اشتكى عدد من أولياء أمور طلاب وطالبات من تعليق الدراسة في بعض المدارس الأهلية في الأسبوع الأول من بداية العام الدراسي، معتبرين ما ساقه مديرو تلك المدارس من مبررات أنها سطحية. وقال أولياء الأمور ل«عكاظ» إن إغلاق تلك المدارس لأبوابها يطبع في نفوس أبنائهم وبناتهم حالة نفسية سيئة خاصة عندما يلاحظ أن بعض الطلاب في الحي مداومون في مدارسهم. وتشير والدة الطالبة سهاد أحمد في الصف الخامس ابتدائي، إلى أنها ذهبت لإيصال ابنتها للمدرسة في أول يوم للدراسة فأخبرها حارس المدرسة أن هناك صيانة، والدراسة لن تبدأ إلا الأسبوع المقبل، مبينة أن ذلك أزعجها، متسائلة: كيف لمدرسة بهذا الإهمال تترك طوال فترة الإجازة لتقوم بأعمال الصيانة عند بدء الدراسة، وأضافت «ولماذا لم يخبرونا عند التسجيل ودفع الرسوم هل سيصدقون في الانتهاء من الصيانة خلال أسبوع». أما والدة الطالبة وسن طارق فتقول إن ابنتها في المرحلة المتوسطة ودفعوا لها رسوم المدرسة كاملة وأنه قد مضى قرابة الأسبوع ولم يتسلموا الكتب وأضافت «كل يوم يقولون لنا غدا ستبدأ الدراسة، حتى هذا اليوم لم يأت الغد وعندما اتصلت بمديرة المدرسة للاستفسار أجابت ببرود لم يصل العدد الكافي من الكتب ومن الصعب أن نسلم الكتب لطالبات دون الأخريات». وتساءلت أم وسن كيف يحدث هذا؟ كيف تقبل المدرسة أن تستلم كمية كتب أقل من عدد الطالبات، علما أن المدرسة لا تتنازل عن ريال من رسوم التسجيل أو الحافلة أو الكتب، فكما يطالبون بحقوقهم كاملة عليهم الالتزام بحقوق الآخرين فليس من المنطق أن يمر أسبوع على الطالبات دون دراسة. وتشير والدة الطالبة وداد خالد إلى أنها ذهبت مع ابنتها التي في المرحلة الابتدائية في أول يوم دراسي فوجدت الباب مغلقا ولا يوجد حارس أو أحد حتى لتسأله عن الوضع، مشيرة إلى أنها هاتفت المديرة فأخبرتها بأن المدرسة كانت مفتوحة أثناء ذهابها لدفع الرسوم، وأضافت «عدت للمنزل لتصلني رسالة نصية في المساء من جوال المدرسة تبلغني بأن الدراسة ستبدأ الأسبوع المقبل بسبب أعمال صيانة في المدرسة». من جهتها، أكدت فريدة فارسي رئيسة لجنة المدارس الأهلية والعالمية في الغرفة التجارية والصناعية بجدة، أن تعليل المدراس لعدم جاهزيتها ليس صحيحا، مشيرة إلى أنه في كثير من الأحيان يكون شكوى عدد من أولياء الأمور من عدم استقبال مدارسهم لأبنائهم حتى الآن ليس بسبب عدم جاهزية بعض المدارس بعد، إن السبب في كثير من الأوقات لا يكون بسبب إهمال المدرس ولكن هناك أسبابا أخرى؛ منها أن تكون للمدرسة مشكلة مع الوزارة أو الدفاع المدني أو المقاول لإصلاح بعض التوالف، وأضافت «للأسف أن الجهات التي يتم الاتفاق معها من قبل المدرس لا تلتزم بالتاريخ وبالتالي يحدث التأخير وتكون المدرسة هي الملامة من ولاة الأمر»، مشيرة إلى أن هناك سببا آخر وهو أن الوزارة تطلب في بعض الأوقات فصل المراحل عن بعض، مبينة أن ذلك يحتاج إلى وضع حواجز وفواصل وتسقيف وغيرها. وقالت فارسي إن شهر رمضان يعد من الشهر التي يكون العمل فيها ضعيفا للغاية خاصة في معظم القطاعات، مبينة أن فترة ما قبل فتح المدارس التي تكون في شهر شوال غير كافية لإنهاء كل تلك الأعمال وهنا يكون التأخير خارجا عن إرادة المدرسة. واستطردت فارسي تقول: «أما إذا كان السبب في التأخير من المدرسة وثبت إهمالها فمن حق أولياء الأمور التقدم بشكوى للوزارة لاتخاذ اللازم تجاه المدرسة، علما بأن بعض المدارس تفضل أن تستقبل المراحل على فئات خاصة، عندما يكون في المدرسة جميع المراحل الدراسية ويكون هذا التحديد عند التسجيل وليس بعد بدء الدراسة. من جهة أخرى، أوضح عبد المجيد الغامدي مدير الإعلام التربوي في تعليم جدة، أن حضور الطلاب والطالبات ملزم من أول يوم دراسي في العام، خاصة كل المدراس، مبينا أن الأسبوع الأول يتم فيه توزيع الطلاب والطالبات على فصولهم واستلامهم للكتب وتهيئتهم نفسيا. وأكد الغامدي أن جميع المدارس ملزمة بفتح أبوابها سواء أكانت أهلية أم حكومية من أول يوم في العام الدراسي والالتزام بالبداية الجادة وعدم الاعتذار للطلاب والطالبات بعدم الحضور في الأسبوع الأول مهما كانت الأسباب.