ذكريات جميلة في زمن صفاء النفوس والتآلف بين افراد المجتمع الكل يشعر بدوره ومكانته ويشعر بدوره الفاعل بين الجميع ومن تلك الذكريات المتبقية من زمن الطيبين بطيب نفوسهم وحرصهم على سعادة بعضهم ذكريات عيد الضحية هذا العيد الذي امتزجت فيه استعدادات الحج واداء هذه الفريضة وبين عيد الأضحى للذين لم يستطيعوا الحج وبينما ترفع الاكف في عرفات الله بالدعاء وطلب الغفران في الهجر والقرى ولدى سكان البادية يستعد الجميع لعيد الأضحى حيث يحرص الجميع على شراء الأضحية في وقت مبكر وتبدأ مراسم العيد بشراء الأضحية حيث تمثل لدى الصغار والكبار رمز العيد السعيد حيث يلتم الشمل بين البعيد والقريب وسط مشاعر من المحبة يقول الشاعر محمد الجنوبي: كلٍ نهار العيد عايد حبيبه والتم شمل القلوب المواليف وأنا حبيبي غايب الله يجيبه وياحسرتي كان انتهى العيد ماشيف كلٍ نهار العيد عايد حبيبه والتم شمل القلوب المواليف وقبل العيد بيومين يرقب الجميع الاضحية ويضعون على شعرها الحناء احتفاء بها بينما تقوم ربة المنزل بتجهيز اواني وعدة ذبح وسلخ الاضحية مع تجهيز الحطب وتنظيف المنزل استعدادا للعيد بينما يقوم رب الأسرة بإعداد سكين الذبح أما بحد شفرتها او شراء سكين جديدة ووسط فرحة الصغار بالأضحية كونها تمثل رمز العيد لديهم يتم شراء ملابس العيد وتجهيزها قبل أداء الصلاة حيت يمتزج الفرج بكل جديد وتمتزج مشاعر الحب بذكريات المحبوب الغائب يقول الامير سعود بن بندر: أوقول في نفسي وانا اعايد الناس متى بشوفك تكمل افراح عيدي اجامل وربي عليم بالاحساس وشهو شعوري وانت عني بعيدي ومع خيوط الفجر الأولى لصبيحة يوم عيد الاضحى ينتشر الفرح والبهجة في كل مكان معطرة بريح بخور العيد ويذهب الجميع بملابسهم الجديدة لاداء صلاة العيد في مكان متسع مجاور للقرية وماهي إلا لحظات حتى يعتلي المطوع مكاناً مرتفعاً حول مصلى العيد بهيبته الدينية يحدث الناس عن الحج وما يناله الحاج من الاجر العظيم ثم يتحدث عن شروط الاضحية ومايتعلق بذبحها والاجر العظيم الذي ينال صاحبها ثم يتحدث عن فضل صلة الارحام في العيد بعض الصغار يصيبه الملل ويتسلل من بين صفوف المصلين ليصل الى البيت مبكرا ويعلن أن الامام على وشك الانتهاء من الخطبة وعلى الطرق الضيقة بين النخيل وبيوت الطين يلتقي الجميع يتبادلون التهنئة بعيد الأضحية ويعتلي التكبير والتهليل يكسر حاجز الصمت في اطراف القرية. عيدك مبارك صاحبي وين ماكنت يزف لك نبض الخفوق التهاني وعندما يصل الأب الى المنزل يتبادل التهنئة بالعيد مع اهل بيته الكل ينظر عليه وهو يخلع ملابسه الجديد ويرتدي ملابس خاصة بذبح وسلخ الاضحية يجتمع الصغار والشباب حول الاضحية للإمساك بها يتعاون الجميع يتم سدحها حيث يستمع الجميع لعبارات التسمية والتكبير وذكر من تشملهم الاضحية فهناك قائمة الجد والجدة ومن أوصى يتم ذكر اسمه وهكذا يستمع الصغار لعبارات تنقش في ذاكرتهم معنى ترابط الاجيال وذكرهم بالدعاء وشمولهم بالاجر ومع نزول سيل دم الاضحية ينبهر الصغار وسرعان ماينصرف الامر لسلخها حيث يجد الكبار فرصة لتعليم الشباب على السلخ والأم تنتظر الراس ومايتبعة لوضعه على النار ولحظات يتم اخذ الكبد وشويها على جمر النار ودرس آخر يتعلمه الصغار هو التواصل والألفة الاجتماعية من خلال حمل هدية الاضحية للجيران والاقارب. ثم يعود الجميع لملابسهم الجديدة ويذهبون لمقر اجتماع الأسرة والجيران ويلتقي الجميع على فطور العيد ويلتقون بقلوب محبه وصافية في اول ايام عيد الاضحى ووسط هذه المشاعر الجياشة تتم زيارة الكبار والعاجزين في منازلهم تقديرا لهم كما ان للأيتام نصيباً كبيراً من هذه المشاعر الفياضة يقول الشاعر صنيتان المطيري: ياعيد مالك نظرة في عيوني نسيتني مدري زماني نساني حاولت اجاري فرحتك وكشفوني لاجي تابا اضحك ما استمرت ثواني