أجبر وجود بعض النواقص في الكتب والكادر التدريسي، إضافة إلى عدم الاستقرار في بعض المدارس الحكومية والخاصة بجدة، أن تكون البداية الفعلية للدراسة الأسبوع المقبل. ورصدت «شمس» مدارس حكومية بمختلف المراحل فضلت أن يكون اليوم الأول للدراسة للتعارف بين المعلمين وتسليم الكتب للطلاب دون البدء في الدراسة الفعلية، حيث خرجت أعداد كبيرة من الطلبة في ساعات مبكرة من المدارس بعد تسلمهم الكتب المدرسية. واشتكى عبدالله المقرن، طالب في الثاني الثانوي من معاناة اليوم الأول. وأوضح ل «شمس» «الواجب على المدارس أن تستعد للدراسة مبكرا، وألا تقع في مثل هذه الأزمات، كنقص الكتب وعدم الجدية». وأضاف «استيقظت في الثامنة صباحا وذهبت للمدرسة لتسلم الكتب، ومكثت هناك ساعتين، ولكن رجعت إلى المنزل وبحوزتي أربعة كتب فقط، وذكرت لنا إدارة المدرسة أن تسليم بقية الكتب سيكون اليوم». وأكد المقرن أن إدارة المدرسة طلبت من الطلاب الذين تسلموا الكتب عدم الحضور اليوم، مبررين ذلك بعدة أسباب مختلفة، منها عدم جاهزية الفصول، وعدم الاستعداد للدراسة، إضافة إلى عدم انتظام الطلاب. من جهة أخرى، أكد الطالب عبدالعزيز الخشمان أنه تسلم الكتب كاملة، وسيبدأ الدراسة ابتداء من السبت المقبل. ونفى أن تكون إدارة المدرسة أو أحد المعلمين طلب منه ذلك «لم يطلب المعلمون أو المدرسة الغياب، ولكن منذ أن دخلت المدرسة ونحن نعرف أن الأسبوع الأول تحضير وتسلم كتب». ويشير فهد الخرامي «معلم» إلى أن نسبة غياب الطلاب في اليوم الأول كانت كبيرة جدا، ولكن تم تسليم الكتب لمن حضر، مبينا أن إدارة المدرسة قررت بدء الدراسة، حيث تم تسليم الطلاب الجداول الدراسية مع الكتب. ورجح معلم من مدرسة حكومية أخرى ل «شمس» انطلاق الدراسة الفعلية بالنسبة إلى المدرسة الأسبوع المقبل «النقص في بعض الكتب، كالرياضيات والجغرافيا، وعدم وضع جدول الحصص، سيجبرنا على بدء الدراسة الأسبوع المقبل، حيث نعمل حاليا على توفير الكتب الناقصة وتسليمها للطلبة». وأكد عدم وجود نقص في الكوادر التعليمية، مشيرا إلى أن جميع معلمي المدرسة كانوا موجودين باستثناء غيابات إجبارية لبعضهم. ولم يقتصر الوضع على المدارس الحكومية للطلاب، وعانت بعض مدراس الطالبات وجود مشكلات في اليوم الأول، وأوضحت إدارية تعمل في مدرسة متوسطة حكومية «فضلت عدم ذكر اسمها» ل«شمس» أن الحضور كان جيدا، سواء من الطالبات أو المعلمات، وتوزيع الكتب الدراسية وتسليمها للطالبات. وأردفت: «ربما يكون الأسبوع الأول لتسلم الكتب والتحضير وإعطاء الجدول الدراسي اليومي للطالبات». أما المعلمة في مدرسة خاصة بجدة شذى الفيصل، فأكدت وجود غياب كبير للطالبات، إضافة إلى النقص في المعلمات: «ما لاحظته وسمعته من زميلاتي أن المدرسة لا يتوافر بها معلمة للغة الإنجليزية بعد سفر معلمة عربية كانت موجودة العام الماضي، وكذلك وجود نقص في بعض الكتب، وهذا أمر اعتدناه كل عام، وحتى في المدارس الحكومية أجزم أن هناك نقصا في الكتب». من جهة أخرى، نفى المدير العام لشؤون المعلمين والمعلمات بوزارة التربية والتعليم الدكتور راشد الغياض، علمه بالتعاقد مع معلمين في تخصص التربية الفنية بمحافظة طبرجل التابعة لإدارة التربية والتعليم بالجوف. وأكد ل «شمس» أن وزارة الخدمة المدنية ستعلن قريبا دفعات جديدة لتعيين المعلمين والمعلمات لتدعيم المدارس بهم بعد الانتهاء من تدقيقها. ولفت الغياض إلى أن الوزارة سدت العجز لديها بالتعيينات والتعاقد، مشيرا إلى أن عددا من المتعاقدين يعلنون انسحابهم بعد إنهاء إجراءاتهم. وبين أن الوزارة لا تدون هذا الانسحاب في سجلاتهم في حالة تقدمهم مرة أخرى للتعاقد، وتتيح المجال للمرشح الذي يليه. وشدد الغياض على أن تعيين خريجات معاهد المعلمات أصبح أمرا محسوما بعد القرار السامي القاضي بتعيينهن على المرتبة الرابعة في وظائف إدارية ابتداء من الموازنة المقبلة. وأوضح الغياض أن الوزارة عينت وتعاقدت العام الجاري مع 12500 معلم، فيما بلغ إجمالي التعيينات والتعاقدات مع المعلمات في جميع المناطق والمحافظات أكثر من 12400 معلمة، مبينا أن أولوية التعاقد بين أوساط المتقدمات لللاتي رشحن ولم يستكملن إجراءاتهن، ولمن تم التعاقد معهن في العام الماضي، إضافة إلى من هن على قوائم الانتظار لدى وزارة الخدمة المدنية في التخصصات موضع الاحتياج، مع التأكيد على أن تكون المتعاقدة صالحة للتدريس .