تشهد مدينة طيبة الطيبة هذه الأيام استعدادات مختلفة وتصبغ بنكهة مليئة بالفرح والابتهاج والسرور من قبل ساكنيها وزائريها، إذ تعد إجازة عيد الأضحى المبارك من أهم وأمتع المناسبات السنوية التي ينتظرها الجميع، ولعل أهم ما يميزها طول فترتها نسبيا مقارنة بالإجازات الأخرى. فتتفاوت رغبات الأهالي بين السفر لقضاء الإجازة خارج المدينة، وبين من لا يجد مكانا أفضل من طيبة الطيبة لقضاء العيد، لما تتمتع به من روحانيات خاصة وبهجة لا تعادلها بهجة، فيما يحرص الجميع خلال هذه المناسبة على تعزيز الروابط الاجتماعية الأسرية. «أبو المقداد» يروي قائلا نحن سنقضي إجازة عيد الأضحى المبارك بين «درة المدائن طيبة الطيبة» وعروس البحر الأحمر جدة، وذلك حتى نجتمع بأسر أقربائنا في جدة للتواصل وصلة الأرحام، فالعيد مناسبة طيبة للتواصل مع الأهل والأصدقاء والمعارف وهو فرصة لإحياء شعيرة صلة الأرحام التي ضعفُت بسبب مشاغل العصر، لاسيّما لأجيال هذا الزمان من أبنائنا بجانب أننا ننشد التغيير والترفيه لأسرنا من خلال ما تتمتع به مدينة جدة من معالم ووسائل وأسباب للترفيه والسياحة. ويستعد خالد البليسي للعيد بطريقته قائلا: الاستعداد لإجازة العيد هذه الأيام ينحصر في البحث عن أسعار مناسبة للذبيحة استعدادا لعيد الأضحى المبارك، مشيرا إلى أن أسعارها مرتفعة جدا خاصة أنه ينوي شراء أكثر من ذبيحة، لافتا أنه لا يشعر بالعيد إلا بالصلاة والتكبير في المشهد، بالإضافة إلى تهنئة الأحبة والمعارف والزيارات الصباحية للأهل. ويشاطره الرأي صديقه عبدالمحسن مضيفا: إذا جاء عيد الأضحى ذكرت اللحوم، هذا متعارف عليه، حيث تكثر لحوم الأضاحي وتسيطر على موائدنا سواء في منازلنا أو في الزيارات. وعن برنامج العيد تقول فاتن أنيس إنها ستتوجه للصلاة ثم تعود للمنزل لتناول طعام الإفطار، وستقضي عيدها بجوار صديقتها التي ودعت والدتها مؤخرا. وبين هذا وذاك تنقسم الآراء في بعض العائلات حيث يرى فيصل الأحمدي أن العائلة مازالت في انقسام، حيث يحبذ البعض السفر لقضاء إجازة العيد خارج المدينة سواء دبي أو تركيا، فيما يرى البعض الآخر قضاءها بالمدينة وحجز الاستراحات والاستعداد لليالي الذبح والشواء. أما رانيا عبدالتواب فتؤكد أن أهلها يستعدون هذه الأيام لاستقبال العيد، حيث يبدأ من يوم الوقفة تحديدا، إذ يتم المنزل استعداداته لاستقبال الضيوف، لافتة أنهم يقضون يوم الوقفة صياما حتى مغربه، وقلوبهم في تلبية دائمة ودعاء وشوق أثناء مشاهدة حجاج بيت الله الحرام وهم يقفون في عرفة، ثم الذهاب إلى صلاة فجر صبيحة العيد مرددين التلبية حتى صلاة المشهد التي تشهد تجمع الأهل وجيران الحي، فيتم تبادل أطيب التهاني بعد الصلاة، ثم يعود الجميع إلى منازلهم حيث يبدأون في ذبح الأضحية وتوزيعها امتثالا لأمر الله تعالى والاجتماع مع العائلة على مائدة مليئة بخيرات الله لتبادل التهاني شاكرين الله أن بلغ الجميع هذه الأيام المباركة. من جهتها تقول عواطف الحازمي زائرة من مكةالمكرمة: نحن نأتي لقضاء إجازة العيد في المدينةالمنورة متى أتيحت لنا الفرصة فعيد المدينة مميز وله نكهة مختلفة خاصة في عيد الحج في حين لا مجال للاحتفال في مكةالمكرمة نتيجة الزحام، وعن برنامجهم تؤكد الحازمي نؤدي الصلاة ثم نزور الأهل والأقارب. وتؤكد إيمان العمودي -زائرة من مدينة جدة- أنها تأتي مع الأهل كل عام لزيارة درة المدائن ومدينة المصطفى للاستمتاع وقضاء الإجازة وصلاة العيد. وتفضل عائلة هديل المزيني قضاء إجازة عيد الأضحى في استراحة العائلة في كل عام، منذ اليوم الأول وحتى نهاية الإجازة. وللاستمتاع بالتجوال في أسواق المدينة قدمت ندى وخلود من مدينة ينبع، مشيرتان إلى أن الاختيار وقع على المدينة من بداية الإجازة إلى آخر يوم، وسنقضيها مع الأهل في العزائم وحضور المناسبات السعيدة. وتبتسم أم ريان مؤملة أن تستقبل طفلها الأول خلال الأيام القليلة المقبلة، وهي سعيدة بهذا الأمر، لافتة أن ذلك سيجعل العيد عيدين إن شاء الله. وتشتري عائلة سهى الحربي الحلويات والشموع والزينة والملابس الجديدة استعدادا للإجازة خاصة أنها ترتبط بالعيد، مشيرة إلى أنهم سيزورون الأهل حرصا على صلة الرحم، والاجتماع بالأسرة وشوي اللحم ليلا، بالإضافة إلى إدخال الفرح والأنس على الوالدين والأبناء، مضيفة: نحرص جميعا على الصدقات والصيام والتكبير في هذه الأيام الفضيلة. وترى سوزان حلبي أن الإجازة عادية جدا لا يميزها سوى صلاة العيد، ولأنها تعيش بعيدا عن أقاربها وأهلها الذين يقطنون سوريا، فتفضل الذهاب بصحبة زوجها إلى المطاعم والتنزه في المولات. فيما تقضي الداعية أم محمد هذه الأيام في الصيام استعدادا لدخول عيد الأضحى المبارك، مشيرة إلى أن عيد الأضحى هو عيد الأضحية كما قال المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، فعلى المسلم المستطيع أن يذبح شاة أو بقرة حسب استطاعته المادية بعد انتهاء صلاة عيد الأضحى، وعليه أن يقسم ذبيحته ثلاثة أجزاء متساوية، فيجتمع الرجال والنساء والأطفال بعد الذبح ويتم تقسيمها وتوزيعها، ثم نلتقي مع الأهل والأقارب ونجتمع في مزارعنا للشوي وتناول ما لذ وطاب من اللحوم والأطعمة أعاده على الجميع بالخير واليمن والبركات.