قال رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا: «إن الائتلاف قرر أن تكون زياراته الرسمية الأولى للسعودية، لما لها من موقف سياسي ثابت في دعم خيار الشعب السوري وثورته تجاه النظام الغاشم في سورية»، مشيراً إلى وجود زيارة قريبة للائتلاف إلى فرنسا، «لطلب الدعم العسكري الحقيقي، حتى تقف الثورة على قدميها لمواجهة نظام بشار الأسد». وأكد في تصريحات إلى «الحياة» قبل مغادرته السعودية أمس، أن موقف المملكة ثابت لا غبار عليه تجاه الأزمة السورية، وأن «السعودية لها أثر كبير في وجدان الشعب السوري»، مضيفاً: «التقينا بولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز أول من أمس، وتحدثنا معه بكل شفافية حول الأزمة السورية، والدور المنوط بالمملكة والموقف السياسي الحاصل، وأكدنا أن الوضع بسورية في حال تأزم أكثر، وأن قواعد المعركة تغيرت في شكل كبير، خصوصاً بعد مشاركة الأدوات الإيرانية في القتال مثل حزب الله وغيرها». وتابع: «لمسنا من الأمير سلمان كل الدعم، والتأكيد على موقف السعودية بدعم الثورة وخيار الشعب السوري ضد النظام السوري الظالم». وحول إن كان الائتلاف السوري المعارض طرح مطالبة بتسلم السفارة السورية في المملكة له، قال: «لم نتحدث عن هذا حالياً، ولكن هناك لجنة، نشارك بها، ستجتمع قبل نهاية شهر رمضان الجاري، وستبحث ذلك، ونأمل بأن نتسلم السفارات في البلدان الخليجية الأخرى، باستثناء قطر التي اتخذت خطوة بتسليم السفارة، ولا سيما أننا بحاجة إلى جوازات تصدرها المعارضة السورية في الوقت الذي نعاني فيه من صعوبات بالجوازات الحالية». وفي شأن إيجاد دعم خليجي للائتلاف، أكد أنهم تلقوا وعوداً من «المملكة وقطر والإمارات بدعم موازنة الائتلاف، والكويت أيضاً عليها دور في دعم وإغاثة الشعب السوري، خصوصاً أن الشعب السوري يعاني أكبر كارثة إنسانية في الوقت المعاصر». وأضاف: «هناك نية لإنشاء صندوق خليجي، لدعم الائتلاف، والمبلغ المقترح لذلك هو 400 مليون دولار، وهذا سييسر أمور الائتلاف في موضوع الإغاثة في المناطق المحررة التي تعتبر مناطق نصف سورية، وكذلك مخيمات اللاجئين». واعتبر أن الائتلاف السوري وضع حالياً على الطريق الصحيح، «الائتلاف الآن أصبح في الاتجاه الصحيح، بعد مشاركة أطياف المعارضة فيه، وأعتقد أن الأمور يجب أن تكون حول الدعم العربي والإقليمي، للاتجاه الصحيح حول خدمة الثورة السورية، وستكون الأمور من أحسن إلى أحسن». وإن كانت سورية ستتحول إلى بلاد تضم جماعات متطرفة بعد رحيل نظام الأسد، قال: «التطرف بالنسبة إلينا خط أحمر، لن نسمح به، وسنواجهه، والشعب السوري تشرّب الوسطية من فجر الدنيا في فهم الإسلام والمسيحية، ولن نسمح لأي جماعة أن تغير تاريخنا، أو تقضي على ثقافتنا، التي بنيت بعرق الأجداد والآباء، ومن اللحظة الأولى للثورة، صوّب الأسد سلاحه إلى الشعب، وقال إنها ثورة متطرفين، وهناك متطرفون يشاركون بضرب العيش الواحد، مدعومين من عصابة الأسد، وسنواجه ذلك، ولن نسمح بسرقة ثورتنا، وهناك حالة قليلة متطرفة، أوجدها فجور نظام بشار الأسد، ولدينا خطة استراتيجية، لمعالجة هذا الموقف». وانتقد رئيس الائتلاف السوري موقف حكومة العراق تجاه الثورة في بلاده، وقال: «للأسف، العراق اليوم يعارض الثورة، ويدعم نظام الأسد، ونحن رصدنا حالات قتل لعناصر من الجيش الحر، أطلقت النيران عليهم من القوات العراقية، ونطالب الحكومة العراقية الحالية بأن يتذكروا أن سورية كانت أبوابها مفتوحة لهم في وقت سابق، وأنه ليس من اللائق أن تعاملنا الحكومة العراقية هكذا، مع العلم أن الشعب العراقي أصيل، ولا يمثله توجهها».