تسبب الصراع على كرسي رئاسة المجلس البلدي بجدة في انقسام بين أعضاء المجلس ال12 نتيجة عدم التوافق على رئيس جديد لما تبقى من المدة النظامية المحددة بأربعة أعوام. ففي الوقت الذي انتظر الأعضاء المنتخبون الستة أن يتم اختيار رئيس المجلس منهم، بعد أن أتاحوا الفرصة خلال العامين الماضيين للعضو المعين الدكتور أيمن فاضل للجلوس على كرسي الرئاسة، متوقعين أن يعاملهم الأعضاء المعينون بالمثل ويسمحوا لهم بالرئاسة خلال الفترة الثانية – وفقا للعرف السائد بين المجالس البلدية – إلا أن المنتخبين فوجئوا بعد ترشيحهم عبدالله المحمدي «نائب الرئيس» بتقدم العضو المعين الدكتور عبدالملك جنيدي للمنافسة على الرئاسة، حيث انتهت جولة التصويت بتساوي المرشحين بستة أصوات لكل منهما. حيث منح الأعضاء المعينون أصواتهم للدكتور جنيدي وتم رفع نتيجة التصويت لسمو وزير الشؤون البلدية والقروية صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب «وفقا للنظام» لتحديد الرئيس الذي سيدير دفة المجلس خلال العامين المقبلين. ومع امتناع عبدالله المحمدي «مرشح الأعضاء المنتخبين» عن الحديث ل«عكاظ» بحجة حساسية موقفه ورغبته في عدم نقل الصراع إلى خارج المجلس، قال ل«عكاظ» عضو منتخب اشترط عدم ذكر اسمه، إنهم تعرضوا لما أسماه «خيانة» من الأعضاء المعينين، معتبرا أن ما حدث «أمر دبر بليل». وأضاف: «يقضي العرف السائد في المجالس البلدية أن يعين رئيس للفترة الأولى من المنتخبين والفترة الثانية من المعينين، وهذا ما حدث تحديدا في أول مجلس بلدي في جدة حيث تم اختيار الدكتور رباح الظاهري (من المنتخبين) خلال الفترة الأولى، ثم تم اختيار الدكتور طارق فدعق (من المعينين) خلال الفترة الثانية بتراضي الأعضاء». واستطرد: «في المجلس الحالي تولى دفة القيادة أولا العضو المعين الدكتور أيمن فاضل خلال العامين الماضيين، ومع بداية الفترة الثانية للمجلس اعتذر عن الاستمرار رئيسا بسبب انشغاله في عمله عميدا لكلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز، وفي اجتماع الترشيح الذي عقد قبل ثلاثة أيام كان واضحا اتفاق الأعضاء المعينين على اختيار الدكتور عبدالملك جنيدي». وتابع قائلا: «الدكتور جنيدي كفاءة جيدة لا نختلف عليها، لكن الأحق هو العضو المنتخب عبدالله المحمدي تطبيقا للعرف السائد بحق المنتخبين في إدارة المجلس لنصف المدة، ولجهوده الكبيرة وأعماله الميدانية المميزة التي قدمها خلال الفترة الماضية، ومع محاولاتنا إفهامهم أن الأمر يقتضي تزكية مرشحنا إلا أنهم أصروا وصوتوا للدكتور جنيدي دون النظر في حق الأعضاء المنتخبين». وواصل: «يبدو بالفعل أنهم اتفقوا بعيدا على الأنظار على اختيار عضو معين، ولعل المستفيد الأول من ذلك هو أمانة محافظة جدة». وكشف عن ارتكاب المجلس خلال جلسته الأخيرة لانتخاب الرئيس لخطأ إداري ومخالفة للنظام، عندما تولى أمين جدة الدكتور هاني أبو راس رئاسة الجلسة وظهر جالسا على كرسي الرئاسة خلال الجلسة في صورة وزعها المجلس على وسائل الإعلام وحضرها رئيس المجلس أيمن فاضل. من جهته نفى المهندس عابد الجدعاني أمين المجلس البلدي بجدة تأثير جلوس الأمين في مقعد الرئيس على سير الاجتماع والترشيح، وقال: «كانت جلسة الأعضاء ودية للغاية ولم يتم الضغط على أحد بشكل علني، والتصويت تم وفقا للنظام بشكل سري، وفرز الأصوات كان بحضور المرشحين لمقعد الرئاسة، حيث قرر رئيس المجلس الحالي الدكتور فاضل الرفع بالأسماء لسمو الوزير لاختيار الرئيس وفقا للنظام». في نفس السياق رفض وحيد جمجوم نائب رئيس المجلس الجديد مواصلة الحديث ل«عكاظ» عن ما اعتبره البعض مخالفة للعرف السائد، واعتذر بحجة تواجده خارج المملكة، مكتفيا بطلب العودة لمسؤول الإعلام في المجلس، في حين قال أحد الأعضاء المعينين إن البروفيسور جنيدي يحمل العديد من المؤهلات التي ستسهم في إنجاح المجلس خلال الفترة المقبلة، متطلعا لأن يظل المجلس متماسكا مهما كان الاسم الذي يرشحه الوزير. يذكر أن نظام المجالس البلدية يشير إلى بقاء الرئيس الحالي أيمن فاضل في منصبه حتى اختيار الرئيس الجديد والذي لن يتم وفقا لمصادر «عكاظ» إلا بعد إجازة عيد الأضحى المقبلة.