تكثّفت أمس، المواقف السياسية المحذرة من الفراغ في الرئاسة الأولى والمستنكرة لانتقادات «حزب الله» الأخيرة ل «قوى 14 آذار». ورأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «أننا بتنا بحاجة إلى إحياء مؤسساتنا الدستورية من جديد، فمن دونها لا وجود للبلد، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية، ومن هنا أهمية إجراء انتخابات فعلية للرئاسة الأولى». وفي رد على كلام رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الأخير، قال جعجع أمام طلاب الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) في جبيل (جبل لبنان): «مهما هدد هؤلاء وتوعدوا فإن الشعب لن يخاف تهديداتهم وسينتخب كما يشاء». وأضاف: «إن نواب الأمة لن يخافوا أيضاً بل سيذهبون إلى جلسة تصويت لانتخاب رئيس جديد للجمهورية». وتابع: «إن من يبشرنا بأنه لا انتخابات من دون توافق فهؤلاء ليسوا ديموقراطيين باعتبار أن الانتخابات تعني انتخابات، أما التسويات والتفاهمات التي كانت تحصل في الغرف المغلقة ولت أيامها وحلت مكانها الديموقراطية والحرية والسيادة والاستقلال الفعليين». وأكد رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب روبير غانم في حديث إلى صوت لبنان «أن مواقف الكتل السياسية لم تتغير من موضوع قانون الانتخاب»، رافضاً وصف عمل اللجنة المصغرة التي انبثقت من لجنة الإدارة والعدل ب «مضيعة للوقت». وأشار إلى «أن هذه اللجنة تبحث في مشروع القانون الذي أحالته الحكومة والمؤلف من مئة وأربعة مواد»، معتبراً «أن المواد الثلاث الأولى هي الأهم وهي أصل الخلاف». ودعا المسيحيين إلى «التوافق على رئيس قوي للبلاد»، محذراً «من الفراغ في الرئاسة الأولى». ورفض غانم مراهنة بعض الأفرقاء اللبنانيين على ما يحصل في سورية، لافتاً إلى «أن كل دولة غربية تحاول أن تفرض الحل الذي يناسبها فقط». وعن زيارة الرئيس ميشال سليمان إلى السعودية، لفت غانم إلى «الدور الإيجابي الذي لعبته المملكة في لبنان على مدى سنوات»، معتبراً أنها «ستريح الداخل من دون استثناء وستفتح آفاقاً جديدة للحوار». وحذر «من الفراغ في الرئاسة الأولى». ورأى منسق اللجنة المركزية في حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل في حديث إلى إذاعة «الشرق» أن «حزب الله ضائع ومتخبط وفقد كل الحس اللبناني»، آسفاً «لأنه تحدث معنا بالأمس كما يتحدث مع الإسرائيلي». وقال: «لا أعرف إلى أي درجة سنتمكن من إجراء انتخابات رئاسية، إذ لدي شعور بأن المطلوب اليوم هو تفريغ كل المؤسسات الدستورية من مضمونها ووضع لبنان في الفراغ الكامل». وأكد أن «حسابات فريق 8 آذار وضع لبنان في الثلاجة إلى حين انتهاء الصراع السوري، وجره إلى الفراغ الكامل ليصبح الفريق الآخر البديل عن الدولة». وأضاف: «14 آذار رهينة السلاح، إذ أن خيارها سلمي، وحتى الآن سلاحها هو الموقف، ولا يوجد خيار آخر إلا عبر مواجهة السلاح بالسلاح وعندها نكون نأخذ البلد إلى حرب أهلية جديدة وندمر بلدنا من جديد». وأكد الجميل تواصله مع الرئيس سعد الحريري ولكن «ليس بالكثافة التي نتمناها لأنه لا يمكننا التحدث على الهاتف نظراً إلى أن اتصالاتنا مراقبة». وقال المنسق العام ل «تيار المستقبل» في طرابلس النائب مصطفى علوش خلال مؤتمر نظمه أطباء الأسنان في «المستقبل»: «تسمعون في هذه الأيام حملة شعواء من التهديد والوعيد، من بلطجي في حزب بلطجي وعقيدة بلطجية تسعى لفرض وجودها تحت شعارات مضللة اسمها المقاومة». وأضاف: «لذلك لم يرهبنا القتل ولا الاغتيال ولا التهديد ولا الوعيد وصمدنا رغم ذلك، فلن يكون تهديدهم اليوم إلا قرقعة عظام في طنجرة فارغة».