يعتبر حي الملاوي من الأحياء القديمة في مكةالمكرمة، إضافة الى انه يعتبر ايضا ممرا لجبل سودان وشعب عامر ويبعد عن الحرم المكي كيلو مترين، ويمتاز الحي بموقعه في منتصف الطريق ما بين المسجد الحرام والمشاعر المقدسة وأيضا يتميز الحي بترابط سكانه، غير أن العمالة الوافدة تملأ شوارع الحي، وتتركز في المناطق القديمة في الحي، ما ادى إلى هجرة الكثير من السكان الأصليين وتأجير منازلهم إلى عمالة يتشاركون المنزل مع عمالة مخالفة والعمل في شتى المجالات المتاحة. واجمع عدد من أهالي الحي أن ضيق الشوارع وعدم وجود مواقف لسياراتهم أجبر الكثيرين على الرحيل من الحي، فضلا أن الحي أصبح ملاذا لأعداد كبيرة من العمالة الوافدة التي تستأجر المنازل التي يهجرها أهلها إلى الأحياء الجديدة. «عكاظ» تجولت في حي الملاوي، وتحدث أبناء الحي عن مظاهر الحياة في الملاوي والمعاناة التي تواجههم. وفي هذا السياق أوضح عبدالعزيز باعطية أن بعض اهالي الملاوي هجروا منازلهم وارتحلوا إلى المخططات الجديدة بحثا عن الهدوء، وجرى تأجير تلك المنازل إلى العمالة أو بعثات الحج والعمرة لقرب الحي من الحرم المكي الشريف. وأوضح باعطية أن ابتعاد الأهالي عن الملاوي يعود إلى بحثهم عن الهدوء بعيدا عن المركزية، موضحا أن أهم ما يؤرق بعض ساكني الحي هو انعدام المواقف وقال نحن راضون بهذا الشيء ما دامت القلوب على بعضها ولكن تؤرق هذه المسالة الكثير من أبناء الحي وعندما يأتي غريب ويوقف سيارته في أماكن عرفت لدى الجيران بأن هذا الموقف هو مخصص لفلان فإن صاحب الموقف يعاني لذلك يتجه الكثيرون إلى القدوم مبكرا للبحث عن موقف لسياراتهم، بينما يضطر بعض الأهالي لوضع أعمدة أسمنتية متحركة للدلالة على أن الموقف محجوز أو أن الموقف مخصص لصاحب البيت. من جانبه أوضح محمد باراسين أن تجمعات الأهالي في الملاوي تكون في أماكن عدة وأهمها مركاز عمدة حي الملاوي الذي يقع على مدخل الملاوي ويجلس فيه عمدة الحي بنفسه بينما في الليالي يستغله الشباب لقضاء أوقاتهم مع بعضهم البعض في حين أن هناك مراكيز مؤقتة للمناسبات وللأعياد كالتي توجد في طريق الملاوي المتجه إلى جبل سودان وشعب عامر وهي تقام بشكل دوري وتستقطب أهالي الحي الموجودين في الحي أو من رحلوا عنه يأتون إليه ليتشاركوا الأفراح أو للمواساة، وتوجد في حي الملاوي برحة كبيرة في مدخله تقام فيها دوما المناسبات والتجمعات الخاصة لأهالي حي الملاوي. من جانبه اوضح أحمد بندر خرد أن الحارة رغم عشوائيتها إلا انها تزخر بالعمالة المخالفة فمن رحل عن الحارة أجر بيته لعمالة نظامية ولكن هذه العمالة تعمد إلى دعوة ابناء جلدتها للسكنى معها ولا يهمهم إن كانوا مخالفين أو لا، كما أن هناك عمالة منزلية اتخذت من الملاوي ملجأ لها ليعملوا في المنازل بأجر شهري أو مؤقت في المناسبات الخاصة التي تقيمها العوائل ومثل هذا النوع من العمالة تتخذ أساليب عدة للاختفاء من عيون الجهات المختصة. من جهته دعا عادل المالكي إلى ضرورة متابعة العمالة المخالفة التي تنتشر في حي الملاوي وأمام مداخله، وقال إن العمالة اتخذت من محلات السباكة والكهرباء التي تقع في مدخل الملاوي مركازا لهم في البحث عن العمل في أي مجال موضحا أنه عند وقوفك للشراء من السوبر ماركت أو محل لأدوات السباكة تجد العمالة الوافدة تتقاطر نحوك وينهالون عليك بالأسئلة ويزعمون أنهم مختصون في أي مجال تطلبه و لا يوجد عمل إلا يتقنونه. وأفاد المالكي بالقول، في الصباح لا تتوقف العمالة أبدا على فئة الصنائعية فحسب بل أيضا هناك أعداد كبيرة من نابشات القمامة يمشطن شوارع وأزقة الحي منذ الصباح الباكر بحثا عن العلب الفارغة وقطع الاسكراب أو أي شيء يمكن بيعه وهن يحملن أكياسا في أياديهن لجمع العلب الفارغة بها.