لم تكن زيارة رئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة أحمد الجربا للمملكة غريبة كأول دولة يتواصل معها بعد انتخابه لهذا الموقع.. وذلك للأسباب والاعتبارات التالية: أولا: إن المملكة العربية السعودية اختطت طريقا واضحا منذ اللحظة الأولى التي أخذ فيها الشعب السوري يتعرض لظلامات نظام مستبد ومتجبر.. فكان صوتها قويا ومدويا ورافضا لكل ممارسات الأسد ضد هذا الشعب.. حتى قبل أن يعلن عن الائتلاف.. وحتى قبل أن يتشكل الجيش الحر ويظهر على سطح الأرض.. ثانيا: إن الشعب السوري لا يواجه نظاما غير إنساني فحسب، ولكنه يواجه إلى جانب ذلك دولا وأنظمة خارجية مثل روسيا.. وإيران.. وقوى ومنظمات وميليشيات ظالمة مثل حزب الله.. وجماعة النصرة.. ولابد لأي عربي أو مسلم أن يقف مع هذا الشعب ولا يتركه نهبا لأطماع وحسابات وتحالفات ومصالح ظالمة.. وكذلك كنا.. ثالثا: إن المجتمع الدولي.. خذل حتى الآن.. شعب سورية.. وبدا مترددا حتى اللحظة.. وبصورة بدت لنا مخجلة.. بل ومؤسفة أيضا.. وكان علينا أن نقف إلى جانب هذا الشعب لنعوضه وندعم كفاحه.. ونخفف من خيبة أمله من الجميع.. لكل ذلك.. فإن المملكة وقفت مع هذا الشعب وتضامنت مع الائتلافات المتعددة التي تعاقب عليها أكثر من رئيس منذ ظهر على الأرض. ومن باب أولى أن نكون اليوم مع «الجربا» الذي يسعى إلى كسب الجميع لدعم قضية شعبه العادلة.. إذن فإن اختيار «الجربا» للمملكة كأول محطة يزورها هو مسألة طبيعية لأنها لا هدف ولا غاية لها إلا إحقاق الحق.. ومواجهة الباطل مع الشعب السوري إلى أن يتحقق النصر بمشيئة الله في النهاية.. وتحقيقا لهذه الغاية.. فإن المملكة بالتعاون مع هذا الائتلاف وكذلك مع الإخوة والأشقاء العرب ومع الأطراف الدولية المحبة للسلام.. والاستقرار.. والعدالة، سوف يمضون إلى نهاية الطريق حتى ينتصر الشعب.. ويختفي الجلاد.. وتتوقف المؤامرة على سورية.. بفضل جهود الشعب المتضامن مع جيشه الحر وائتلافه السياسي. وكما قال «الجربا» فإن نقطة الانطلاق للاستفادة من الدعم السعودي والعربي والدولي المتحقق حتى الآن هو.. توفير المنطقة الآمنة على يد من يريدون الخير لسورية.. وللشعب السوري.. وضرب هذا النظام الجائر في الصميم.. وتقويض المؤامرة الروسية الإيرانية للاستيلاء على «سورية» وإن أدى ذلك إلى إبادة كل الشعب السوري.. وهو ما لن يتحقق بإذن الله تعالى وحوله وقوته. عكاظ