وشدد على ضرورة إحياء المؤسسات الدستورية من جديد، معتبرا أنه من دونها لا وجود للبلد، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية، ومن هنا تكمن أهمية إجراء انتخابات رئاسية فعلية. وأضاف أن من يتحدثون عن أنه لا انتخابات دون توافق، فإن هؤلاء ليسوا ديمقراطيين، مؤكدا أن زمن التسويات والتفاهمات في الغرف المغلقة قد ولى، وحلت مكانها الديمقراطية والحرية والسيادة والاستقلال. من جهته، وصف عضو كتلة الكتائب سامي الجميل، حزب الله ب «الضائع والمتخبط»، متهما إياه بفقدان الحس اللبناني، والمشاركة في معركة إقليمية إلى جانب إيران، وقال إن حزب الله تحدث معنا بالأمس كما يتحدث مع الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الحزب يتصرف بطريقة يدمر فيها البلد، مضيفا «ونحن في منتصف الحرب اللبنانية لم نسمع ما نسمعه من حزب الله، ولم نصل إلى خطاب التخوين الذي يخوضه الحزب اليوم». وأشار إلى أن «الكتائب» يفضل حكومة يمكن أن تتعطل على لا حكومة، ونحن نفضل تشكيل حكومة حيادية تأمن الالتزام فى المواعيد الدستورية وتجري الانتخابات النيابية والرئاسية، محذرا من أن عدم الالتزام بإعلان بعبدا يعني جر لبنان إلى الحرب في سوريا. وأكد الجميل أن أي حكومة فيها معادلة «جيش وشعب ومقاومة» لن نوافق عليها ولن نشارك فيها، معتبرا أن حزب الله لا يريد حكومة، إذ أن لديه أفضل حكومة يمكن أن يحصل عليها، فهو يملك في هذه الحكومة 20 وزيرا، ولا تخضع لا للرقابة ولا للمحاسبة، ويملك فيها وزير خارجية يعمل بصفة محام الدفاع لديه. وشدد نائب الأرمن جان اوغاسبيان، على ضرورة بلورة موقف سياسي جامع في لبنان حول تأثير وجود حزب الله في سوريا، والذي يعرض البلاد للمخاطر.